07-مارس-2023
الشهيد سامح أقطش، مع طفليه (صورة أرشيفية)

الشهيد سامح أقطش، مع طفليه (صورة أرشيفية)

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أنّه يستدل من شريط مصوّر يوثق هجوم المستوطنين على منطقة زعترة جنوب نابلس الأسبوع الماضي، أن الشهيد سامح أقطش، قُتل بالرصاص أمام جنود الجيش الذين كانوا يقفون بجانب مجموعة من المستوطنين، وأشارت إلى أنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا تم قتله جندي أم مستوطن.

أصيب سامح أقطش برصاصة في البطن، بعد محاولة مستوطنين مهاجمة الحي الذي يقطنه في زعترة جنوب نابلس، بالتوازي مع الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له بلدة حوارة 

وكان الشهيد سامح أقطش يقف مع آخرين خلف سياج في مجمّع مغلق، عندما أطلق عليه الرصاص، فيما كان المستوطنون يرشقون الفلسطينيين بالحجارة، وكان جنود الاحتلال وحارس مستوطنة قريبة يقفون بجانبهم.

وأضافت الصحيفة عن ملابسات استشهاد أقطش (38 عامًا) أن ذلك حدث ذلك مساء الأحد (26 شباط/ فبراير) حين سار نحو 50 مستوطنًا من جهة مفترق "تبواح" الاستيطاني إلى منطقة زعترة المجاورة، الواقعة على الطريق المؤدي إلى حوارة.

وطبقًا للصحيفة فإنها حصلت على شريط فيديو يوثّق بدء نزول المستوطنين باتجاه "زعترة" من مفترق "تبواح" الاستيطاني، الساعة 19:05، وكان أحد شهود العيان مع فلسطينيين آخرين يقفون في مجمّع مسيّج، ويقع على بعد نحو 150 مترًا من مدخل القرية.

ونقلت الصحيفة عن شاهد عيان قوله: "شرعوا بالتوجُّه نحونا، ورشقونا بالحجارة. وفي هذه المرحلة خرج بعض الفلسطينيين باتجاه المستوطنين ورشقوهم بالحجارة وهربوا باتجاه حوارة. وبعد نحو ساعة عاد المستوطنون ترافقهم سيارتا جيب وسيارة أمنية من إحدى المستوطنات القريبة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه يظهر في الفيديو بالفعل تواجد سيارة جيب عسكرية في المكان، ومركبة أخرى تبدو وكأنها سيارة دورية، وسيارة أخرى على سطحها مصباح أصفر. ووصف الفلسطيني سيارة رجل الأمن بأنها شاحنة تويوتا بيضاء، وهو ما يظهر بالفعل في وثائق إضافية من مكان الحادث. وذكر أحد شهود العيان أنه شاهد كلمة "تبواح" مكتوبة على المركبة الإسرائيلية.

ومضت الصحيفة بالقول: "واصل الفلسطينيون التواجد داخل المجمع بمن فيهم سامح أقطش، وأغلقوا البوابة الحديدية. وقال ابن عمه أيمن، الذي كان هناك أيضًا، إن الشيخ أقطش تحدّث بالعبرية وقال لحارس المستوطنة "إنه إذا رجعوا إلى بيوتهم (أي المستوطنون) فسنعود نحن أيضًا" .

وقال شاهد عيان إن "المستوطن الإسرائيلي الذي يعمل حارس أمن، واسمه "يعقوب" كان في المقدمة، على بعد حوالي 50 مترًا منّا، واتخذ على الأرض وضعيّة قناص".

وقالت الصحيفة العبرية إنّ مقطع الفيديو الذي وصلها، ومدّته دقيقة ونصف والتقطه شقيق الشهيد في الساعة 20:44 لحظة إطلاق النار عليه، بحسب الشهود، بحضور الجنود والمركبة التي تبدو وكأنها دورية. لا يمكن من خلاله تحديد مصدر الطلقة التي قتلت أقطش، سواء كانت من الجنود أو من أحد المستوطنين. لكن شهود العيان يعتقدون أن "حارس الأمن" الذي وصفوه بأنه رجل كبير ملتح هو الذي أطلق النار.

 
ووفقًا للصحيفة: "يُظهر الفيديو المستوطنين وهم يوجهون إضاءة جهاز ليزر أخضر تجاه الفلسطينيين، وسمع في الفيديو شخص يقول: "أطلق المستوطن النار. سيارة إسعاف! سيارة إسعاف!". وعلى بناء من الصفيح كان الفلسطينيون يقفون بجانبه ظهرت آثار عيارات نارية، كما تحطّم الزجاج الأمامي لجرار كان متوقفًا في المكان".

والشهيد سامح أقطش أب لخمسة أبناء، من سكان منطقة زعترة التابعة لبلدة بيتا جنوب نابلس، وقد عاد قبل أيام من استشهاده من تركيا حيث كان يقدّم المساعدة لمنكوبي الزلزال.