الترا فلسطين | فريق التحرير
توقع المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، أن يلجأ رئيس الحكومة الانتقالية في إسرائيل بنيامين نتنياهو، إلى المبادرة لافتعال حرب مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أو مع حزب الله اللبناني أو إيران، من أجل خلط الأوراق وإجبار خصومه السياسيين على الدخول معه في حكومة ائتلافية.
ورأى هرئيل في تحليل نشرته "هآرتس" اليوم، أن الأيام المقبلة التي قد يتضح فيها مصير نتنياهو السياسي تحمل مخاطر كبيرة، مضيفًا أن المنظومة السياسية الإسرائيلية تبقَّى أمامها وفقًا للقانون أربعة شهور من يوم الانتخابات حتى استنفاذ كل الإمكانيات المتاحة لتشكيل حكومة جديدة، قبل الإعلان عن انتخابات جديدة ستكون الثالثة هذا العام".
وأضاف، "بعد أسبوعين ستبدأ ساعة رملٍ أخرى بالنفاذ إضافة للساعة السياسية، وهذه الساعة لاتقل حساسية عن سابقتها، إنها الساعة القضائية، حيث سيمثل نتنياهو أمام المستشار القانوني للحكومة أفخاي مندلبليت الذي سيقرر كما هو متوقعٌ إخضاع نتنياهو للمحاكمة في ثلاثة ملفاتٍ جنائيةٍ منفصلة، وهذا الأمر سيؤثر بالطبع على اعتبارات الأطراف السياسية التي ستخوص المفاوضات الائتلافية، ولكنها أيضًا ستؤثر على الساعة الأمنية".
وأشار هرئيل إلى أن "التوتر الأمني" مازال قائمًا تحت السطح، وهناك "خطرٌ كامنٌ" في أن يتم استخدامه كذريعة عبر "تسخين" إحدى الساحات، من خلال افتعال مواجهة مع حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في غزة، أو حزب الله اللبناني، أو إيران، من أجل قلب أوراق المفاوضات الائتلافية على نحو يُجبر الجميع على تشكيل حكومة طوارئ بقيادة نتنياهو، أو أن تتهيأ الظروف لانشقاق بعض أعضاء ائتلاف "أزرق أبيض" في الكنيست وانضمامهم لنتنياهو.
وأكد أن نتنياهو لجأ أكثر من مرة إلى "تسخين الظروف الأمنية" لإجبار خصوصه على الانضمام لحكومة تحت رئاسته، إحداها تزامنًا مع تطورات الملف النووي الإيراني عام 2012 التي أدت إلى انضمام شاؤول موفاز من حزب "كاديما" إلى نتنياهو لفترة قصيرة.
وتوقع "هرئيل" أن يسعى قادة جيش الاحتلال لتفادي أي تصعيد خلال الأسابيع المقبلة من خلال "التحلي بأعصابٍ حديدية"، مشيرًا إلى نجاحهم في منع ذهاب نتنياهو إلى عملية عسكرية واسعة قبل الانتخابات بأيام، ردًا على إطلاق صواريخ من غزة باتجاه أسدود أثناء إلقاء نتنياهو خطابًا انتخابيًا، وقد تعاونوا في ذلك مع المستشار القانوني مندلبليت.