24-أكتوبر-2022
عرين الاسود

تشييع جثمان الشهيد تامر الكيلاني في نابلس أمس | تصوير جعفر اشتية

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

كرست الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الإثنين مساحة واسعة لمناقشة عملية اغتيال الناشط في مجموعة "عرين الأسود" تامر الكيلاني وتداعياتها، في ظل امتناع جيش الاحتلال حتى الآن عن التعليق على العملية بتأكيد مسؤوليته حولها أو نفيها.

أعربت "جهات أمنية" عن اعتقادها بأن اغتيال تامر الكيلاني "قد يعزز من قوة عرين الأسود والأسطورة المحيطة بالنشطاء الذين سيتم اغتيالهم"، بينما رأى عاموس هرئيل أن حكومة الاحتلال سجلت بالعملية إنجازًا بعيد المدى

المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرائيل رأى في مقالٍ أن حكومة الاحتلال سجلت بعملية الاغتيال هذه "إنجازًا بعيد المدى". وقال: "مؤخرًا احتدم نقاشٌ عاصفٌ نسبيًا حول مسألة استخدام الطائرات المسيرة في تنفيذ عمليات اغتيال في الضفة الغربية. ويبدو أن استخدام العبوات الناسفة يشكل بديلاً يسمح بمستوى من الضبابية لإسرائيل".

وفي تقرير آخر للمعلق العسكري في "هآرتس" يانيف كوبوفيتش، أعربت "جهات أمنية" عن اعتقادها بأن اغتيال تامر الكيلاني "قد يعزز من قوة عرين الأسود والأسطورة المحيطة بالنشطاء الذين سيتم اغتيالهم"، مضيفًا: "إذا كانت إسرائيل بالفعل تقف وراء مقتل تامر الكيلاني، فستكون هذه أول عملية اغتيال تنفذها قوات الأمن في الضفة الغربية منذ أكثر من 20 عامًا. عدة مصادر أمنية قالت مؤخرًا إن عمليات الاغتيال في نابلس مهمة، لكنها لا تكفي".

صحيفة "يسرائيل هيوم" نشرت تقريرًا تحت عنوان "سيتم القضاء على عرين الأسود"، أعدته الصحافيتان ليلاخ شوفال ودانا بن شمعون، جاء فيه أنه قبل حوالي أسبوع ونصف من موعد الانتخابات الإسرائيلية، تحاول المؤسسة الأمنية تهدئة المنطقة في الضفة الغربية، لتجنب المواجهات التي قد تؤثر أيضًا على الانتخابات.

وقال مدير معهد دراسات الأمن القومي اللواء تمبر هايمان للصحيفة: "سيتم القضاء على عرين الأسود، بلا شك. والحدث الذي شاهدناه سواءً كان حادثًا أو عملية اغتيال متعمدة، فإنه يُضاف لعشرات العمليات الاستباقية في جميع أنحاء الضفة الغربية، وهذا يثبت الحاجة إلى الأعصاب الباردة".

ورأى هايمان، أنه لا يوجد حاليًا مكانٌ "لشعارات فارغة من المضمون" مثل وجوب تنفيذ اجتياح موسع على غرار عملية السور الواقي، فلا يعتقد أي شخص في المؤسسة الأمنية أن عملية عسكرية واسعة النطاق هي خيار واقعي، لأن النشاط العسكري المكثف يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع ودفع المزيد من الفلسطينيين إلى دائرة العنف.

من جانبه، المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، قال في مقال له إنه بالرغم من امتناع "إسرائيل" عن إعلان مسؤوليتها عن عملية الاغتيال في نابلس، إلا أنه ليس ضروريًا أن تكون خبيرًا في (الإرهاب) حتى تستطيع تخمين من يملك الرغبة والقدرة على تنفيذ مثل هذه العملية التي يتطلب تنفيذها مزيجًا من المعلومات الاستخبارية الدقيقة ووسائل الحرب المفاجئة والمميتة.

بالرغم من امتناع "إسرائيل" عن إعلان مسؤوليتها عن عملية الاغتيال في نابلس، إلا أنه يمكن تخمين من يملك الرغبة والقدرة على تنفيذ مثل هذه العملية التي يتطلب تنفيذها مزيجًا من المعلومات الاستخبارية الدقيقة ووسائل الحرب المفاجئة والمميتة

واعتبر ليمور عملية الاغتيال "نجاحًا ودليلاً على أن القدرة العملياتية العالية مازالت موجودة لدى إسرائيل كما كانت من قبل"، لكنه شدد أن هذا النجاح يجب أن لا يصبح المسار الحصري للعمليات في المستقبل، بل يجب على "إسرائيل" الاحتفاظ بسلة واسعة من القدرات العملياتية، لضمان أقصى قدر من الإنجاز.

أما صحيفة "معاريف"، فقد أفادت أن السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية هي أن استخدام عمليات الاغتيال يتم عندما يشكل الشخص المستهدف تهديدًا فوريًا بعد اكتشاف نيته تنفيذ المزيد من الهجمات، وعندما لا توجد أي إمكانية لاعتقال الشخص المطلوب، أو عندما ينطوي الاعتقال على درجة عالية من الخطورة بالنسبة للقوات.

واعتبرت أن اغتيال تامر الكيلاني يهدف "لتعزيز الردع ضد مجموعة عرين الأسود، لكي يدرك عناصره أن الجيش والمخابرات الاسرائيلية يستطيعون الوصول إليهم حتى عندما يعتقدون أنهم محميون في قصبة نابلس (البلدة القديمة) أو في أحد مخيمات اللاجئين في المدينة."

وأكدت، أن جيش الاحتلال سيواصل حالة التأهب القصوى خلال الأيام المقبلة، لأن التهديد الأكبر المحتمل الذي يتعامل معه الجيش حاليًا هو تنفيذ عرين الأسود عمليات إطلاق نار تستهدف المستوطنين والجنود في محيط نابلس.

ويوم أمس، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن اغتيال تامر الكيلاني "يعكس الطريقة المختلفة والمعقدة" التي قرر المستوى العسكري والأمني الإسرائيلي التعامل بها في الفترة المقبلة مع "عرين الأسود" والمقاتلين في مخيم جنين، والقائمة قمع هذه التنظيمات مع تجنب دفع الأمور باتجاه انتفاضة ثالثة، وضمان تعزيز السلطة الفلسطينية.