19-سبتمبر-2018

قلل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء من حدة موقف روسيا بعد تحطم طائرة عسكرية روسية قبالة الساحل السوري ومقتل الجنود عليها، بُعيد وقت قليل من إلقاء الجيش الروسي باللوم على إسرائيل.

وقبل تهدئة بوتين لوتيرة ما يصدر عن روسيا، كان الجيش الروسي قال في تصريح خطير إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت الطائرة بطريق الخطأ لأن “مقاتلات أف 16 – الإسرائيلية” التي كانت تقصف أهدافًا في محافظة اللاذقية السورية، كانت “تختبئ وراء الطائرة الروسية لتمويه قوات الأسد الموجودة على الأرض”.

ومن جانبه، نفى الجيش الاسرائيلي في بيان أن تكون طائراته استخدمت الطائرة الروسية كدرع مؤكدًا أن الدفاعات السورية فجرت الطائرة الروسية عندما كانت الطائرات الاسرائيلية قد أتمت مغادرتها ودخلت المجال الجوي لقواعدها في إسرائيل.

ورغم اتفاقيات التنسيق الأمني الموقعة بين إسرائيل وروسيا، أقر المتحدث العسكري الروسي إيغور كوناتشنكوف إن إسرائيل “لم تبلّغ موسكو بالعملية في اللاذقية، بل فعلت ذلك قبل أقل من دقيقة من الهجوم، وبالتالي لم يكن في الإمكان إعادة الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة”.

لكن بوتين تدارك تصريحات الجيش وقال للصحافيين في الكرملين “يبدو أن هذا الحادث على الأرجح عبارة عن سلسلة من الظروف المأسوية لأن طائرة إسرائيلية لم تسقط طائرتنا”.

وفي تراجع عن تهديدات وزارة دفاعه بأن الرد الروسي سيكون قاسياً على إسرائيل وبأن جيش روسيا “يحتفظ بحقه في الرد”، ورغم تحميل بوتين إسرائيلَ مسؤولية تحطم الطائرة الروسية بسبب غاراتها التي وصفها “بالعدائية التي تنتهك سيادة الأراضي السورية”، لكنه (بوتين) سد الطريق على التأويلات لعبارة “الاحتفاظ بحق الرد” موضحًا أن الردّ سيقوم على تعزيز دفاعات جيشه المنتشر في سوريا، وقال “سيلاحظ الجميع هذه التدابير لحماية جيشنا”، ما ينفي نيته اتخاذ خطوات ضد إسرائيل حتى على الصعيد قطع علاقات دبلوماسية معها.

ودبلوماسيا، اكتفت وزارة الخارجية الروسية بالإعلان أمس الثلاثاء عن استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو، بعدما حملت روسيا إسرائيلَ المسؤولية عن إسقاط الطائرة، ليتبين لاحقًا أن نائبة السفير الإسرائيلي هي من ذهبت للاستدعاء الروسي وليس السفير بنفسه، حسب تأكيدات الخارجية الإسرائيلية.

ورغم هذا الحادث الذي أسفر عن مقتل 15 عسكريا روسيا. قد نجحت روسيا حتى الآن في الحفاظ على علاقة وثيقة مع إسرائيل في خضم الحرب السورية الجارية رغم أن الجيش الإسرائيلي نفذ مئات الغارات على الأراضي السورية ضد حلفاء روسيا - بشار الأسد وإيران وحزب الله.

نتنياهو: متأسفون!

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء عن أسفه لوفاة الجنود الروس، محملًا سوريا المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية في تنصل واضح من أي مسؤولية لإسرائيل عن تدمير الطائرة.

كما ذكر بيان صدر عن مكتب نتنياهو، أن رئيس الوزراء “عبر عن أسفه لوفاة الجنود الروس، قائلًا إن سوريا مسؤولة عن سقوط الطائرة”. 

ومتجاهلًا تصريحات الجيش الروسي بأن إسرائيل لم تخبر روسيا عن غاراتها على اللاذقية إلا قبل دقيقة من تنفيذها، أكد نتنياهو على أهمية استمرار التنسيق الأمني بين إسرائيل وروسيا حول سوريا.

وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي استعداده لإيفاد قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى موسكو لتقديم نتائج التحقيق الإسرائيلي في الحادث.

وكانت وزارة الدفاع الروسية وجهت اتهاماتها في وقت سابق من اتضاح تفاصيل ما جرى، إلى القوات الفرنسية بإطلاق صواريخ في اتجاه اللاذقية. لكن باريس سارعت إلى النفي. كما نفت واشنطن أي علاقة لها بالهجوم.

ليقر بوتين لاحقًا بأن بطاريات سورية مضادة للطائرات أسقطت طائرة عسكرية روسية قرب الساحل السوري بسبب عدم الالتزام بالاتفاقات الروسية – الإسرائيلية بشأن منع الحوادث الخطرة. وأضاف الكرملين أن بوتين حض الجانب الإسرائيلي على تلافي مثل هذه الأوضاع في المستقبل. 

لوم روسي على ضباط الأسد

من جهته اعتبر الخبير العسكري الروسي ليونيد إيفاشوف، أمس، أن منظومات «أس-200” الدفاعية باتت قديمة، ويجب تسليم عناصر جيش النظام السوري منظومات حديثة وتدريبهم عليها. وأشار الخبير إلى أن مشاكل في تدريب الضباط السوريين منعتهم من معرفة العدو من الصديق.

بينما قال الجنرال المتقاعد والرئيس السابق لهيئة أركان سلاح الجو الفرنسي جان بول بالوميرو، إن إسقاط الطائرة الروسية مساء الإثنين بنيران الدفاعات الجوية السورية مرده على الأرجح خلل في التواصل بين الحليفين، مستبعدا فرضية موسكو بأن إسرائيل استخدمت الطائرة "كغطاء" للقصف.

واستهدف القصف الإسرائيلي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، "مستودعات ذخيرة موجودة داخل مؤسسة الصناعات التقنية" التابعة للسلطات السورية على الأطراف الشرقية لمدينة اللاذقية، من دون أن «يتّضح ما إذا كانت المستودعات تابعة لقوات النظام أم للإيرانيين”. وأسفر القصف عن مقتل شخصين، وفق المرصد الذي لم يتمكن من تحديد ما اذا كانا عسكريين سوريين أم مقاتلين في قوات موالية للنظام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قوات الأسد تسقط طائرة روسية لهذا السبب ..

مقترح من الأسد للسلام مع "اسرائيل" قبل الثورة بعام

الأمم المتحدة تؤكد: نظام الأسد ضرب الغوطة بغاز الكلور