الترا فلسطين | فريق التحرير
شكّك محللون إسرائيليون وقادة عسكريون سابقون في أن تحمل عملية النصيرات، التي أدت لمجزرة مروعة وتخليص أربعة إسرائيليين، أي تأثير على مسار الحرب في غزة، كما أنها لن تمنح مفاوضات صفقة التبادل التأثير الإيجابي الموعود.
أكد نوعم تيفون أن عملية النصيرات "لن تغير الصورة الشاملة للحرب، وهذا يعني أن من ناحية استراتيجية لم يتغير شيء"
ويُخالف المحللون والضباط في رأيهم، التصريحات التي أدلى بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراء حكومته حول مواصلة الحرب وتحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري، إلى جانب تدمير حركة حماس.
اللواء احتياط تامير هايمان، وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، نصح الإسرائيليين بعدم التعامل مع "الضغط العسكري" على أنه "عصا سحرية تحل كل المشاكل"، محذرًا من أن الاعتقاد بإمكانية إعادة الـ120 أسيرًا المتبقين في غزة قد يؤدي إلى مقتل الأحياء منهم، وعرقلة صفقة التبادل.
نوعم تيفون، القائد السابق للفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، دعا هو الآخر إلى "انتهاز الفرصة والمضي قدمًا في صفقة التبادل التي عرضها جو بايدن من أجل إنهاء التصعيد الحاصل مع قطاع غزة ولبنان على حد سواء".
وأكد تيفون، أن عملية النصيرات "لن تغير الصورة الشاملة للحرب، وهذا يعني أن من ناحية استراتيجية لم يتغير شيء"، مشددًا أن اﻷمر الصحيح الذي يجب القيام به اﻵن، هو الذهاب إلى الصفقة التي عرضها جو بايدن، وهي تقدم لنا حلًا للوضع في الجنوب وأيضًا تعيد الرهائن، وهذا أهم من أي شيء آخر، في النهاية، أن تكون في وضح حرب استنزاف في الجبهة الشمالية وكذلك في الجنوبية، دون القدرة على الحسم، لمدة ثمانية شهور، هذا يكفي، ويجب علينا أن نغير هذا الوضع".
أوهاد حيمو، محلل الشؤون الفلسطينية في القناة 12 الإسرائيلية، قال إن حركة حماس تنوي تحقيق إنجاز في ملف الأسرى بغض النظر عن عدد الأسرى الذين بقوا في قبضتها، وحتى لو كان العدد المتبقي لديها قليلًا فإنها ستُصر على ذات المطالب المطروحة حاليًا.
وأكد أوهاد حيمو، أن إطلاق سراح 120 أسيرًا عسكريًا كما حدث في عملية النصيرات غير ممكن، مبينًا أن هذه العملية لن يكون لها تأثير على مسار المفاوضات، لسببين، الأول: أن حماس تؤمن حقًا أنه لا فرق بين عدد قليل من الأسرى لديها أو 120 أسيرًا، والثاني: أن الأسرى هم الورقة الوحيدة بيد حماس لوقف الحرب، وهي لا تُبدي أي مرونة في هذا الملف.
أوهاد خيمو: حماس تنوي تحقيق إنجاز في ملف الأسرى بغض النظر عن عدد الأسرى الذين بقوا في قبضتها، وحتى لو كان العدد المتبقي لديها قليلاً فإنها ستُصر على ذات المطالب المطروحة حاليًا
ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة 13، قال إن أمام الجيش عدة أسابيع من القتال داخل قطاع غزة، حتى يتمكن من الوصول إلى نقطة يمكن عندها القول "من اﻵن فصاعدًا ستكون هناك عمليات اقتحام وانسحاب، دون ضرورة ﻹبقاء قوات كبيرة داخل القطاع"، في إشارة إلى المرحلة الثالثة من الحرب.
يُذكر أن شبكة NBC الأميركية نقلت عن مسؤول كبير في إدارة بايدن قوله إن صفقة التبادل سوف تواجه تعقيدات بسبب عملية النصيرات، لأنها ستزيد من تصميم نتنياهو على مواصلة الحرب، كما ستدفع يحيى السنوار إلى التصلب في مواقفه أكثر، ردًا على العدد الكبير من الضحايا المدنيين في العملية.