21-يونيو-2024
فيزا أميركا

(Getty)

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية تقريرًا حمل عنوان: "هيئة الهجرة الأميركية توجه السؤال للإسرائيليين: هل ارتكبتم جرائم حرب؟"، مضيفةً: "تأخرت طلبات الإسرائيليين للحصول على ’البطاقة الخضراء’ بسبب تحقيق متعمق بشأن خدمتهم العسكرية".

وتناول التقرير، قصة "يوفال"، الذي قالت إنه "أحد كبار المديرين في إحدى شركات التكنولوجيا الفائقة في وادي السيليكون بالولايات المتحدة"، التي أشارت إلى أنه "سعيد بتلقي رسالة من هيئة الهجرة الأميركية الأسبوع الماضي بشأن الموافقة على طلبه للحصول على ’البطاقة الخضراء[الإقامة الدائمة]’ وإرسالها إليه. لكن محتوى الرسالة كان مفاجئًا، إذ جاء فيها ’في نموذج الطلب الخاص بك، ذكرت أنك خدمت في الجيش الإسرائيلي بين عامي 2005-2008، يجب عليك تزويدنا بمعلومات إضافية حول خدمتك العسكرية حتى نتمكن من اتخاذ قرار نهائي بشأن طلبك’".

الخدمة في الجيش الإسرائيلي، سؤال حاسم من هيئة الهجرة الأميركية

وتابعت الرسالة التي وصلت إلى "يوفال من هيئة الهجرة الأميركية على النحو التالي: يجب عليك تقديم إفادة خطية تحت القسم، تصف فيها خدمتك العسكرية. وكجزء من هذه الإفادة، يجب الإجابة على الأسئلة التالية، وهي: هل شاركت كمقاتل في المعارك أثناء خدمتك العسكرية؟ إذا كان الأمر كذلك، من فضلك صف نشاطك/دورك في هذه المعارك؛ هل كنت تتولى قيادة الجنود في الجيش؟ إذا كانت الإجابة بنعم، يرجى وصف طبيعة دورك القيادي؛ هل سبق لك أن قمت بحراسة (أو أمرت الآخرين بحراسة) المتفجرات أثناء خدمتك العسكرية؟ قم بتفصيل أنواع الأسلحة أو المتفجرات التي تم تدريبك عليها".

وأضافت الرسالة "هل سبق لك أن استخدمت أسلحة أو متفجرات؟ إذا كان الأمر كذلك، ما هي الأسلحة أو المتفجرات التي استخدمتها؟ كيف استخدمت الأسلحة أو المتفجرات؟ في كم مرة استخدمت أسلحة أو متفجرات؟ هل استخدمت سلاحًا و/أو مادة متفجرة ضد شخص آخر"، إذا كان الأمر كذلك، فيجب توضيح الظروف وشرح سبب استخدامك سلاحًا و/أو مادة متفجرة ضد شخص/أشخاص آخرين".

وتابع تقرير "يديعوت أحرونوت": "إذا لم يقدم يوفال الإفادة التي تحتوي على إجابات ترضي سلطة الهجرة الأميركية خلال 87 يومًا، فمن المتوقع ترحيله من الولايات المتحدة".

وقال يوفال لـ"يديعوت أحرونوت": "إن شرط إعطاء السلطات الأميركية تفاصيل حول الخدمة العسكرية ليست جديدة. تظهر الأسئلة العامة حول الخدمة العسكرية في نماذج الطلبات القياسية لتأشيرات السياحة والطلاب والعمل وغيرها من التأشيرات، وتنطبق على مواطني جميع البلدان. من أجل الحصول على تأشيرة العمل قبل عامين، أجبت على أسئلة حول خدمتي العسكرية، لذا فهم يعلمون أنه تم تسريحي من الخدمة العسكرية في الجيش قبل 16 عامًا بعد خدمة هامشية، لكن هذه الأسئلة الجديدة جعلتني أشعر بالصدمة بالنسبة لي وكأن الأسئلة منسوخة من وثائق مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي"، وفق تعبيره.

ووفقًا للمحامي ليام شوارتز، رئيس قسم إعادة التوطين في شركة غولدفارب، جروس سيليغمان، فإن هيئة الهجرة الأميركية تطبق الآن "سياسة جديدة تجاه الإسرائيليين، والتي بموجبها يجب استجوابهم حول خدمتهم العسكرية سواء في الوقت الحاضر أو حتى من الماضي"، وأضاف: "التحقيق الذي يسعى للحصول على توضيحات حول كيف ومتى ولماذا استخدمت الأسلحة أو المتفجرات ضد شخص آخر، يهدف إلى فهم ما إذا كنت قد ارتكبت جرائم حرب. يهدف السؤال المتعلق باحتجاز المعتقلين إلى التعرف على العسكريين وضباط شرطة الذين شاركوا في الاعتقالات في الضفة الغربية. كما قد تستخدم السلطات طلب الحصول على معلومات بشأن المشاركة النشطة كمقاتل في المعارك بغرض صياغة موقفها فيما يتعلق بالأعمال التي تُعرف بأنها إبادة جماعية".

وأضاف المحامي شوارتز: "هيئة الهجرة الأميركية لديها سلطة إصدار تصاريح للمواطنين الأجانب، سواء كانوا عمالًا أو طلابًا أو أزواج أميركيين. إن السياسة الجديدة لهيئة الهجرة مثيرة للقلق للغاية وتأثيرها على الإسرائيليين يمكن أن يكون واسع النطاق في مجالات مثل الانتقال للعمل والدراسات الأكاديمية ولم شمل الأسرة".

وكتبت الصحيفة: "أولئك الذين يتقدمون للحصول على تأشيرات في السفارة الأميركية خارج إسرائيل قد يتعرضون أيضًا لتجربة غير سارة، حيث قررت رويتال، التي سافرت إلى أوروبا في شباط/فبراير بعد أربعة أشهر قضتها في الخدمة العسكرية الاحتياطية مواصلة الرحلة إلى الولايات المتحدة. وتقدمت بطلب للحصول على تأشيرة سياحية في القنصلية الأمريكية. وجرت المقابلة في قنصلية أميركية في أوروبا الغربية".

ونقلت الصحيفة عن رويتال قولها بشأن مقابلة أجرتها معه هيئة الهجرة الأميركية: "كان المحاور مهتمًا جدًا بمهاراتي في استخدام الأسلحة وأراد معرفة تفاصيل حول خدمتي العسكرية في منظومة الاحتياط في غزة، أنا أسافر كثيرًا إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولم أواجه مثل هذه الأسئلة من قبل، الشعور كما لو أن الأسئلة منسوخة من مكتب المدعي العام في لاهاي، وخلال المقابلة غادر الرجل الذي يجريها لمدة 10 دقائق تقريبًا، وكنت أرى أنه كان يتحدث بحماس مع شخص آخر. وعاد، وناولني جواز السفر، وقال لي: أنت غير مؤهلة للحصول على تأشيرة اليوم وأغلق ستائر النافذة".

وزعمت الصحيفة: "في الآونة الأخيرة، حتى الإسرائيليون الذين يأتون إلى مسؤولي الجمارك عند مدخل الولايات المتحدة قد يخضعون لفحوصات غير عادية. عوفر، نائب رئيس شركة للتسويق في أميركا الشمالية لشركة عقارية، الذي يعرّف نفسه بأنه شخص يعيش على الخط الرابط بين تل أبيب والولايات المتحدة، قال: قبل أسبوعين، لدى وصولي إلى مطار لوس أنجلوس، طُلب مني بشكل غير متوقع الذهاب إلى الغرفة المجاورة لمزيد من الاستجواب بعد تقديم جواز سفره الإسرائيلي".