20-يونيو-2024
أمة مهزومة في غزة

(Getty) الوثيقة من إعداد 4 أكاديميين إسرائيليين وراجعها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ثم طرحت على مجلس الحرب الإسرائيلي

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، النقاب عن وثيقة ناقشها مجلس الحرب الإسرائيلي، تحمل عنوان :"هزيمة حماس الكاملة – ثم إعادة إعمار غزة، من نظام قاتل إلى مجتمع معتدل".

ووفق الصحيفة الإسرائيلية، فإن الوثيقة من إعداد 4 أكاديميين إسرائيليين وراجعها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ثم طرحت على مجلس الحرب الإسرائيلي، وتنص على أن هناك حاجة إلى "هزيمة كاملة" لحماس والتي تشمل "إفقادها السيطرة على الأراضي والمحاكمات العلنية لقادتها".

الوثيقة الإسرائيلية طرحت على النقاش في مجلس الحرب الإسرائيلي في شهر شباط/فبراير الماضي، وناقشت "هزيمة حماس الكاملة"

وبحسب ما ورد، فقد عمل على إعداد الوثيقة المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية داني أورباخ، والأستاذ في كلية الحقوق ومركز فيدرمان لدراسات العقلانية بالجامعة العبرية نيتا باراك كورن، وأستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان ناثانيال بالمر، بالإضافة للباحث في مركز موشيه ديان لدراسة الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب هارئيل حوريب. 

وتتناول الوثيقة التي نوقشت قبل 4 أشهر، السؤال "كيف يمكن لمجتمع غزة أن يصبح جارًا طيبًا لدولة إسرائيل"، وفق ما جاء فيها.

وتفترض الوثيقة، التي كتبت في شباط/فبراير الماضي، أن "النصر، على الأقل بمعنى منع عودة حماس، يتطلب إعادة تأهيل وتحويل أمة كانت تقودها أيديولوجية قاتلة، وتنمية مؤسسات مستقرة ومجتمع عربي تسوده ثقافة لا تحث على الجهاد وتتصالح مع وجود دولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي"، بحسب ما ورد.

وكتبت الصحيفة الإسرائيلية: "استنتاجاتهم استفزازية". وتابعت: "أولًا، هناك حاجة إلى ’هزيمة كاملة’ لحماس. ما هي الهزيمة الكاملة؟ ووفقًا لهم، فقدان الأراضي -لفترة زمنية غير محدودة-، ومحاكمة علنية لكبار مسؤولي حماس، على حد تعبير باراك كورين [أحد كتاب الوثيقة]".

وتشير إلى موقف الأستاذ في جامعة بار إيلان ناثانيال بالمر، حول "ماذا تعني هزيمة حماس؟"، إذ قال: "موقفي هو أن يشعر الفلسطيني العادي بالهزيمة. عليه أن يشعر بأن المسار الذي سلكوه [أي الشعب الفلسطيني] حتى الآن خاطىء. رأيي هو أنه كان ينبغي إعلان المنطقة الشمالية بأكملها في غزة منطقة إسرائيلية". وعقب كاتب تقرير "يديعوت أحرونوت" نداف إيال، على ما سبق، بالقول: "هذا هو موقفه، وليس توصية وثيقة".

كما تؤكد الوثيقة الإسرائيلية على: "أن هزيمة حماس أمر ضروري. وإن عملية إعادة الإعمار تحت النيران محكوم عليها بالفشل. ولكي تنجح عملية إعادة الإعمار، لا بد من وضع منظور إيجابي للأمة المهزومة، مشروط بتحقيق أهداف ملموسة وقابلة للقياس بإنشاء ’كيان فلسطيني يتمتع بالحكم الذاتي’". 

واقترح المؤلفون (في شهر شباط/فبراير)، إنشاء آلية فعالة للتعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة على الفور، وجاء في الوثيقة: "يجب تحقيق السيطرة في أسرع وقت ممكن في التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة لمنع المزيد من التدهور".

وتضيف الوثيقة :"الاستقلال السياسي لهذا الكيان [المقترح في الوثيقة] يجب أن يعتمد على شروط صارمة، على رأسها التربية على السلام، ونبذ العنف والإرهاب والفعالية الأمنية والإدارية، حتى لو كانت إسرائيل لا ترغب في حكم غزة وتفضل إنشاء كيان آخر، أي حكومة مدنية في القطاع، فإن خيار الحكم العسكري الإسرائيلي يجب أن يطفو في الخلفية"، وفق ما ورد في الوثيقة.