13-أكتوبر-2023
غزة

"Getty" قوات الاحتلال تقصف غزة بالقنابل الفوسفورية

الترا فلسطين| فريق التحرير

قالت هيومان رايتس ووتش إنها تحققت من استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الفوسفور الأبيض في غزة وبلدات حدودية جنوب لبنان في 10 و11 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. وكان موقع الترا فلسطين نشر تقريرًا حول استخدام القنابل الفسفورية في غارات، أبرزها كان في خانيونس، منذ بداية حرب غزة 2023.

الوكالة المعنية بحقوق الإنسان أكدت أنها أجرت مقابلتين مع شخصين من منطقة الميناء في غزة في 11 تشرين الأول/أكتوبر، وصفا مشاهدتهما لضربات تتفق مع استخدام الفوسفور الأبيض. وكان أحدهما في الشارع حينها، بينما كان الآخر في مبنى إداري قريب. وصف كلاهما وقوع غارات جوية مستمرة قبل رؤية انفجارات في السماء، أعقبها ما وصفاه بالخطوط البيضاء التي تتجه نحو الأرض.

الشاهدان قدّرا أن الهجوم وقع في وقت ما بين الساعة 11:30 صباحا و1 بعد الظهر. قال كلاهما إن الرائحة كانت خانقة. وقال الشخص الذي كان في مكتبه إن الرائحة كانت قوية لدرجة أنه توجه نحو النافذة ليرى ما يحدث ثم صوّر الضربة.

هيومان رايتس ووتش راجعت الفيديوهات وتحققت من أنها صُوِّرت في ميناء مدينة غزة، وحددت الذخائر المستخدمة في الغارة على أنها قذائف فسفور أبيض مدفعية من عيار 155 ملم وتنفجر جوًا. كما قارنتها بفيديوهات أخرى منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منها مستنتجة أنها تشير للموقع نفسه.

كما راجعت هيومان رايتس ووتش مقطعَي فيديو يعود تاريخهما للعاشر من تشرين الأول/أكتوبر من موقعين قرب الحدود الإسرائيلية-اللبنانية. يُظهر كل منهما قذائف فسفور أبيض مدفعية عيار 155 ملم، قالت المنظمة إنها استُخدمت على ما يبدو كستار دخاني، أو لإحداث علامات، أو لإرسال إشارات.

مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش قالت "كل مرة يُستخدم فيها في مناطق مدنية مكتظة، يشكّل الفوسفور الأبيض خطرا كبيرا يتمثّل بإحداث حروق مؤلمة ومعاناة مدى الحياة"، وتضيف لما فقيه: "الفوسفور الأبيض عشوائي بشكل غير قانوني عند انفجاره جوًا في مناطق حَضَرية مأهولة، حيث يمكن أن يحرق المنازل ويلحق ضررا فادحا بالمدنيين".

وشرحت هيومان رايتس ووتش عواقب استعمال الفوسفور الأبيض في المناطق المأهولة، حيث يشتعل الفوسفور الأبيض عند تعرضه لأوكسجين الغلاف الجوي ويستمر في الاحتراق حتى يُحرم من الأكسجين أو يُستنفد. يمكن أن يؤدي تفاعله الكيميائي إلى توليد حرارة شديدة (حوالي 815 درجة مئوية) وضوء ودخان.

وعند ملامسته، يمكن للفسفور الأبيض أن يحرق الناس، حراريا وكيميائيا، وصولا إلى العظم لأنه قابل للذوبان بدرجة عالية في الدهون، وبالتالي في اللحم البشري. ويمكن لشظايا الفوسفور الأبيض أن تفاقم الجروح حتى بعد العلاج، ويمكن أن تدخل مجرى الدم وتتسبب في فشل العديد من الأعضاء. كذلك يمكن أن تشتعل الجروح التي سبق تضميدها عند إزالة الضمادات وإعادة تعريض الجروح للأكسجين. حتى الحروق الطفيفة نسبيا غالبا ما تكون قاتلة.

وبالنسبة للناجين، تؤدي الندبات الواسعة إلى شد الأنسجة العضلية وتسبب إعاقات جسدية، وتؤدي صدمة الهجوم والعلاج المؤلم الذي يتبعه والندوب المتغيرة المظهر إلى أذى نفسي وإقصاء اجتماعي.

وأكّدت هيومان رايتس ووتش أن استخدام الفوسفور الأبيض في غزة، وهي إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، يفاقم المخاطر التي يتعرض لها المدنيون وينتهك الحظر الذي يفرضه القانون الإنساني الدولي على تعريض المدنيين لخطر غير ضروري.

حيث يؤدي انفجار قذائف الفوسفور الأبيض جوًا إلى نشر 116 شظية مشتعلة مشربة بالمادة، على مساحة يتراوح قطرها بين 125 و250 متر، اعتمادًا على ارتفاع الانفجار، وبالتالي تعريض المزيد من المدنيين والمنشآت المدنية لأضرار محتملة مقارنة بالانفجار الأرضي الموضعي.