09-أكتوبر-2023
السيوف الحديدية

الترا فلسطين | فريق التحرير

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، إطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد حركة حماس وقطاع غزة، ردًا على عملية "طوفان الأقصى"، التي بادرت لها كتائب القسام، وأوقعت بها في يوم واحد مئات القتلى من الجنود والمستوطنين في غلاف غزة.

بحلول يوم 8 تشرين/أكتوبر، أعلن الاحتلال المصادقة على حرب ضد قطاع غزة، لتتحول عملية "السيوف الحديدية" المعلن عنها في الساعات الأولى إلى حرب كبيرة وعنيفة

وبدأت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها في إطار عملية "السيوف الحديدية" على قطاع غزة يوم السبت، في الوقت الذي كان مقاتلو كتائب القسام مايزالون يسيطرون على مستوطنات في الغلاف، وتدور اشتباكات عنيفةٌ بينهم وبين الشرطة والجيش.

وبحلول يوم 8 تشرين/أكتوبر، أعلن الاحتلال المصادقة على حرب ضد قطاع غزة، لتتحول عملية "السيوف الحديدية" المعلن عنها في الساعات الأولى إلى حرب كبيرة وعنيفة. في هذا الوقت، بدأ جيش الاحتلال يستعيد السيطرة على بعض المستوطنات، ولكن ليس على جميع المناطق، إذ كانت كتائب القسام تواصل الدفع بمقاتليها إلى مستوطنات "سديروت" و"بئيري" بالدرجة الأولى، ومستوطنات أخرى، وتستبدل مقاتليها من حين لآخر، وتواصل أخذ الأسرى، بينما كانت طائرات الاحتلال تكثف غاراتها الجوية تدريجيًا، لتصل إلى مئات الغارات، وتدمر برج فلسطين غربي مدينة غزة، الذي يضم 100 شقة سكنية.

وفي ليلة 9 تشرين أول/أكتوبر، وهي الليلة الثانية من حرب "السيوف الحديدية"، نفذت طائرات الاحتلال 500 غارة جوية، قال الجيش إنها استهدفت مواقع ومقرات لحركة حماس، وهو الادعاء الذي نفاه رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف، مؤكدًا أن جيش الاحتلال ارتكب مجازر بحق 15 عائلة قصف منازلها بشكل مباشر دون سابق إنذار، ما خلف عشرات الشهداء والإصابات غالبيتهم من النساء والأطفال.

قال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، إن جل الأهداف في الغارات الإسرائيلية هي أبراج وعمارات سكنية ومنشآت مدنية وخدماتية والعديد من المساجد، مبينًا أن معظم الشهداء خاصة في الغارات خلال الليلة الماضية ونهار اليوم من الأطفال والنساء.

ويوم الإثنين، 9 تشرين أول/أكتوبر، شنت طائرات الاحتلال سلسلة من الغارات المتلاحقة والمتزامنة قال جيش الاحتلال إنها الأعنف على الإطلاق ضد حركة حماس، وأكد صحفيون في قطاع غزة أنهم لم يشاهدوا مثلها في جميع العمليات العسكرية التي نفذها الاحتلال ضد قطاع غزة، حيث شوهدت سحائب الدخان السوداء تغطي سماء غزة بالكامل.

واستهدفت غارات الاحتلال في إطار حرب "السيوف الحديدية" مساجد وأبنية سكنية ومنازل فوق رؤوس عائلات كاملة تسكنها بدون أي تنبيه مسبق لهذه العائلات من أجل إخلاء منازلها. وأعلن وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، ووزير الطاقة يسرائيل كاتس، قطع الكهرباء والطعام وإمدادات المياه والوقود. وقال يوآف غالانت عن الفلسطينيين في قطاع غزة: "إنهم حيوانات بشرية، وسنتعامل معهم على هذا الأساس". هذا التصريح الذي اعتبرته "هيومن رايتس ووتش" مقززًا، مؤكدة أن حرمان سكان أرض محتلة من الطعام والغذاء هو عقوبة جماعية.

أعلن وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، ووزير الطاقة يسرائيل كاتس، قطع الكهرباء والطعام وإمدادات المياه والوقود. وقال يوآف غالانت عن الفلسطينيين في قطاع غزة: "إنهم حيوانات بشرية، وسنتعامل معهم على هذا الأساس"

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط، وتم إرسال الدبابات إلى محيط قطاع غزة، في حين نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين، يوم الأحد، أن الهجوم البري في إطار حرب "السيوف الحديدية" على قطاع غزة قد يبدأ في غضون 24 - 48 ساعة.

وأورد موقع واللا العبري، نقلاً عن ثلاثة مصادر إسرائيلية وأمريكية، أن بنيامين نتنياهو اتصل مع جو بايدن يوم الأحد وأبلغه أن "إسرائيل مضطرة لتنفيذ عملية برية". كما تحدث بنيامين نتنياهو إلى رؤساء المجالس المحلية في جنوب فلسطين، بالقرب من قطاع غزة، قائلاً: "عملية السيوف الحديدية سنغير شكل الشرق الأوسط".

وفي تطور لافت، ردًا على استهداف المدنيين والمنازل والأبنية السكنية بدون إنذار مسبق، أعلن "أبو عبيدة"، الناطق باسم كتائب القسام، أن أي غارة على أهداف مدنية بدون إبلاغ ساكنيه مسبقًا سيُقابل بإعدام أسير مدني.

ومع منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر للاحتلال من أجل إبادة غزّة، ووصول حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" إلى شرقي المتوسط، واصل الاحتلال قصفه الشرس وغير المسبوق على القطاع، فاستهدف البنى التحتية والأبنية السكنية، ولم تسلم من ذلك الطواقم الطبية، فأسفر ذلك عن استشهاد أربعة من المسعفين مساء الأربعاء باستهداف مركباتهم بشكل مباشر.
وحتى صباح الخميس ١٢ أكتوبر، زاد عدد الضحايا الفلسطينيين إلى ١٢٠٠ شهيد و٥٦٠٠ مصابًا، مع استمرار القصق الكثيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة