أبلغ الاحتلال الإسرائيلي، عائلة الأسيرة وفاء جرار (49 سنة) من مخيم جنين، أنها أصيبت بجروح بالغة في قدمها وحروق في جسدها، نتيجة انفجار عبوة محلية الصنع في جيب عسكري كان يقلها إلى مركز التوقيف بعد اعتقالها يوم الثلاثاء، أثناء العملية العسكرية المستمرة ضد جنين ومخيمها.
وفاء جرار: كان في المنزل ثيابٌ تعود لعروس أخي حذيفة الذي ينوي الزواج بعد أيام، وعلى هذه الثياب تظهر صور عارضات بملابس داخلية، كان الجنود يرفعون الصور في وجوهنا ويقولون لنا هكذا سنفعل بكم
يُذكر أن وفاء جرار هي زوجة الأسير عبد الجبار جرار (54 عامًا) من جنين، المعتقل إداريًا منذ شباط/فبراير 2024، وأم لأربعة أبناء، وكانت مرشحة للمجلس التشريعي في الانتخابات التي قرر الرئيس محمود عباس تأجيلها قبل موعد التصويت.
زيتونة جرار، ابنة وفاء جرار، قالت لـ الترا فلسطين، إن والدتها تعرضت لانتكاسة صحية مع اقتحام جيش الاحتلال لجنين، حيث تعاني من تآكل جدار القلب ومن مشاكل صحية في الغدة الدرقية، ونتيجة لذلك لازمت الفراش من شدة الإعياء.
وأوضحت زيتونة جرار، أن قوة من جيش الاحتلال حاصرت منزلهم في حي المراح في مدينة جنين، ثم أطلق الجنود الرصاص على كاميرات المراقبة في الحي، ونوافذ الجيران، ولم يكن في المنزل أحدٌ سواها هي ووالدتها، وظنتا أن الجيش ينوي اعتلاء سطح المنزل لأنه مطل على المدينة والمخيم.
وأفادت زيتونة جرار، أن جنود الاحتلال حطموا باب المنزل واقتحموه بوحشية، حتى قبل ارتدائهن "الزي الشرعي"، ثم تحقق الجنود من هوياتهن الشخصية، وفصلوا بينهما باحتجاز كل منهما في غرفة.
وأضافت، أن جنود الاحتلال حققوا مع والدتها وسألوها عن الأموال والذهب، وشرعوا بتحطيم المنزل أمامها كي يضغطوا عليها للاعتراف، حيث كانوا يحطمون الأغراض ثم يعيدون عليها السؤال، وهكذا حتى كسروا وخربوا كل شيء.
وتابعت: "كان في المنزل ثيابٌ تعود لعروس أخي الذي ينوي الزواج بعد أيام، وعلى هذه الثياب تظهر صور عارضات بملابس داخلية، كان الجنود يرفعون الصور في وجوهنا ويقولون لنا هكذا سنفعل بكم".
وفي نهاية الاقتحام، استولى جنود الاحتلال على مصاغ ذهبي بقيمة 7 آلاف دينار، وأكثر من 60 ألف شيكل، منوهة أن الذهب يعود لعروس شقيقها، وبين الأموال المصادرة راتبها الشخصي، وراتب والدها، ومبلغ مالي لشقيقها حذيفة الذي كان قد باع سيارته استعدادًا للزواج.
استولى جنود الاحتلال على مصاغ ذهبي بقيمة 7 آلاف دينار، وأكثر من 60 ألف شيكل
وعلمت عائلة وفاء جرار بإصابة والدتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أولاً، ثم عبر اتصال من الارتباط التابع للسلطة الفلسطينية، الذي أبلغهم أنها أصيبت ونقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، وحالتها خطيرة وغير مستقرة.
وشككت زيتونة جرار برواية الاحتلال عن إصابة والدتها، "فهي رواية من طرفة واحد" كما تقول، مبينة أن العائلة لم تتأكد أيضًا من صحة الأخبار عن بتر قدمها.
وأشارت زيتونة جرار أن العائلة قلقة على مصير والدتها، نتيجة الإصابة، وخاصة مع الأمراض التي تعاني منها، والإهمال الطبي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين.
