يرى رونين بيرغمان، محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن قادة الجيش والمخابرات الإسرائيليين، يعتقدون بأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، قد يقلل من فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وقال بيرغمان: "القائد الجديد لحماس، سواء كان داخل غزة أو خارجها، قد يواجه صعوبة في قبول صفقة تبادل بشروط أقل مما كان يوافق عليه السنوار". ويشير إلى أن اغتيال السنوار "قد يتسبب في تفكك السيطرة المركزية داخل حماس، مما قد يؤدي إلى تحرك بعض الخلايا المستقلة التي تحتجز الأسرى الإسرائيليين، وقد يصل الأمر إلى الانتقام منهم"، وفق قوله.
ويضيف بيرغمان أن "بعض الأسرى الإسرائيليين ليسوا تحت سيطرة حماس بل تحتجزهم حركة الجهاد الإسلامي أو جماعات أخرى، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف". ويؤكد أن "عدم التوصل إلى صفقة سريعة لتبادل الأسرى أو غياب جهة موحدة للسيطرة على غزة، قد يعيد تكرار تجربة رون أراد، الطيار الإسرائيلي الذي اختفى في لبنان".
يديعوت أحرونوت: القائد الجديد لحماس، سواء كان داخل غزة أو خارجها، قد يواجه صعوبة في قبول صفقة تبادل بشروط أقل مما كان يوافق عليه السنوار
كما نقل بيرغمان عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، قوله إن "على إسرائيل استغلال هذه الفرصة للتفاوض مع حماس بشأن صفقة الأسرى"، محذرًا من أن "التأخير قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الوضع". ويشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد "ترتكب الأخطاء إذا لم تدرك هذه الفرصة"، موضحًا أن تصريحات بنيامين نتنياهو "تُظهر أن إسرائيل لا تبدو مستعدة لعقد أي صفقة في الوقت القريب".
وفيما يتعلق بالتوتر مع إيران، يرى يوآف ليمور، المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن "اغتيال السنوار خلق فراغًا قياديًا في غزة، وأن إسرائيل قد تحتاج إلى البحث عن بديل للتفاوض، ربما في قطر أو أي جهة أخرى". ورغم بقاء مقاتلي حماس في غزة، يشير ليمور إلى أن "إسرائيل قد تدفع نحو حل أوسع يشمل بديلًا سلطويًا في حال غياب السنوار، وهو ما قد يؤدي إلى إنهاء الحرب واستعادة المخطوفين"، بحسب قوله.
ويحذر ليمور من أن "الاستجابة للأجنحة المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية التي تدعو إلى الاستيطان في غزة"، معتبرًا أن "ذلك قد يؤدي إلى كارثة". ويرى أن "الحل الأمثل هو إنهاء الحرب وإقامة نظام بديل في غزة مع الحفاظ على حرية إسرائيل في تنفيذ العمليات الأمنية في القطاع، مما قد يؤدي أيضًا إلى إنهاء الصراع على الجبهة الشمالية".
من جهته، يرى ناحوم برنيع، المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن اغتيال يحيى السنوار وحسن نصر الله يمثلان ذروة الإنجازات العسكرية الإسرائيلية. زاعمًا أن "معظم قادة الصف الثاني في حماس وحزب الله قد تم تصفيتهم"، مشيرًا إلى أن "القدرات العسكرية لحماس وحزب الله قد تفككت بشكل كبير، وأنه من غير المرجح تحقيق المزيد من الإنجازات العسكرية في المستقبل".
ويضيف برنيع أن "الوقت قد حان لبدء عملية دبلوماسية، حيث تمتلك إسرائيل الآن أوراقًا قوية للتفاوض، مثل إنهاء الحرب على الجبهتين الجنوبية والشمالية". ويقترح أن إسرائيل قد "تحصل على مكاسب مثل استعادة الخطوفين، نزع سلاح غزة، والقضاء على حماس كقوة عسكرية، ونزع سلاح جنوب لبنان من حزب الله". كما يشير إلى إمكانية تعزيز القرار الدولي 1701 واستبدال قوات اليونيفيل بقوات أقوى.
ويشير برنيع إلى أن "قرار إنهاء الحرب أو استمرارها يقع بيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يواجه الآن قرارًا محوريًا، إما بتحويل الإنجازات العسكرية إلى اتفاقيات سلام أو مواصلة الحرب على إحدى الجبهتين أو كلتيهما".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلًا عن مصادر، إن "الأجهزة الأمنية تعتقد أن الوقت الحالي الأفضل لصفقة تبادل"، مضيفةً: "لا صورة انتصار أكثر مما حققناه في اغتيال نصر الله والسنوار".