12-سبتمبر-2023
توابيت رمزية في مسيرة احتجاجية في تل أبيب على جرائم القتل وتواطؤ الشرطة

توابيت رمزية في مسيرة احتجاجية في تل أبيب على جرائم القتل وتواطؤ الشرطة

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أكد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، هذا الأسبوع، أن عشرات الأسر الفلسطينية من داخل الخط الأخضر (يحملون الجنسية الإسرائيلية) قررت الانتقال للعيش في الخارج، خاصة في تركيا ودبي، خوفًا من أن تنضم لقافلة ضحايا جرائم القتل في الداخل، وكذلك يفعل أيضًا أشخاص ضالعون في الجرائم بالداخل.

 الكثير من هذه الأسر بريئة وغير ضالعة في الإجرام، وبعضها لهم أقارب ضالعون في صراعات المنظمات الإجرامية، وتخشى هذه الأسر أن يتم الانتقام منها بسبب عدم وصول المنظمات لأقاربهم المطلوبين لها

وأفادت "يديعوت" بأن 15 جريمة قتل فقط حلتها الشرطة الإسرائيلية من أصل 175 جريمة قتل حدثت في المجتمع العربي داخل الخط الأخضر منذ بداية العام الحالي، منوهة أنه بالإضافة لهذا العدد من القتلى هناك مئات الجرحى، عدا عن آخرين تلقوا تهديدات بالقتل.

وأكدت، أن "سلطات إنفاذ القانون الإسرائيلية لا تفعل شيئًا تقريبًا للتصدي للجريمة الفظيعة التي تلحق الضرر بعدد لا يحصى من الأشخاص في المجتمع العربي". ونتيجة لهذا الوضع الصعب، قررت عشرات الأسر الهروب للخارج، رغم أن الكثير من هذه الأسر بريئة وغير ضالعة في الإجرام، وبعضها لهم أقارب ضالعون في صراعات المنظمات الإجرامية، وتخشى هذه الأسر أن يتم الانتقام منها بسبب عدم وصول المنظمات لأقاربهم المطلوبين لها.

واحدٌ ممن تحدثت لهم "يديعوت" في تقريرها، أبٌ لأطفال من سكان وادي عارة لم تكشف هويته، قال إن أحد أقاربه في صراع مع مجرم، وبسبب ذلك تبحث منظمة إجرامية عنه، وقد أرسلوا له تهديدات وشتائم، ومؤخرًا اتصلوا به قائلين: "نهايتك ونهاية عائلتك ستأتي قريبًا"، مبينًا أنه بسبب هذه التهديدات ترك وظيفته والبلد، "واليوم نحن في الخارج، مرتاحين البال" كما يقول.

وقالت امرأة للصحيفة، إنها قبل بضعة شهور نجحت في إقناع زوجها بالسفر للعيش في الخارج، واليوم تعيش مع زوجها وأطفالها "في مكان هادئ في تركيا"، مضيفة: "كان قرارًا صعبًا ولكن لم يبق لدينا حل، فعلى الأقل هنا نشعر بالأمان الشخصي (..) الشرطة تتعامل مع كل التفاصيل الصغيرة، عكس الشرطة الإسرائيلية" حسب قولها.

وأوضح تقرير "يديعوت"، أن بعض الأسر المهاجرة لم تغادر البلاد إلا بعدما لحق بها الضرر بالفعل، ومنها أسرة من المثلث ليس لها أي علاقة بهذه النزاعات، "فقد كانوا يبحثون عن هدف، وعندما لم يجدوه قتل أخي في الطريق"، كما يقول، مضيفًا: "أنا شخص بريء وأعمل في وظيفة جيدة وجميلة، وأكسب دخلاً جيدًا، ومنذ سنوات قليلة فقط تزوجت، كان كل شيء على ما يرام ومدهشًا، لكن الجريمة لم تترك لنا متعة في الحياة".

وبيّن التقرير، أن تركيا ودبي هما الخياران الأساسيان في الهجرة للخارج أمام هذه الأسر، غير أن أسرًا أخرى هاجرت لمناطق أخرى في الداخل، مثلاً من اللد إلى شمال فلسطين، وهذه الأسر "تفضل الصمت وعدم التورط في أي حديث للصحافة"

يقول هؤلاء المهاجرين، إنهم دفعوا "الأتاوات" بالفعل لستة شهور ثم توقفوا بسبب الخسائر التي يتكبدونها، وعندما بدأ المجرمون بالتهديد وإطلاق النار، قرروا الهجرة للخارج

سببٌ آخر للهجرة من داخل الخط الأخضر إلى الخارج، وهو "الأتاوات" التي تطالبهم منظمات الإجرام بها. يقول هؤلاء المهاجرين، إنهم دفعوا "الأتاوات" بالفعل لستة شهور ثم توقفوا بسبب الخسائر التي يتكبدونها، وعندما بدأ المجرمون بالتهديد وإطلاق النار، قرروا الهجرة للخارج، لكن الخوف مازال يُلاحق هذه الأسر حتى في الخارج، ويجعلها تمتنع عن الكشف عن مكان سكنها الحالي.

وتؤكد "يديعوت أحرنوت" أن ضالعين في الجرائم داخل الخط الأخضر أيضًا هربوا للخارج بسبب الخطر الذي يهدد حياتهم، ورغم ذلك هناك من يلاحقهم في الخارج، وفي هذا السياق قُتل شخصٌ من عكا في دبي قبل شهور، وألقت الشرطة الإماراتية القبض على ثمانية مشتبين في الجريمة.

وكما أن تركيا ودبي أصبحتا ملاذًا للأسر الهاربة من القتل والجريمة، فهي أيضًا، بحسب "يديعوت"، ملاذٌ لأشخاص ضالعين في الجرائم، وهؤلاء ينشرون فيديوهات يهددون فيها بقتل خصومهم. ونقلت عن "مسؤول في منظمة إجرامية عربية" قوله، إن هناك مجرمين ضالعين في إطلاق نار مازالوا طلقاء، لأن الشرطة لم تكشفهم، وبمجرد أن يشعروا أنه تم اكتشافهم، فلن يبقوا دقيقة واحدة في إسرائيل، وغالبيتهم يهربون إلى تركيا ودبي.