كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الجمعة، عن تفاصيل وبنود ما قالت إنّه مقترح مصري للتوصّل لصفقة تبادل أسرى بين حماس و"إسرائيل". وقال مصدر أمني إسرائيلي إنّ هناك مقترحًا لصفقة مخطوفين يمكن المضيّ به قدمًا، والمصريون يريدون التوصل لصفقة، فيما نقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصدر في حكومة بنيامين نتنياهو القول إنّ نتنياهو يميل لقبول الصفقة التي تم طرحها.
وكتبت الصحيفة عن "تفاؤل حذر" بعد الاقتراح المصري الذي يتضمّن إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا.
وكشفت يديعوت أن رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل الذي التقى في القاهرة الأربعاء، رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار ورئيس أركان الجيش اللواء هرتسي هاليفي، عرض على المسؤولين الإسرائيليين خطة مصرية جديدة للإفراج عن المختطفين وإنهاء الحرب، تتكون من ثلاثة بنود مترابطة. وبحسب الاقتراح المصري، تطالب حماس بإطلاق سراح 50 أسيرًا مقابل كل جندي مخطوف، و30 أسيرًا مقابل كل مدني مخطوف.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه وفقًا للقسم الأول من الخطة المصرية، ستتعهد "إسرائيل" بوقف جميع الاستعدادات لدخول رفح، وقد أوضح رئيس المخابرات المصرية أنه ليس مصر فقط، بل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تخشى على مصير السكان المدنيين في حال دخول الجيش الإسرائيلي إلى المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
أما البند الثاني فهو إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين على مرحلتين بفاصل زمني قدره 10 أسابيع. ومن المهم الإشارة إلى أن مصر لم تحدد عدد المختطفين الإسرائيليين (يبدو أن عددهم غير معروف لمصر)، لكنها أوضحت أنه سيتم إطلاق سراح "جميع المختطفين" مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالبند الثالث، زعمت الصحيفة أنه يتمثل في وقف كامل لإطلاق النار لمدة عام، مع التزام "إسرائيل" وحماس بعدم إطلاق النار أو استخدام الأسلحة على الأرض أو في الجو. وسيتم خلال وقف إطلاق النار الإعلان عن بدء تنفيذ التحركات لإقامة الدولة الفلسطينية، وسيكون هذا الإعلان برعاية الولايات المتحدة ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية.
وكشف مصدر سياسي في القاهرة للصحيفة العبرية أن رئيس الشاباك ورئيس الأركان هاليفي لم يعلّقا على الخطة المصرية المقترحة، لكن تعهّدا بتقديمها في مناقشة بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب. وعُلم أيضًا أنّ رئيس المخابرات المصرية أوضح أنّ من الممكن تنفيذ عملية إطلاق سراح المختطفين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين على ثلاث مراحل بحسب مبادرة باريس، أو على مرحلتين بحسب مبادرة القاهرة الجديدة.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين فإن المصريين يخافون من "لاجئي الحرب" الذين سيدخلون سيناء بعد الدخول الإسرائيلي إلى رفح، وبالتالي فهم في عجلة من أمرهم.
وذكرت الصحيفة أنه وخلال اجتماع مجلس إدارة الحرب طرحت أمس عدة بدائل لخطة إطلاق سراح الرهائن. والفريق المفاوض الإسرائيلي حصل على "الضوء الأخضر" لإبداء مرونة في الموقف الإسرائيلي بحيث أنه في حال حدوث تغيير بسبب الضغوط العسكرية، فمن الممكن المضيّ قدمًا في الصفقة بسرعة. مضيفةً أن "إسرائيل" تناقش فعليًا صفقة جديدة مبنيّة على جواب حماس السلبي، وادعاء الحركة أنه ليس لديها 40 مختطفًا حيًا في الفئة الإنسانية التي تشمل النساء والمسنين والمرضى.
ويتضمّن المقترح المصري بحسب الصحيفة، إطلاق سراح عشرات الرهائن، ولكن أقل من 40. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي مطلع على المفاوضات، إن الصفقة التي تتم مناقشتها حاليًا هي إطلاق سراح 33 مختطفًا، من فئات النساء والجنود وكبار السن والمرضى والجرحى والمعاقين عقليا. وبحسب قوله فإن مدة وقف إطلاق النار خلال الصفقة ستتحدد بحسب عدد المختطفين.
ووصل الوفد المصري رفيع المستوى "إسرائيل" اليوم الجمعة، ويتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركي إلى "إسرائيل" يوم الثلاثاء ويبقى فيها حتى الأربعاء، وذلك بعد أن يزور السعودية محاولًا تعزيز مسار التطبيع.