23-يناير-2024
مؤسسات فلسطينية

3 مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية استقبلت منظمة العفو الدولية فرع ألمانيا، في زيارة غير معلنة للإعلام

الترا فلسطين | فريق التحرير 

علم "الترا فلسطين" من مصادر خاصة، أن ثلاث مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية استقبلت منظمة العفو الدولية فرع ألمانيا اليوم الثلاثاء، في زيارة لم يتم الإعلان عنها للإعلام الفلسطيني كما جرت العادة، وذلك رغم مواقف مكتب "أمنستي ألمانيا" المنحازة لمواقف الاحتلال الإسرائيلي وتأييدها المستمر لـ"أمنستي إسرائيل"، التي رفضت إدانة مجازر الاحتلال في غزة، وعارضت موقف منظمة العفو الدولية الأم لدعم جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في قضيتها ضد "الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة".

علم "الترا فلسطين" أن 3 مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية استقبلت منظمة العفو الدولية فرع ألمانيا، في زيارة لم يتم الإعلان عنها للإعلام الفلسطيني كما جرت العادة، رغم مواقف "أمنستي ألمانيا" المنحازة لمواقف الاحتلال وتأييدها المستمر لـ"أمنستي إسرائيل" 

وتوجّهت منظمة العفو الدولية فرع ألمانيا "أمنستي ألمانيا" في زيارة، تستمر حتى الثلاثاء المقبل، إلى فلسطين و"إسرائيل". وذكرت المصادر أن الجزء الأكبر من الزيارة يتضمن لقاءات وأنشطة مع مؤسسات صهيونية وجهات فاعلة في الداخل الفلسطيني المحتل.

ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها "الترا فلسطين"، تم تنظيم الزيارة في البداية باعتبارها "زيارة تضامن" بالتعاون مع فرع منظمة العفو الدولية في "إسرائيل"، ولكن لم يتم الإعلان عن خطِّ سير الزيارة وهدفها. ويعتبر مكتب "أمنستي ألمانيا" شريكًا رئيسًا للمكتب في "إسرائيل"، وبالتالي توقعت المصادر أن يكون هدف الزيارة هو تقديم الدعم. 

ومن بين المؤسسات التي زارتها المنظمة في فلسطين، مؤسسة الحق، ومؤسسة مفتاح، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.

وأكد مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين لـ"الترا فلسطين" أن الزيارة هي لمجموعة من المؤسسات الفلسطينية. وحول عدم الإعلان المسبق عن هذه الزيارة وجدولها، أفاد بأن هذه ليست زيارة رسمية لوفد رسمي، وأضاف: "للمنظمة حرية الإعلان عن الزيارة أم لا، ولكنهم تواصلوا مع الحق قبل أيام وطلبوا زيارتنا، والحقّ رحبّت بذلك".

وفي ردّه على تعليق أن "أمنستي ألمانيا" منحازة للاحتلال، ومقرّبة من "أمنستي إسرائيل"، قال: "لنا خطاب نريد أن نتحدث فيه معهم بشكل واضح بهذا الموضوع، ولكن من حيث المبدأ لا نرفض الزيارة، وبالنهاية معهم في الزيارة السكرتاريا العامة (الأمانة الدولية لمنظمة العفو الدولية) من لندن وليس وحدهم".

أمّا فيما يتعلق بزيارتهم لمؤسسات صهيونية، نفى جبارين علمهم بذلك، وأكد: "لا علم لديّ إن كان لهم زيارة لإسرائيل أو لا، ولكن لا أستبعد ذلك من أمنستي فرع ألمانيا".

بدورها أكدت مديرة مؤسسة مفتاح تحرير الأعرج، بأن العفو الدولية قامت بزيارة المؤسسة والاجتماع مع طاقمهم، دون حضورها للاجتماع بشكل شخصي.

وأوضحت الأعرج لـ"الترا فلسطين"، أن استقبالهم للمنظمة جاء بناءً على طلب فرعها بفلسطين، ومن أجل نقل وجهة نظرهم إليها وإطلاعهم على صورة الوضع وما يجري في قطاع غزة، ومحاولة معرفة خطواتهم للتأثير والتغيير في موقف الرأي العام في ألمانيا. 

تأكد الترا فلسطين، بأنه لا يوجد فرع لأمنستي في فلسطين، رغم الطلبات والمحاولات الفلسطينية لإنشاء فرع منذ الثمانينات

ويجدر الإشارة، كما تأكّد الترا فلسطين، بأنه لا يوجد فرع لأمنستي في فلسطين، رغم الطلبات والمحاولات الفلسطينية لإنشاء فرع منذ الثمانينات.

وأكدت الأعرج بأنهم قدّموا نقاطًا لهم حول ماذا يجب عليهم القيام به في ألمانيا، وطلبوا منهم تفسير مواقفهم التي انحازوا فيها إلى "إسرائيل". 

وحاول الترا فلسطين التواصل مع الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال للحصول على تعليق منها، ولكنّه لم يتلق ردًا.

وسينضم إلى الوفد مسؤول كبير من الأمانة الدولية لمنظمة العفو الدولية، لم يتم الكشف عن اسمه.

ويضطلع فرع الأمانة الدولية في أمنستي بمسؤوليات منها اقتراح السياسات لفروعها.ووفقًا للمصادر فإن الزيارة لم تكن مفتوحة أمام بقية فروع "أمنستي" في العالم الذين أبدوا اهتمامًا بزيارة فلسطين والعمل فيها.

وتثير زيارة أمنستي الألمانية إلى "إسرائيل" مخاوف عدة، وذلك في ظل الدعم الألماني اللامحدود  للاحتلال منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول\أكتوبر. 

أمنستي ألمانيا و"إسرائيل" شريكان يحاربان الرواية الفلسطينية 

وحسب قوانين منظمة العفو الدولية، فإنه يجب أن يكون هناك توافقًا في المواقف والدعوات عبر فروعها السبعين، ومنذ بدء العدوان على غزة نشرت المنظمة عددًا من الأبحاث والمواقف والحملات المؤيدة لفلسطين، إلا أن "أمنستي إسرائيل" اتّخذت عددًا من المواقف الإشكالية التي تتعارض مع مواقف المنظمة.

واعترفت منظمة العفو الدولية "بخطر الإبادة الجماعية"، للمرة الأولى في 10 يناير/كانون الثاني، أي بعد ثلاثة أشهر على المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وأصدرت بيانًا يؤيّد حكم محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير مؤقتة ضد الحرب على غزة، فيما دعت إلى وقف إطلاق النار في 26 أكتوبر\تشرين الأول، وطالبت مجلس الأمن والدول الحليفة فرض حظر عسكري على "إسرائيل".

"أمنستي إسرائيل" اتّخذت عددًا من المواقف الإشكالية التي تتعارض مع مواقف منظمة العفو الدولية الأمّ

فيما خرجت "أمنستي إسرائيل" في تصريحات ساهمت ودعمت الإبادة الجماعية في غزة، ويشمل ذلك نشر معلومات مضللة تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتساهم في خطاب الإبادة الجماعية. من بينها؛ بيان يتعلق بمهرجان نوفا للموسيقى حيث ادعت "أمنستي إسرائيل" أنه تم إطلاق النار على الناس أثناء رقصهم. وبدلاً من ضمان تصحيح المعلومات المضللة والخطيرة، فقد نشر مكتب الأمانة الدولية في منظمة العفو الدولية بيانًا صحفيًا أكد على المعلومات المضللة.

وثبت عدم صحة المعلومات الواردة في بيان "أمنستي إسرائيل" والأمانة الدولية من خلال ثلاثة تحقيقات إسرائيلية رسمية وإعلامية على الأقل. فيما يلتزم كلا الفرعين الصمت إزاء مقتل عدد من الإسرائيليين بنيران القوات الإسرائيلية، بما في ذلك ممن قتلوا في المهرجان.

كذلك لم تروِّج "أمنستي إسرائيل" لدعوة منظمة العفو الدولية لوقف إطلاق النار، وعارضت الدعوة إلى فرض حظر الأسلحة على "إسرائيل". 

وفي الآونة الأخيرة، عارضت "أمنستي إسرائيل" علنًا دعوة منظمة العفو الدولية لدعم جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في قضيتها ضد "الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال في غزة. 

ويعد "أمنستي ألمانيا" واحدًا من أقوى حلفاء "أمنستي إسرائيل" داخل المنظمة. وقد عارض كليهما علنًا، عام 2022، تقرير منظمة العفو الدولية بشأن الفصل العنصري في "إسرائيل". وفي حين تراجع فرع ألمانيا عن المعارضة في وقت لاحق، إلا أن فرع "إسرائيل" لم يفعل. وكلا القسمين، بحسب المصادر، لا يساهمان في عمل منظمة العفو الدولية المناهض للفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة.

عارضت "أمنستي إسرائيل" علنًا دعوة منظمة العفو الدولية لدعم جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في قضيتها ضد "الإبادة الجماعية"

فيما رفضت "أمنستي ألمانيا" اتخاذ أي إجراء أو انتقاد قرار البرلمان الألماني الذي يساوي بين حركة المقاطعة ومعاداة السامية، الأمر الذي كان له تأثير كبير على حرية التعبير فيما يتعلق بفلسطين في ألمانيا. كما لم تدافع عن الحق في حرية التعبير والتجمع للفلسطينيين داخل ألمانيا، وذلك على الرغم من الحملة العالمية الاستراتيجية لمنظمة العفو الدولية "الحق في الاحتجاج".

وفي أعقاب قمع المتظاهرين الذين أحيوا ذكرى النكبة في ألمانيا في مايو 2023، أصدرت "أمنستي ألمانيا" بيانًا ضعيفًا لا يرقى للمعايير التي وضعتها المنظمة، وخلال الحرب على غزة التزمت الصمت. 

تجدر الإشارة إلى أن فرع أمنستي في "إسرائيل" أُنشئ خلال فترة الستينات، ويعتبر فرعًا ممولًا، أي لا يدر الأموال ولكنه يستقبلها من منظمة العفو الدولية، فيما يعد "أمنستي ألمانيا" أحد أكبر الفروع وأكثرها تأثيرًا ويدر أموالًا للمؤسسة. وحتى الآن تمتنع المنظمة عن فتح فرع لها في الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم المطالب الفلسطينية التي تعود لأكثر من أربعين عامًا، في الوقت الذي تملك المنظمة فروعًا في 70  دولة حول العالم.