05-أبريل-2024
المستوطن يعقوب

المستوطن يعقوب مسلحًا في أرض زراعية فلسطينية

لستة شهور متتالية بعد السابع من أكتوبر، يُكرر المستوطن يعقوب، وهو من نشطاء الإرهاب اليهودي، إقامة حاجز بين قريتي عوريف وعصيرة القبلية جنوب نابلس، وينفذ أثناء ذلك اعتداءات جسدية وسرقات بحق المواطنين العائدين إلى بيوتهم، بما في ذلك الرجال والنساء.

المستوطن يعقوب قبل السابع من أكتوبر كان يضايق المزارعين ورعاة الأغنام والحراثين ويرش الأشجار بالمبيدات الحشرية ويعتدي على قاطفي الزيتون، إلا أن المزارعين والرعاة كانوا يواجهونه، أما بعد السابع من أكتوبر فقد أصيب بالسعار

يعرف الأهالي في عوريف وعصيرة القبلية وبورين، المستوطن يعقوب جيدًا، فأنشطته الإرهابية ممتدة لسنوات، لكن بعد السابع من أكتوبر صار يرتدي زي الجنود الإسرائيليين، ويزيد من بطشه تحت غطاء الزي العسكري الذي يرتديه.

يقول رئيس مجلس قروي بورين إبراهيم عمران، إن المستوطن يعقوب يعيش في مستوطنة "يتسهار" التي تنشط فيها مجموعات تدفيع الثمن، وهو مسؤول الأمن في مستوطنة "يتسهار" ومستوطنة "جفعات رونيم".

وأوضح إبراهيم عمران، أن المستوطن يعقوب قبل السابع من أكتوبر كان يضايق المزارعين ورعاة الأغنام والحراثين ويرش الأشجار بالمبيدات الحشرية ويعتدي على قاطفي الزيتون، إلا أن المزارعين والرعاة كانوا يواجهونه، أما بعد السابع من أكتوبر فقد أصيب بالسعار.

وبين إبراهيم عمران، أن المستوطن يعقوب يركب سيارته ويقتحم بورين ويتجول بين البيوت ويركب "التراكترون" ويقوم بحركات استفزازية.

وفي موسم الزيتون، في خريف عام 2023، كان المستوطن يعقوب يلبس الزي العسكري ويهاجم -مع عصابته من الإرهابيين- الأهالي في حقول الزيتون في المناطق القريبة من الشوارع، ويسرقون ثمار الزيتون والمفارش والمعدات ويكسرون أشجار الزيتون ويضربون المزارعين، كما أحرقوا جرارًا زراعيًا وسيارة.

هذه الاعتداءات المتنوعة أدت، بحسب إبراهيم عمران، إلى حرمان أهالي بورين من قطف نصف محصول الزيتون الخاص بهم لتجنب اعتداءات الإرهابيين المسلحين.

الشاب بشير جبريل قادوس، أحد أحدث ضحايا المستوطن يعقوب في نهاية شهر آذار/مارس، كان يرعى غنمًا قرب بيته، عندما أرسل المستوطن يعقوب إليه مجموعة من الإرهابيين اليهود الذين يرتدون زي جنود، ورغم أنه حاول تجنب المواجهة والانسحاب من الأرض، إلا أن الإرهابيين اعتدوا عليه وضربوا أغنامه، فاتصلت زوجة بشير بشقيقه بشار قادوس، وهو أسير سابق وجريح، ولدى وصوله إلى المنطقة تم الاعتداء عليه بالضرب.

وبيّن إبراهيم عمران، أن المستوطنين، المتنحلين لصفة جنود، قيدوا الشقيقين بشير وبشار قادوس، واتصلوا بالمستوطن يعقوب الذي طلب إحضارهما إليه ونقلهما بسيارته الخاصة إلى النقطة العسكرية القريبة من حاجز المربعة.

أمضى بشير قادوس ليلة في السجن، أما شقيقه بشار قادوس فحكم عليه بالسجن الإداري لثلاثة شهور، "بدون أي سبب، وبتوجيهات من المستوطن يعقوب" وفق إبراهيم عمران.

منير قادوس، شقيق الشابين بشير وبشار قادوس، وناشطٌ حقوقي يوثق انتهاكات المستوطنين في جنوب نابلس لمؤسسة "يش دين" الحقوقية الإسرائيلية، يعتقد أن الاعتداء على شقيقيه رسالة له، فهو عادة ما يوثق اعتداءات المستوطن يعقوب.

وأوضح منير قادوس لـ الترا فلسطين، أن المستوطن يعقوب يواصل بشكل شبه يومي إقامة حاجز بين عوريف وعصيرة القلبية في طريق يُسمى "طريق المحاجر"، حيث يضع مركبته في وسط الشارع ويقف بسلاحه، مضيفًا أنه وثق إطلاق المستوطن يعقوب الرصاص على أشخاص لمجرد أنهم حاولوا السير في طرق بديلة للطريق الذي يغلقه.

وبيّن منير قادوس، أن المستوطن يعقوب أثناء الحاجز يكسر أي هاتف يرى فيه صورة أو شعارًا يتعلق بفلسطين.

وأضاف، أن المستوطن يعقوب والإرهابيين معه يعتدون أيضًا على المحاجر والكسارات في المنطقة المصنفة "ب"، ويمنع العمل من العمال، الذين يتجنبون أي مواجهة معه خشية على المعدات التي يصل سعرها للملايين.

أهالي بلدة عصيرة القبلية أيضًا يعانون من اعتداءات المستوطن يعقوب، فيقول رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية حافظ صالح لـ الترا فلسطين، إن المستوطن يعقوب أوقف مركبة تستقلها طبيبة على الحاجز الذي يقيمه في طريق المحاجر، وطلب منها الترجل من المركبة، ثم فتش هاتفها وأفرغ ما في حقيبتها على التراب، واعتدى عليها بالضرب.

المستوطن يعقوب أوقف مركبة تستقلها طبيبة على الحاجز الذي يقيمه في طريق المحاجر، وطلب منها الترجل من المركبة، ثم فتش هاتفها وأفرغ ما في حقيبتها على التراب، واعتدى عليها بالضرب

وأوضح حافظ صالح، أن المستوطن يعقوب اعتدى بالضرب على الشبان والنساء في الحاجز، وسرق 8 آلاف شيكل من صاحب مصنع باطون، و200 شيكل من طبيب، وهذه ليست حالات استثنائية أو نادرة.

وأفاد حافظ صالح، أن المستوطن يعقوب، في أحد اعتداءات، أوقف العمال أثناء توجههم إلى عملهم في المحاجر والكسارات وأبلغهم بعدم الحضور للعمل في اليوم التالي، إلا بعد إحضار الطفل الذي قام بالتصفير عليه وهو يمر من الطريق. 

يُشار أن مستوطنة "يتسهار" التي ينطلق منها المستوطن يعقوب، مقامة على أراضي بورين ومادما وعصيرة القبلية وعوريف وعينبوس وحوارة، وهي من قواعد الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية، وخرج منها الإرهابيون الذين ارتكبوا محرقة حوارة في العام الماضي.