قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، إن الكتائب وفقت "بأكثر مما كانت تعتقد أنها ستحققه بكثير"، وذلك في كلمة جديدة له، خلال اليوم السادس من عملية "طوفان الأقصى"، قدم خلالها شرحًا للتكتيك العسكري المستخدم في العملية الأوسع للمقاومة الفلسطينية.
وأضاف أبو عبيدة: "ابتدأت فكرة هذه المعركة من حيث انتهت معركة سيف القدس عام 2021 تلك المعركة التي وحدت الساحات وحشدت الأمة حول أهميه الدفاع عن مقدساتنا ومستقبل شعبنا في أرض فلسطين، فاتخذت قيادة القسام والحركة القرار بأن المعركة القادمة يجب أن تحدث الفارق الكبير في مستقبل الصراع مع الاحتلال"
وحول أهداف العملية، فقد أشار أبو عبيدة إلى أنه تم التأكيد بأن المعركة يجب أن يكون عنوانها الأقصى والقدس، مع إدخال ملف الأسرى "الذي لم يُعدّ هناك مجال للصبر على ما يعانيه أسرانا الميامين الذين قدموا زهرات شبابهم في سجون هذا المحتل البغيض".
وحول تفاصيل انطلاق العملية، قال أبو عبيدة: لقد بدأت معركة طوفان الأقصى انطلاقًا من تحليل منطقة العمليات، ودراسة الأرض والطقس وتأثيرهما على منطقة العمليات، وبالتوازي كان تقدير الموقف الاستخباري من خلال دراسة نظام معركة العدو من حيث التكوين والانتشار والتكتيك والمناورات والتدريب لدى العدو"، موضحًا: "وضعنا خطة لكيفية التعامل مع الرشاشات ومضادات الدروع والتشويش السيبراني، وذلك لإعماء العدو عن رصد القوات نحو الجدار الفاصل".
وحول اختراق الجدار، قال أبو عبيدة: "تم تطبيق خطة فتح الثغرات في منظومات الجدار الفاصل بواسطة قوات سلاح الهندسة لتأمين عبور القوات. نفذنا كذلك خطة قطع النجدات على العدو التي تضمنت استهداف تعزيزات العدو بواسطة سلاح الطيران المسير وسلاح مضاد الدروع".
واستمر في شرح الخطة، بالقول: "كما تضمنت خطة العمليات خطة الاتصالات وخطة الدعم اللوجستي وخطة الإعلام ونقل الصورة وخطة القيادة والسيطرة العملياتية وخطة الخداع على المستويين الاستراتيجي والعمليات من خلال إخفاء النوايا وإخفاء الاستعدادات والتجهيزات وإخفاء استدعاء وحشد القوات".
حول تفاصيل انطلاق العملية، قال أبو عبيدة: لقد بدأت معركة طوفان الأقصى انطلاقًا من تحليل منطقة العمليات
وحول الإعداد لعملية "طوفان الأقصى"، قال: "في سبيل تنفيذ هذه الخطط العملياتية الدقيقة والشاملة كانت قيادة القسام قد عمدت إلى توفير العتاد والسلاح المناسب لتنفيذ المهمة عبر تنفيذ خطة كبيرة لتصنيع العتاد اللازم من صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي ولوازم هندسية وغير ذلك".
أكد أبو عبيدة على وضع خطط مكثفة لتدريب القوات لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وتنفيذ سلسلة من المناورات الحية بما يحاكي الأهداف وفحص جهوزية القوات باستمرار.
وعن عدد المشاركين، قال: "تم وضع خطة دقيقة لاستدعاء القوات حيث تم تنفيذ عملية الاستدعاء والحشد للقوات لثلاثة آلاف مجاهد لعملية المناورة و1500 مجاهد لعمليات الدعم والإسناد وذلك في الوقت المناسب وفي ظل أقصى درجات السرية وصولًا إلى إصدار الأمر العملياتي من قائد هيئة الأركان للبدء في تنفيذ العملية عند ساعة الصفر".
وفي سياق نفسه، أضاف: "فور تلقي القوات في مناطق التجمع لأمر العمليات تم البدء بتنفيذ العملية وفتح المعركة بشكل منسق ومتزامن لتدمير فرقة غزة في جيش العدو وتطوير الهجوم داخل منطقة العدو الجنوبية".
عن انطلاق الهجوم، قال "تم الهجوم على جميع مواقع الفرقة وعددها 25 موقعًا عسكريًا"، أمّا "قوات الدعم اللوجستي قد أدت ولا تزال كافة قوات المناورة والدعم الناري تؤدي مهامها في إطار العملية بكفاءة عالية بفضل الله وحققت إنجازًا عملياتيًا وعسكريًا غير مسبوق في تاريخ الصراع مع المحتل على أرض فلسطين ستظل آثاره محفورة في ذاكرة جيش العدو ومغتصبيه وجمهوره وسيكون لها أعظم الأثر في مسيرة شعبنا نحو التحرير والعودة".
الخداع الاستراتيجي
وحول عدم مشاركة القسام في عدة جولات مع الاحتلال، قال أبو عبيدة: "إن كتائب القسام وفي سبيل نجاح هذه العملية مارست على العدو خداعًا استراتيجيًا بدأ منذ أوائل عام 2022"، موضحًا: "كان من مظاهر هذا الخداع التي يمكن أن نفصح عنها اليوم أننا استوعبنا الكثير من الأحداث التكتيكية من قبيل تجاوزات الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، وكنا نعض الألم لما يحدث في بعض الأحداث ضد أهلنا في الضفة والقدس والأقصى من انتهاكات واستفزازات وعدوان".
وفي السياق نفسه، قال "آثرنا رغم التغول الصهيوني أن نمرر جزئيًا العديد من المواجهات والمعارك المقدرة والمشروعة بين الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة وبين العدو الصهيوني وألا نفعل فيها قوة كبيرة من جانبنا في إطار الخداع الاستراتيجي للعدو".
وأشار أبو عبيدة، إلى أنه من "أهم ملامح فشل الاحتلال عدم مقدرته على قراءة نوايانا بالرغم من أن التجهيز للمعركة ارتبط به آلاف من المجاهدين، وكنا نعلم مدى خطورة أي تسريب للعدو ولو جزئيًا حول نوايانا".
وحول عدوان الاحتلال على غزة، قال "أبو عبيدة: بعد هذا الفشل المدوي وغير المسبوق في تاريخ الكيان بهذه المؤسسة العسكرية والسياسية يقومون الآن بارتكاب أبشع الجرائم ضد المدنيين الأبرياء الآمنين وكان الأولى أن تتم محاسبة هذه القيادة العسكرية والسياسية على هذا الفشل والغباء المركب".
ودعا أبو عبيدة قوى المقاومة والشعب الفلسطيني للاستنفار في كل الجبهات والساحات والدخول في "طوفان الأقصى".
وختم كلمته، بالقول" نبشر أسرانا بالحرية والنصر والفرج ونقول لهم بأن لدينا من أوراق ستكون ثمنًا لحريتكم".