09-أكتوبر-2023
طوفان الأقصى

طوفان الأقصى

الترا فلسطين | فريق التحرير

مع شروق شمس يوم السبت، 7 تشرين أول/أكتوبر، كان مئات المقاتلين من كتائب القسام ينقضّون من البر والبحر والجو على مستوطنات غلاف غزة والقواعد العسكرية لجيش الاحتلال القريبة من قطاع غزة، وكذلك على مدينة عسقلان، بينما كانت آلاف الصواريخ تنطلق لتدك غلاف قطاع غزة ومدينة عسقلان. ولم يمر وقت طويل، حتى خرج محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، معلنًا عملية "طوفان الأقصى".

بحسب تقديرات جيش الاحتلال، فإن 800 إلى 1000 مقاتل شاركوا في عبور السياج الفاصل إلى الخط الأخضر من من 80 خرقًا في السياج الفاصل، وهاجموا 20 مستوطنة و11 قاعدة للجيش

جاءت عملية "طوفان الأقصى"، وفق ما أعلنه محمد الضيف في التسجيل المصور، ثم حركة حماس في بيان رسمي، ردًا على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ومحاولة الاحتلال فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، والاعتداءات على النساء في القدس والمسجد الأقصى والخليل، وتصاعد عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، واعتداءات المستوطنين الإرهابية هناك.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، إن قيادة المقاومة كانت تملك معلومات مؤكدة بأن الاحتلال بعد الأعياد اليهودية ينوي فرض سياسة جديدة في المسجد الأقصى، وكذلك تنفيذ هجوم كبير على الضفة الغربية وقطاع غزة معًا، ومن هنا جاءت عملية "طوفان الأقصى" لتشكل ضربة استباقية لمخططات الاحتلال.

بحسب تقديرات جيش الاحتلال، فإن 800 إلى 1000 مقاتل شاركوا في عبور السياج الفاصل إلى الخط الأخضر من من 80 خرقًا في السياج الفاصل، وهاجموا 20 مستوطنة و11 قاعدة للجيش، وأن كتائب القسام تجهزت لعملية "طوفان الأقصى" منذ سنة، ولكنها حافظت على سريتها حتى عن حركة الجهاد الإسلامي.

وعلى مدار اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، توالت الفيديوهات لتظهر حجم الهزيمة التي تلقاها جيش الاحتلال والمستوطنون في غلاف غزة، حيث مئات القتلى الذين لم يستطع الاحتلال تحديد حصيلة نهائية لهم حتى نهاية اليوم الثالث من "طوفان الأقصى"، عندما أعلن أن العدد بلغ 908 قتيلاً، وأكثر من ألفي جريح، بينهم أكثر من 300 جريح بحالة خطيرة وحرجة. واعترف جيش الاحتلال بوجود رتب رفيعة بين القتلى، من بينهم، قائد لواء ناحال يوناتان شتاينبرغ، وقائد وحدة الشبح روعي ليفي، والعقيد احتياط إيلي جينسبيرغ، وهو قائد عملية السيطرة على سفينة مرمرة في أسطول الحرية قبل سنوات، إضافة إلى قائد فرقة في لواء ناحال يوناتان تسور.

وإلى جانب القتلى، وقع عشرات الجنود والمستوطنين أسرى في قبضة المقاومة، وتم نقلهم أحياء من المستوطنات والقواعد العسكرية إلى قطاع غزة. وحتى نهاية ثالث أيام عملية "طوفان الأقصى" لم يعلن الاحتلال عدد الأسرى، بينما التزمت كتائب القسام الصمت تجاه عدد الجنود الأسرى لديها، في حين أعلنت سرايا القدس أنها أسرت 30 جنديًا.

وأعلن صالح العاروري، أن كتائب القسام تملك عددًا كبيرًا من الجنود، بينهم ضباط برتب عالية، وأكد أن ما بحوزة كتائب القسام من أسرى كفيل بالإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال. بينما أعلن إسماعيل هنية أن الهدف من عملية "طوفان الأقصى" واضح وهو "تحرير أرضنا ومقدساتنا وأسرانا".

وشهدت عملية "طوفان الأقصى" إدخال كتائب القسام منظومات أسلحة ووحدات قتالية إلى العمل المقاوم، وهي، منظومة الدفاع الجوي مُتبر 1 محلية الصنع، ووحدة "صقر" التي نفذت الإنزال الجوي في انطلاق العملية، إضافة إلى طائرات "الزواري" الانتحارية.

وفي إطار عملية "طوفان الأقصى"، نفذت سرايا القدس عملية تسلل لافتة من جنوب لبنان إلى شمال فلسطين، كانت الأولى من نوعها، وأسفرت عن إصابة 6 جنود، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن بينهم جنديان بحالة ميئوس منها، بينما قالت القناة 12 إن أحدهم بحالة حرجة.

بدا لافتًا في عملية "طوفان الأقصى" حجم التطور في صواريخ المقاومة مقارنة بالمواجهات العسكرية السابقة، سواءً من حيث العدد أو التأثير

وبدا لافتًا في عملية "طوفان الأقصى" حجم التطور في صواريخ المقاومة مقارنة بالمواجهات العسكرية السابقة، سواءً من حيث العدد أو التأثير، إذ انطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة لتضرب سديروت وأسدود وعسقلان في الجنوب، إلى تل أبيب ومحيطها، ومطار بن غوريون في اللد، ومدينة القدس، ومستوطنة بيتار عيليت، وقد حققت إصابات مباشرة في المباني والمنازل والمركبات، وأوقعت قتلى وإصابات خطيرة وأضرارًا جسيمة.

وأحدثت عملية "طوفان الأقصى" صدمة لدى الإسرائيليين، وصلت حد توجيه اتهامات بالخيانة لقيادة الجيش والمستوطنين في غلاف غزة وحتى جهاز "الشاباك"، والتآمر مع حركة حماس، بما أدى لهذا العبور السهل والسريع، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الاحتلال.

وردًا على عملية "طوفان الأقصى"، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، وأعلن بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل" من خلالها تنوي تغيير شكل الشرق الأوسط بالكامل.