تشهد أسعار الحواسيب هذه الأيام ارتفاعًا ملحوظًا مع زيادة الطلب عليها، ومحاولات الأهالي الإيفاء بمتطلبات التعليم الإلكترونيّ لأبنائهم، في ظل قرار الحكومة بالعودة للتعليم عن بعد، للحد من تفشّي فايروس كورونا.
الارتفاع في أسعار أجهزة الحاسوب يتراوح بين 20 - 40%، وهو ما زاد العبء على الأسر التي يدرس أبناؤها عبر التعليم الإلكتروني
ويؤكد تُجّار ووكلاء أجهزة حاسوب (لابتوب) تحدّث إليهم "الترا فلسطين" على حصول هذا الارتفاع في الأسعار. ومن يتصفّح إعلانات الترويج لبيع أجهزة "اللابتوب" على مواقع التواصل الاجتماعي يُلاحظ أن الأجهزة التي بيعت بـ 1100 شيقل مثلًا قبل تفشي الفايروس، تُباع هذه الأيام بنحو 1700 شيقل.
اقرأ/ي أيضًا: أول 5 خطوات عليك القيام بها عند شراء حاسوب جديد
هاني أبو قويدر صاحب متجر في رام الله لبيع أجهزة الحاسوب، يقول إن لهذا الارتفاع في السعر ما يبرره، إذ إن الطلب على الحواسيب زاد عالميًا، وبالتالي فإنّ المتوفّر لا يلبي الحاجة.
كما يؤكد ياسر مدموج من شركة محلية لبيع أجهزة الحواسيب والإلكترونيات في نابلس حدوث تغيّر في الأسعار بالفعل، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر سبب لهم معاناة مع الزبائن. وبيّن في حديث مع "الترا فلسطين" أن سعر "اللاب توب" ارتفع من 1350 شيقل إلى 2100 شيقل تقريبًا، والحديث هُنا عن أجهزة بمواصفات متوسطة أو عادية تناسب طلبة المدارس والجامعات، ولغايات التعليم الإلكتروني.
وعن سبب هذا الارتفاع في الأسعار، يشير ياسر إلى أنّ الطلب زاد على الأجهزة في ظل التوجّه للتعليم الإلكتروني، الأمر الذي أدى لانقطاعها من السوق، والكميّة التي كانت متوفرة لدى الوكلاء، جرى رفع سعرها، وبعد نفادها تبيّن أن السعر ارتفع أيضًا من الشركات العالمية المُصنّعة.
وقال إن من أسباب الارتفاع العالمي أن الحكومة الأمريكية طلبت من شركة HP تخصيص إنتاجها لتلبية الطلب المرتفع في السوق الأمريكي، وبالتالي لم تستطع الشركة تلبية الطلب حول العالم. وأضاف أن من الأسباب الأخرى للارتفاع، حدوث حريق في مصنع بماليزيا لشركة (انتل/ Intel) المُتخصصة في صُنع المعالجات.
وأشار مدموج إلى أن نسبة الربح لديهم في الشركة هي نفسها، والزبون من الصعب أن يقتنع بارتفاع الأسعار.
اقرأ/ي أيضًا: هل يسير التعليم الإلكتروني بشكل جيد في حالة الطوارئ؟
من جهته، قال مدير مبيعات في شركة لديها وكالة استيراد أجهزة حاسوب إن الارتفاع في أسعار الأجهزة يتراوح بين 20 - 40%، ويعود لزيادة الطلب وعدم مقدرة المصانع على تلبية الطلبات، كونها لا تعمل بكامل طاقتها، عدا عن ارتفاع تكلفة الإنتاج والتوصيل.
"ما يصلنا من أجهزة، لا يزيد عن ثُلث الكميّة التي نطلبها"
وأشار مدير المبيعات الذي رفض أن يُذكر اسمه، إلى أن ما يصلهم من أجهزة لا يزيد عن ثُلث الكمية المطلوبة، وهو ما أدى إلى شح في الأجهزة وارتفاع في الأسعار، لدرجة أنه يضطر لتحمّل تكاليف الشحن العالية عبر الطائرات وليس السفن البحرية، لتأمين وصول الأجهزة بأقصى سرعة.
بدوره قال صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلك، إن مشكلة الارتفاع عالمية، لزيادة الطلب، وارتفاع كلفة الإنتاج، والشّحن على الشركات العالمية. وفي حالة السوق الفلسطيني فإن العمل والتعليم من المنزل زاد الطلب على أجهزة "اللاب توب".
رغم تراجع القدرة الشرائية، وانخفاض الدخل وارتفاع نسب الفقر والبطالة، وجدت الأسر الفلسطينية نفسها مضطرة لتأمين جهازي "لاب توب" بالحد الأدنى
ورغم تراجع القدرة الشرائية، وانخفاض الدخل وارتفاع نسب الفقر والبطالة، إلا أن الأسر الفلسطينية وجدت نفسها مضطرة لتأمين جهازي "لاب توب" بالحد الأدنى في المنزل، وليس باستطاعة وزارة التربية والتعليم العالي تأمين جهاز إلكتروني لكل طالب وطالبة، الأمر الذي زاد الضغط على الأسر، وزاد الطلب في ظل ارتفاع الأسعار من المصدر.
ودعا هنية وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، لإيجاد حلول لهذه المسألة في ظل انخفاض دخل الموظفين والعمّال الذين بالكاد يستطيعون سداد فواتير الانترنت والاتصالات والكهرباء والمياه والمواصلات وتوفير أساسيات الحياة.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف تجدد نشاط حاسوبك في 3 خطوات أساسية؟