26-أكتوبر-2023
غزة

"Getty" استخدمت قوات الاحتلال الفسفور الأبيض في قصفها لقطاع غزة 11تشرين الأول/أكتوبر

الترا فلسطين| فريق التحرير

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الجرائم بقصفها لكل ما هو ممكن في قطاع غزة، متخطية كل الأعراف الإنسانية باستهداف المدنيين والبنى التحتية والمستشفيات في القطاع، ما خلّف أكثر من سبعة آلاف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين، جلّهم من النساء والأطفال.

لم تتهاون قوات الاحتلال الإسرائيلي في قصف قطاع غزة المحاصر بالعديد من الأسلحة المحرمة دوليًا، فانهارت المنازل فوق رؤوس ساكنيها من أطفال ونساء وشيوخ، وسط حصار مطبق وانقطاع تام للكهرباء والماء والوقود، ما سبب انهيار المنظومة الصحية بشكل تام وتفاقم الأمراض، وهدد بانتشار الأوبئة وعدم تماثل الجرحى للشفاء، وجعل المستشفيات المكتظة بالآلاف من النازحين والجرحى بمثابة مقبرة جماعية بحد ذاتها.

إسرائيل: استخدام الفسفور الأبيض في غزة ولبنان https://t.co/2Qzu9AlhZl

— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) October 12, 2023

ومن الأسلحة التي استخدمتها قوات الاحتلال مستهدفة قطاع غزة ولبنان كان الفسفور الأبيض، وهو ما أكدته هيومان رايتس ووتش في تقرير سابق، ولذلك مخاطر كبيرة تلحق بالمصابين.

مخاطر الفسفور الأبيض

شرحت هيومان رايتس ووتش مخاطر الفسفور الأبيض، حيث يشتعل عند تعرضه لأوكسجين الغلاف الجوي ويستمر في الاحتراق حتى يُحرم من الأكسجين أو يُستنفد.

ويمكن أن يؤدي تفاعله الكيميائي إلى توليد حرارة شديدة (حوالي 815 درجة مئوية) وضوء ودخان. وعند ملامسته، يمكن للفسفور الأبيض أن يحرق الناس، حراريا وكيميائيا، وصولا إلى العظم لأنه قابل للذوبان بدرجة عالية في الدهون، وبالتالي في اللحم البشري.

 ويمكن لشظايا الفوسفور الأبيض أن تفاقم الجروح حتى بعد العلاج، ويمكن أن تدخل مجرى الدم وتتسبب في فشل العديد من الأعضاء. كذلك قد تشتعل الجروح التي سبق تضميدها عند إزالة الضمادات وإعادة تعريض الجروح للأكسجين. حتى الحروق الطفيفة نسبيًا غالبًا ما تكون قاتلة. وبالنسبة للناجين، تؤدي الندبات الواسعة إلى شد الأنسجة العضلية وتسبب إعاقات جسدية، وتؤدي صدمة الهجوم والعلاج المؤلم الذي يتبعه والندوب المتغيرة المظهر إلى أذى نفسي وإقصاء اجتماعي.

أضرار الفسفور الأبيض على البيئة

مخاطر وأضرار الفسفور الأبيض لا تقتصر على الإنسان فحسب، بل تسبب أضرارًا جسيمة بالبيئة، وله أثارًا مدمّرة عليها.

حيث يحترق بمجرد ملامسته للأوكسجين، ولا يمكن إخماده ما دام هناك هواء، والأخطر من ذلك أنّه يبقى متخفّيًا في الماء والتربة لسنوات طويلة، فعندما يختلط في الماء ستتلوث المياه وتبقى محتوية للفسفور لسنوات مع صعوبة اكتشافه، ما يمثّل تأثيرات سامّة ومباشرة على عشرات الكائنات الحية التي تعيش بالماء.

وبعد انتقال الفسفور الأبيض للأحواض المائية، ستتعزز فرص انتقاله بالهواء والتربة مجددًا، حيث يقتل النباتات التي يتلامس معها، على المدى القصير، وعلى المدى الطويل فإنه يحدث خللًا سماديًا في التربة والزراعة، ويسبب تكاثرًا بكميات كبيرة من الطحالب والنباتات نتيجة التسميد المفرط، وهو ما يساهم أيضًا بتكوين خلل في البيئة البحرية، لأن زيادة الطحالب البحرية على الشواطئ سوف يؤثر بشكل سلبي بالغ على الكائنات الحية في البحار.