04-ديسمبر-2023
غزة

"Getty" يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه الهمجي على غزة

بعث رئيس منظمة أطباء بلا حدود برسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، طالب فيها المجتمع الدولي بتوقف الموت والدمار في غزة جراء العدوان المتواصل والعشوائي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ونوّه كريستوس كريستو رئيس منظمة أطباء بلا حدود في رسالته إلى أن الهدنة التي استمرّت سبعة أيام، كانت بمثابة الراحة بعد أسابيع من القصف المتواصل من قوات الاحتلال، لكنّها لم تكن كافية لتنظيم إيصال المساعدات الكافية والإمدادات الأساسية لتلبية الاحتياجات التي لا حصر لها. والآن بعد أن انتهت الهدنة، "عاد الموت والدمار".

وأضاف كريستو فاضحًا ممارسات الاحتلال في القطاع المحاصر: "تعجز الكلمات عن وصف الرعب المطلق الذي تلحقه إسرائيل بالمدنيين الفلسطينيين وهي تشن حربا متواصلة وعشوائية في غزة ليراها العالم أجمع، لقد أظهرت إسرائيل استخفافًا صارخًا وكاملًا بحماية المرافق الطبية في غزة. نحن نشاهد المستشفيات تتحول إلى المشارح والأطلال. وتتعرض هذه المرافق التي يفترض أنها محمية للقصف، وإطلاق النار عليها بالدبابات والمدافع، وتطويقها ومداهمتها، مما يؤدي إلى مقتل المرضى والعاملين في المجال الطبي".

رئيس منظمة أطباء بلا حدود في رسالته لمجلس الأمن: "تعجز الكلمات عن وصف الرعب المطلق الذي تلحقه إسرائيل بالمدنيين الفلسطينيين"

وزاد كريستو: "وثقت منظمة الصحة العالمية 203 هجمات على مرافق الرعاية الصحية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 22 وإصابة 59 من العاملين الصحيين أثناء الخدمة. إن الطاقم الطبي، بما في ذلك طاقمنا، منهك تمامًا ويشعر باليأس. واضطروا إلى بتر أطراف أطفال يعانون من حروق شديدة دون تخدير أو أدوات جراحية معقمة، وبسبب عمليات الإخلاء القسري التي يقوم بها الجنود الإسرائيليون، اضطر بعض الأطباء إلى ترك المرضى وراءهم بعد أن واجهوا خيارًا لا يمكن تصوره بين حياتهم أو حياة مرضاهم، ولا يوجد أي مبرر للهجمات الفظيعة على الرعاية الصحية".

وأشار رئيس منظمة أطباء بلا حدود في رسالته أن المنظمة أرسلت مؤخراً فريق طوارئ دولي إلى غزة لدعم زملائه الفلسطينيين، في توفير القدرات الطبية والجراحية. ولكن كانت أنشطتهم محدودة للغاية بسبب حجم الضحايا، وتدمير البنية التحتية، ونقص الإمدادات الأساسية مثل الوقود، واستمرار انعدام الأمن.

وجدّد كريستو في رسالته لمجلس الأمن تعبيره عن عجز منظمته في توفير المزيد من الاحتياجات الطبية: "مستحيل بالنسبة لنا أن نستجيب بشكل مناسب للاحتياجات الطبية في غزة بسبب الحصار والحرب الشاملة التي لا هوادة فيها والتي تشنها إسرائيل، لقد قُتل أربعة من موظفينا في منظمة أطباء بلا حدود؛ وقد فقد العديد من أفراد أسرهم. وأصيب العديد من الزملاء الآخرين. وأفادت منظمات إنسانية أخرى بمقتل العشرات من موظفيها".

وزاد رئيس منظمة أطباء بلا حدود من حدّة تصريحاته واصفًا ما تفعله قوات الاحتلال بجريمة الحرب: "إن غزة الخاضعة للحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007، هي بالفعل أكبر سجن مفتوح في العالم، منذ بداية حملتها العسكرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فرضت الحكومة الإسرائيلية "حصارًا كاملاً" على غزة، ومنعت دخول المياه والغذاء والوقود والإمدادات الطبية إلى 2.3 مليون شخص محاصرين في القطاع. إضافة إلى ذلك، تم فرض قيود صارمة على وصول المساعدات الإنسانية وتمنع المساعدات التي تشتد الحاجة إليها من الوصول إلى أي شخص يحتاج إليها، إن إخضاع شعب بأكمله للعقاب الجماعي يعد جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي".

وأكّد كريستو على بطلان مزاعم الاحتلال في هجماتها، مؤكدًا أن الاحتلال يقوم بذلك مستهدفًا كلّ غزّة وسكانها: "هجوم إسرائيل الشامل لا يقتصر على حماس فحسب، وهي تُشن حربًا على غزة بأكملها وأهلها بأي ثمن، حتى الحروب لها قواعد، لكن من الواضح أن إسرائيل تستبدلها باستراتيجيتها العسكرية الخاصة القائمة على عدم التناسب".

رئيس منظمة أطباء بلا حدود في رسالته لمجلس الأمن: " إن إخضاع شعب بأكمله للعقاب الجماعي يعد جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي"

وألمح رئيس منظمة أطباء بلا حدود أن الاحتلال يشنّ حرب إبادة جماعيّة: "شمال غزة يُمحى من الخريطة، لقد انهار النظام الصحي، وقُتل أكثر من 15,500 شخص، نصفهم من الأطفال، وفقاً للسلطات الصحية في غزة، أي واحد من كل 200 شخص في غزة، وأصيب عشرات الآلاف من الأشخاص، وتقوم العائلات باستخراج أحبائها القتلى من تحت الأنقاض، ونزح ما لا يقل عن 1.8 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، وقد صدرت أوامر لهؤلاء المدنيين مراراً وتكراراً بالتحرك جنوباً، لكن إسرائيل تقصف القطاع بأكمله، لا مكان آمن في غزة".

واستعرض رئيس منظمة أطباء بلا حدود بعض المآسي التي يمرّ بها القطاع: "أفاد فريق الطوارئ التابع لنا في خان يونس، جنوب قطاع غزة، عن تدفق أعداد كبيرة من الجرحى بعد القصف المكثف، وفي يوم السبت الماضي وصل 60 قتيلا و213 جريحا إلى غرفة الطوارئ في مستشفى الأقصى. وتستهدف هذه الضربات أيضًا مخيمات اللاجئين المكتظة والقذرة، حيث يعيش الناس بالكاد على المساعدات الإنسانية الشحيحة المتاحة، وإذا لم تتمكن القنابل من القضاء عليهم، فإن الأمراض المعدية والمجاعة ستفعل ذلك".

وأكمل كريستو رسالته للأمم المتحدة داعيًا إلى وقف إطلاق النار، فهو "السبيل الوحيد لوقف مقتل الآلاف من المدنيين والسماح بتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية، التي تشتد الحاجة إليها".

رئيس منظمة أطباء بلا حدود في رسالته لمجلس الأمن: "حتى الآن،زعماء العالم بما في ذلك الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، متواطؤون"

وأضاف رئيس المنظمة في رسالته لمجلس الأمن: "كما تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى إنشاء آلية مستقلة للإشراف على التدفق الكافي للإمدادات الإنسانية إلى غزة، علاوة على ذلك، ندعو إلى إنشاء طرق إجلاء طبي آمنة وطويلة الأمد إلى بلدان ثالثة للأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة، وعلى المدى القصير، قد يكون إجلاء هؤلاء المرضى إلى مصر عبر معبر رفح خيارًا، ومنظمة أطباء بلا حدود مستعدة للمساهمة في تعزيز القدرات الطبية اللازمة".

ونوّه كرستو إلى ضرورة توقف الهجمات العشوائية والمتواصلة من قوات الاحتلال، مع إيقاف التهجير القسري والاعتداء على المستشفيات والطواقم الطبية، وكسر القيود المفروضة على المساعدات: "يجب أن يتوقف كل شيء الآن، ونحن ندعوكم لأن تكونوا جزءًا من الحل وأن تبذلوا كل ما في وسعكم لمنع وقوع المزيد من المذبحة".

ووجه رئيس منظمة أطباء بلا حدود برسالته إلى مجلس الأمن اللوم على زعماء العالم بالعبارات التالية: "حتى الآن، كان زعماء العالم، بما في ذلك الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، متواطؤون، إما من خلال توفير الغطاء الدبلوماسي لإسرائيل، أو من خلال تزويد إسرائيل بالمساعدة العسكرية غير المشروطة على ما يبدو، أو من خلال الفشل في المساعدة على وقف إراقة الدماء والفظائع التي لا هوادة فيها والتي ترتكب في غزة".

وزاد: "لقد حان الوقت لاختيار ما إذا كان المجلس سيواصل إصدار دعوات فاترة لاحترام القانون الدولي وحماية المدنيين، أو سيفي بولايته المتعلقة بالسلام والأمن الدوليين ويمارس نفوذه الدبلوماسي الكامل لإقناع دولة إسرائيل بأن إن حكم الإعدام الذي أصدرته على سكان غزة هو أمر غير إنساني، ولا يمكن الدفاع عنه، ولا يمكن الاستمرار في تنفيذه، ونحن نحثكم على اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم إنسانيتنا المشتركة".