الترا فلسطين | فريق التحرير
تناقش القوى الغربية ما إذا كانت ستدعم خطة إسرائيلية لإنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة لردع "هجمات حماس على إسرائيل"، قائلة إنها لم تحصل على توضيحات حول المدة التي تريد"إسرائيل" الاحتفاظ بها في المنطقة العازلة، وما إذا كانت تخطط لوجود عسكري طويل الأمد هناك، أو إن كان سيتم استخدامها لإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة.
وأوضحت صحيفة هآرتس العبرية، نقلًا عن دبلوماسيين مطلعين، أنه "عندما تُطرح على الإسرائيليين أسئلة محددة حول هذا الموضوع، فمن الواضح أنهم لا يملكون إجابات حتى الآن"، وأضافوا "أنهم لا يعرفون مدى عمق المنطقة العازلة، وكيف سيفرضونها بالضبط، وإلى متى ستستمر. ونحن بحاجة إلى معرفة الإجابات على كل هذه الأسئلة لنقرر ما إذا كنا سندعمها أم لا".
أكد دبلوماسي آخر لصحيفة "هآرتس" أن القوى الغربية تشعر بالقلق من أن المنطقة العازلة ستصبح دائمة.
وقال دبلوماسيون مشاركون في المناقشات لصحيفة "هآرتس" العبرية إنه من حيث المبدأ، تدرك معظم الدول الغربية أن "إسرائيل" ستحتاج إلى إنشاء منطقة عازلة من نوع ما، لكنها تعتبرها حلاً مؤقتًا حتى يتم إنشاء نظام جديد للحكم في غزة. وهم يعارضون أن تصبح المنطقة العازلة دائمة.
وقال أحد الدبلوماسيين إن "إسرائيل" تدعي رغبتها بـ"إنهاء حكم حماس، لكنها ليست مستعدة للقول بما سيحدث في غزة في اليوم التالي لحكم حماس"، وأضاف أن منع الاقتراب من السياج لمسافة كيلومتر أو كيلومترين "هو أمر منطقي، ولكن بعد تشكيل حكومة جديدة في غزة، لا يمكن أن يبقى هذا الترتيب إلى الأبد".
فيما أكد دبلوماسي آخر لصحيفة "هآرتس" أن القوى الغربية تشعر بالقلق من أن المنطقة العازلة ستصبح دائمة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أبلغ الاحتلال العديد من الحكومات الغربية بخططه لإنشاء المنطقة في غزة بعد انتهاء الحرب على القطاع، وقال مصدر دبلوماسي قريب من المحادثات إنه لا توجد خطة مفصلة.
وربط أحد الدبلوماسيين خطة المنطقة العازلة بدعوات البعض في الحكومة الإسرائيلية بشأن إعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة، وأعرب عن مخاوفه من السبب الحقيقي وراء هذه الخطوة قائلًا: "إذا كان الجميع مقتنعين بأن هذا مجرد حل عسكري مؤقت، فسيكون من الأسهل حشد الدعم له، لكننا لا نحصل على إجابات واضحة من إسرائيل".
كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك قضية أخرى لم توضحها حكومة الاحتلال بعد، وهي كيف سيتم التعامل مع المنطقة العازلة، فهل ستتواجد قوات الاحتلال في المنطقة العازلة بشكل دائم، أم أنها ستحاول منع دخول أي شخص من السياج بإطلاق النار من الطرف الآخر من السياج؟
منذ بداية الحرب على غزة، أعربت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن معارضتها الشديدة لأي تغيير في الحدود مع غزة، ومن المتوقع أن تعارض الوجود الإسرائيلي الدائم في القطاع، وهذا الموقف تتشاطره أيضًا القوى الأوروبية والدول العربية.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت أن المنطقة العازلة قد تم طرحها في المناقشات بين المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولين من مصر والأردن ودول عربية أخرى. وقال مسؤول أمريكي ردًا على ذلك إن "إسرائيل أثارت هذه القضية في الماضي، وأكد أن واشنطن تعارض أي خطة من شأنها تقليص الأراضي الفلسطينية".
وقال أوفير فولك، مستشار السياسة الخارجية في مكتب رئيس وزراء الاحتلال لصحيفة "هآرتس"، ردًا على تقرير رويترز إن "الخطة أكثر تفصيلًا من ذلك، وهي مبنية على عملية ثلاثية المستويات لليوم التالي لحماس"، وتتمثل المراحل أولاً في "تدمير حماس"، وثانياً تجريد غزة من السلاح، وأخيراً "نزع التطرف"، على حد تعبيره.
ورفض الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت الخطة قد عُرضت على شركاء "إسرائيل"، بما في ذلك في العالم العربي، وقال مصدر أمني إسرائيلي لرويترز إن المنطقة العازلة هي "فكرة يجري استكشافها"، وأضاف أنه ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمق ذلك، وما إذا كان يمكن أن يصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار داخل غزة".
وقال مصدران أمنيان مصريان لرويترز إن الاحتلال طرح الفكرة خلال محادثات الوساطة "بشأن نزع السلاح في شمال غزة وإقامة منطقة عازلة هناك بإشراف دولي"، وأضافت المصادر أن عدة دول عربية تعارض ذلك.
وأكدت المصادر المصرية أن الاحتلال قال خلال اجتماع عقد في القاهرة في تشرين الثاني/نوفمبر إن "قادة حماس يجب أن يحاكموا دوليًا مقابل وقف كامل لإطلاق النار"، ورفض مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التعليق على ذلك لصحيفة "هآرتس".