يتذكّر نبيل عيّاد (15 عامًا) طفولته لاعبًا مميّزًا في كرة القدم، بحيّ الشجاعية في قطاع غزة، قبل أن يُصاب بمرض الغدد السرطانيّة، وتُبعده جلسات العلاج عن اللعبة التي عشقها، وحلُم أن يكون أحد نجومها.
بعد عام على انتهاء العدوان الإسرائيليّ الأخير على قطاع غزة، افتُتح في 9 تموز/ يوليو 2015، أوّل أكاديمية لكرة القدم جنوب قطاع غزة، وفق قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". ما مهّد طريق عودة نبيل (15 عامًا) لممارسة كرة القدم.
الأكاديميّة الرياضيّة وسط غزة، تحمل اسم "تشامبيونز"، وتهتم بالأطفال من عمر (4-16 عامًا)، من خلال تقسيمهم حسب الفئات العمرية والمستويات الفنيّة.
اقرأ/ي أيضًا: سرطان الثدي قد يعني الطلاق بغزة
نبيل الذي وصل الصفّ العاشر في دراسته، يعاني منذ خمس سنوات من مرض السرطان، ويلعب حاليًا في مركز المهاجم، وأصبح أحد الأسماء المتوقع اختيارها لتُشكّل أوّل فريق كروي للأطفال المصابين بمرضى السرطان.
يقول نبيل عيّاد في حديثه لـ "الترا فلسطين" إنّه التحق بالأكاديمية وبدأ العودة للعب كرة القدم، بعد رحلة علاج استمرّت خمس سنوات، مشيرًا إلى أنّه التزم بالتدريب ليُنافس على مكان في الفريق الذي سيتشكّل قريبًا.
المدير التنفيذي للأكاديمية، حسن سكيك، يقول لـ "الترا فلسطين"، إنّ فكرة إنشاء أكاديمية رياضية في غزة بدأت تتشكل خلال أيام العدوان الأخير، حيث اتفق أربعة أصدقاء على إنشاء ملعب يكون مُتنفّسًا للشباب ومحبي الرياضة، بعد انتهاء العدوان.
ويضيف أنّه وخلال الدورة الصيفيّة عام 2015، تبيّن أن العديد من الأطفال المشاركين يعانون مشكلات نفسية خلّفها العدوان الأخير، ومن هنا ظهرت فكرة إيجاد حالة رياضية جديدة يمكن الاستفادة منها، وتغيّر الحالة النفسية التي يعانيها الأطفال، وتم التوجّه إلى أخصائيين نفسيين وطبييين، قبل بدء العمل بتكوين فريق رياضي لأطفال مرضى السرطان.
اقرأ/ي أيضًا: واد النيص.. فريق العائلة الفلسطينية الواحدة!
ويتدرّب حاليًا في أكاديمية "تشامبيونز" نحو 350 طفلًا، منهم 30 ممّن يعانون من مرض السرطان، وهؤلاء سيخضعون قريبًا لتدريبات مجانيّة؛ طبيّة ورياضية ونفسية، قبل انطلاق الفريق رسميًا في الأشهر المقبلة.
ويقول سكيك إنّهم يسعون لدمج هؤلاء الأطفال في المجتمع المحليّ من خلال كرة القدم، باعتبار أنّ الرياضة من العناصر الأساسية في الشفاء من المرض.
وعن ذلك، يقول الدكتور بلال أبو فخيدة، استشاري جراحة الأمراض السرطانية، لـ"الترا فلسطين"، إنّ الرياضة تشكّل عاملًا إيجابيًا في مقاومة الأمراض السرطانية، من خلال تنشيط الدورة الدموية، وتحفيز انقسامات الخلايا بطريقة سليمة تساعد في رفع المناعة بشكل عام. كما أنّ الرياضة تساعد في الجانب النفسي خاصة لدى الأطفال، وتساعدهم على نسيان أوجاع المرض وتخرجهم من الضغط العلاجيّ، وتعيد حيويتهم، وهو ما يدفع إيجابًا لعلاجٍ أسرع.
اقرأ/ي أيضًا: دوري المحترفين.. من أين جاءت ألقاب الأندية؟
اخيتار الأطفال للالتحاق بالفريق يتم من خلال الجهاز الطبيّ، حيث يتم أولًا دمج الطفل الذي يعاني من المرض مع أطفال أصحاء كجزء من الاختبار، بعدها يتم تحديد نوع التدريبات التي يجب أن يتلقّاها الطفل مع الآخذ بعين الاعتبار قدرته على التحمّل، وحالته الجسديّة.
ويقول دكيك، إن الأكاديمية تحاول إيجاد فرص لاحتكاك الفريق مع فرق أخرى، والمشاركة في البطولات الخارجيّة، في ظلّ وجود عدد من الأطفال المرضى المميّزين في مهارات كرة القدم.
وكانت وزارة الصحة أفادت أنّ سرطان الأطفال يمثل 7.8% من مجموع السرطانات المسجّلة في فلسطين، والتي بلغ معدّل الإصابة فيها بهذا المرض، 83.8 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السُكّان.
وأشارت الوزارة في بيان عشيّة اليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي صادف 15 شباط/ فبراير، أنّ 59.3% من الإصابات بالسرطان سُجّلت لدى الأطفال الذكور، والبقية لدى الإناث.
اقرأ/ي أيضًا:
نفايات "ديمونا".. قاتل صامت في الخليل