26-فبراير-2022

(Majdi Fathi/Getty)

الترا فلسطين | فريق التحرير

تجاوزت 9 محافظات فلسطينية من أصل 16، نسبة الأمطار المئوية فيها 90% من المعدل السنوي العام، وذلك حتى صباح الأحد الماضي، أي قبل المنخفض الجوي الأخير، وما يزال بانتظارها المزيد من كميّات الأمطار القادمة.

 هذه الأيّام من نهاية شباط/ فبراير وبداية آذار/ مارس يُطلق عليها "المستقرضات" أو أيام العجوز، وعادة ما يكون مطرها غزيرًا  

وبحسب أرقام دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية فقد حظيت بيت حانون شمال قطاع غزة بكمية الأمطار الأكبر في فلسطين وذلك بنسبة 118% حتى تاريخ 20 شباط/ فبراير الجاري، تلتها خان يونس 112%، ومثلها غزة الرمال، ومن ثم رفح جنوب القطاع بنسبة أمطار وصلت 107%.

أما في الضفة الغربية فقد وصلت كل من قلقيلية وسلفيت إلى المعدّل السنوي العام 100% وأكثر، وما تزال الخليل وطوباس وأريحا وبيت لحم والقدس هي الأقل من حيث كميات الأمطار، بنسبة تتراوح بين 70% إلى 78% من المعدّل العام.

وتعليقًا على هذه الأرقام، قال مدير عام الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، إن كمية الأمطار التي هطلت حتى الآن مهمّة وجيدة، فنحن بحاجة لكل قطرة مياه، وأكد في حديث مع "الترا فلسطين"، أن الأمطار التي هطلت أغنت الخزانات الجوفية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بانعكاسها على الزراعة في فلسطين، قال إن المنخفضات تأخّرت في شهر تشرين ثان/ نوفمبر، وحتى منتصف شهر كانون أول/ ديسمبر، وهو ما أثّر سلبًا على الزراعة والمزارعين، الذين يعتمدون على الزراعة البعلية التي تسمى بالزراعة "البدرية".

 التوقّعات الجوية تشير لهطول جيّد خلال الفترة القادمة 

وأوضح أن الزراعات "البدرية" وهي القمح والشعير والحبوب، تبدأ في أواخر شهر تشرين أول/ اكتوبر وبداية شهر تشرين ثان/ نوفمبر، لم يأت فيها أمطار، وبالتالي تأثّر المزارع، وكان بحاجة لإعادة البذار مرة ثانية.

أما الزراعات الصيفية "الوخرية"، وأيضًا الأشجار المثمرة مثل الزيتون والعنب، فهي تعتمد على الأمطار التي تهطل في شهر آذار/ مارس، وهذه الأمطار المتأخرة مهمة لهم.

وأشار أبو أسعد إلى أن التوقّعات الجوية بهطول أمطار جيدة خلال الفترة القادمة ستنعكس بشكل إيجابي على الزراعة "الوخرية"، لافتًا إلى أنّ هناك منخفضًا جويًا قريبًا وقويًا خلال الأسبوع الأول من شهر آذار/ مارس، أي بعد يومين. 

من جهته، أكّد الخبير الزراعي هاني زنابيط، في حديث لـ "الترا فلسطين" فرص هطول الأمطار ما تزال قائمة، وقد عوّضت الأمطار الأخيرة تأخّر الهطول في بداية الموسم، وهذا ما يجعل نسب الهطول تفوق مئة في المئة، وتزيد.

وأكد أن الأمطار ورغم كميّاتها الكبيرة، إلّا أن الهطول كان هادئًا بشكل عام، وبالتالي فإنّ الأضرار التي لحقت بالمزروعات كانت قليلة نوعًا ما، ولذلك نستطيع القول إن الموسم "جيد".

ونوّه إلى أن الأمطار القادمة التي تهطل في شهري آذار/ مارس ونيسان/ ابريل، أكثر أهميّة من الأمطار الحالية، لأنها تعطي قوة للأشجار وبشكل خاص أشجار الزيتون، وأيضًا لمختلف الزراعات التي تساعدها على النمو بشكل أسرع وأفضل.

وهذه الأيّام من نهاية شباط/ فبراير وبداية آذار/ مارس يُطلق عليها "المستقرضات" أو أيام العجوز، وفي المورث الشعبي الفلسطيني فإنها 7 أيام يكون مطرها غزيرًا وبردها ينال من العجائز، وتقول حكايتها الشعبية إن العجوز سخرت من شهر شباط لقلّة مطره فقالت: "راح شباط ودسينا (وضعنا) بقفاه مخباط"، فلمّا سمعها شباط استنجد بشهر آذار قائلًا: "آذار يا ابن عمي أربعة منَّك وثلاثة مني تا نخلي واد العجوز يغني"، فانهمرت الأمطار بغزارة.


اقرأ/ي أيضًا:

الشتاء في لهجتنا العاميّة

رحلة شتوية في تراث فلسطين