26-يوليو-2022
 بلباس المهرج المزركش بالألوان، والأنف الطويل، والقبعة على رأسه، يتنقّل الشاب فداء اللداوي بصحبة فريق من المتطوعين بين أزقة مخيمات وأحياء مهمّشة في غزة

بلباس المهرّج، والأنف الطويل، والقبعة على الرأس، يتنقّل فداء اللداوي بصحبة متطوعين، بين أزقة مخيمات وأحياء مهمّشة في غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير

بلباس المهرج المزركش بالألوان، والأنف الطويل، والقبعة على رأسه، يتنقّل الشاب فداء اللداوي بصحبة فريق من المتطوعين بين أزقة مخيمات وأحياء مهمّشة في مدينة غزة، في محاولة لإشاعة أجواء من الفرح بين الأطفال.

وبدأ اللدواي نشاطه بجهود ذاتية مع مجموعة متطوعين، في تنظيم الفعاليات الترفيهية بهدف رسم الابتسامة على وجوه الأطفال ومساعدتهم في التخلص من آثار الحروب، وآثار جائحة كورونا، قبل تبني مركز فلسطين للصدمة مبادرتهم ومساعدتهم على ديمومتها. ويوضح اللداوي في حديث لـ "الترا فلسطين" أن الفريق ينفّذ شهريًا من 6 إلى 8 فعاليات ترفيهية مجانية في أزقة مخيمات وشوارع قطاع غزة. وتبدأ الفعالية وفقًا للداوي الذي يؤدي دور المهرج، بنصب أعضاء الفريق مكبّرات الصوت في المكان المخصص للحفل، ومن ثم البدء بالمناداة على الأطفال للقدوم إلى المكان للمشاركة في الاحتفال بعبارات جاذبة.

محاولات لإشاعة أجواء فرح بين أطفال غزة
محاولات لإشاعة أجواء فرح بين أطفال غزة 

ويبين اللداوي أن الفعاليات الترفيهية تبدأ بفقرة التفريغ النفسي لدى الأطفال وذلك عبر ترديد الأغاني الجميلة بصوت مرتفع، مثل "يا أولاد حارتنا"، قبل البدء بالفعاليات الفنية والتي تتنوع ما بين فقرة المهرج، ورجل السرك، والرجل الطويل والرجل القزم، إضافة إلى أنشطة ومسابقات ترفيهية، ويشير إلى أنّ الفريق يقدّم عروضًا مسرحية تعالج مشاكل سلوكية لدى الأطفال بطريقة جذابة، كما تقدّم لهم إرشادات حول التعامل مع الأجسام المشبوهة خاصة في الفعاليات التي يتم إقامتها في الأحياء والمناطق الحدودية لقطاع غزة.

ويفتقر قطاع غزة المحاصر منذ عقد ونصف، إلى مدن الألعاب الترفيهية الخاصة بالأطفال، إذ أن عددًا كبيرًا من هذه المدن أغلقت أبوابها بسبب سوء الحالة الاقتصادية التي كبّدت أصحاب تلك المدن خسائر كبيرة خاصة في ظل استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

ويؤكد المرشد النفسي ومنسّق الفريق؛ جبر ثابت أن أنشطتهم تتركز في المناطق التي تفتقر لمراكز الترفيه والأندية الرياضية، مضيفًا أنهم يتلقّون عشرات الطلبات من لجان الأحياء والعائلات والمراكز المجتمعية للقيام بأنشطة مماثلة في مناطقهم، لكن للأسف لا نستطيع تلبية جميع هذه الطلبات بسبب نقص التمويل والدعم اللازم.

محاولات لإشاعة أجواء فرح بين أطفال غزة

ويشير إلى أن الفريق يحرص على اختيار الطلبات التي تصلهم من الأحياء المهمشة والمزدحمة والتي تفتقر للمتنزهات وأماكن الترفيه، ويقوم بإجراء زيارة ميدانية للمكان للتأكد من موافقته للمعايير المتبعة لدى الفريق. وأعرب عن أمله في أن تقوم وزارة الثقافة في قطاع غزة برعاية أنشطتهم، وتقديم الدعم اللازم لهم لضمان استمرار وتطوير نشاطهم الثقافي والفني.وقال إن أعضاء الفريق يتقاضون أجورًا رمزية مقابل كل نشاط يقومون به لا يتجاوز 20 دولارًا للنشاط الواحد.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أيار/ مايو 2021، عن استشهاد نحو 250 فلسطينيًا، بينهم 69 طفلًا.ووفقًا لتقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في أيار/ مايو العام الماضي، فإن أطفال غزة تأذوا كثيرًا بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأوضح التقرير أن ثُلث أطفال غزة كانوا قبل الحرب بحاجة إلى الدعم في مجال الصدمة، وقد ازدادت تلك الحاجة كثيرًا بعد الحرب إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي-الاجتماعي.