"لم يستطع جيش الاحتلال تدمير أنفاق المقاومة الفلسطينية، ومازالت حتى اليوم تشكل خطرًا حقيقيًا". هكذا يمكن تلخيص تقرير "مراقب الدولة" في إسرائيل، حول العدوان على قطاع غزة عام 2014، وهو التقرير الذي نُشر أخيرًا بعد أشهرٍ من الحديث عن نتائج خطيرةٍ توصل إليها، تم تسريب بعضها سابقًا.
وكشفت إسرائيل، الثلاثاء 28 شباط/فبراير، عن فحوى التقرير، الذي أكد أن فشلاً كبيرًا ساد على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية طوال فترة العدوان، وكان على رأسه الفشل في التعامل مع أنفاق المقاومة.
تقرير مراقب الدولة في إسرائيل يعترف أن الجيش فشل في إنهاء خطورة أنفاق المقاومة خلال عدوان 2014
وحسب التقرير، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو و"القيادة السياسية" لم يدرجوا أي حلٍ سياسيٍ من شأنه منع قيام الحرب، رغم أن وزير الجيش حينها موشيه يعلون، يعتقد بأنه كان بالإمكان منع وقوع "الحرب" أصلاً، لو أقدمت إسرائيل على خطواتٍ إنسانيةٍ وسياسيةٍ تجاه قطاع غزة المحاصر.
وأفاد التقرير بأن فجواتٍ كبيرةٍ في المعلومات حول المقاومة في قطاع غزة، كانت بين جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، وشعبة الاستخبارات في الجيش، وأن الجيش بدأ العدوان دون أن يحدد أي أهدافٍ استراتيجية خلالها.
وحصلت أنفاق المقاومة على اهتمامٍ خاصٍ في التقرير، الذي كشف عن أن الجيش لم يكن مدربًا على التعامل مع الأنفاق، التي لم تكن أصلاً ضمن أولوياته إلا بعد نهاية "الحرب"، موضحًا، أن نتنياهو كان يعلم بحجم الأنفاق، لكنه أخفى ذلك بحجة أن تدمير الأنفاق ليس من ضمن "الأولويات القومية".
وأكد التقرير أن جيش الاحتلال لم يحقق المطلوب بخصوص أنفاق المقاومة، وأن الأنفاق "الهجومية العابرة للحدود" مازالت قائمةً حتى اليوم، ولم يمس الجيش بها.
وعلقت القناة الثانية على التقرير بالإشارة إلى أنه لم يتناول عدة أمورٍ هامة، كان منها إغلاق مطار بن غوريون، وعدم المساس بقوة المقاومة العسكرية، والسماح لها بإعادة بنيتها، وكيف استمرت "الحرب" حتى 51 يومًا.
يذكر أن وزارة جيش الاحتلال رصدت خلال السنوات الخمس الأخيرة، 2.5 مليار شيكل لمكافحة أنفاق المقاومة، من خلال تطوير راداراتٍ وماسحاتٍ أرضية بشكلٍ مشتركٍ بين قسم التكنولوجيا في الجيش وشركاتٍ أمريكية متخصصة.
اقرأ/ي أيضًا:
الإخفاق.. عنوان تقرير مراقب الدولة الإسرائيليّ