من المقرر أن يُنشر الثلاثاء (28 شباط/فبراير) تقرير "مراقب الدولة" المتعلق بأداء الحكومة والجيش الإسرائيليين إبّان العدوان على قطاع غزة صيف 2014، الذي أطلقت عليها الحكومة الإسرائيلية تسمية "الجرف الصامد".
رغم مرور أكثر من عامين على انتهاء العدوان الإسرائيلي إلّا أن إخفاقاته وتداعياته لا يزال صداها، يتردد داخل أروقة السياسية الإسرائيلية
المحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنياع قال إنّ التقرير وبحسب التقديرات الأوليّة يتضمن ملاحظات شديدة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه السابق موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش في حينه، بيني غانتس.
وأشار برنياع إلى أنّه من المتوقع أن يشكّل التقرير إطارًا جيّدًا لنقاش موضوعين هامّين: الأول الفشل المتكرر في إدارة حروب إسرائيل، والثاني الفائدة والضرر من تقارير كهذه لأمن الدولة.
أمّا نتنياهو، فقال برنياع إنّه أكبر المُوبَخين في التقرير، فالادّعاء الأساسي تجاهه، حسب مسودة سابقة، هو أنّه لم يقم بتشغيل الكابينيت مثلما يفترض القانون. كان يعرف الوضع جيّدًا. ويعلون أيضًا كان يعرف، لكنهما لم يشركا الوزراء. لم يجرِ الكابينيت مناقشات استراتيجية عن غزة، ولم يناقش البدائل السياسية أو خطوات حسن النيّة التي كان يمكن أن تمنع الحرب.
وأضاف أنّ نتنياهو لم يحصل على معلومات استخبارية كاملة حول التهديد المتوقع من غزة، وبالتالي لم يتم وضع أهداف استراتيجيّة للجيش، الذي اضطّر لوضع هذه الأهداف لنفسه.
ورجّح برنياع أسباب عدم اعتماد نتنياهو على الكابينيت لسببين؛ الأول، أنّه لم يكن يثق بوزرائه؛ لا بحكمتهم ولا بدوافعهم ولا باستعدادهم للحفاظ على السرّ. وقد اعتبرهم أعداء وليس شركاء. والثاني أنّه لم يكن لديه أيّ هدف استراتيجي لتقديمه لهم.
نتنياهو لم يقدّر جيّدًا التهديد المتوقع من غزة، وبالتالي لم يتم وضع أهداف استراتيجيّة للجيش
وبحسب القانون الإسرائيليّ، يخضع الجيش للحكومة، والكابينيت هو من يمثّل الحكومة، وهو غير قادر على إدارة الحروب بسبب حجمه الكبير، ودوافع أعضائه السياسيّة وليست العسكرية، فبحسب برنياع فإنّ أعضاء الكابينيت لا يفهمون في العسكريّة، مُستشهدًا بالإخفاق في عملية "الرصاص المصبوب"، حين كان ايهود أولمرت رئيسًا للحكومة، وباراك وزيرًا للجيش، وتسيبي ليفني وزيرة للخارجيّة، وغابي أشكنازي رئيسًا للأركان، وكان لكلّ واحد منهم أهدافًا استراتيجية تخصّه، وتوقعات تخصه، وكراهية تخصه. ولم تكن هناك ثقة.
الإخفاقات العسكرية وأنفاق المقاومة
أشار ناحوم برنياع إلى أنّ الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية حدثت لعدم وجود الخطط التنفيذية، وعدم وجود التدريبات الكافية للسيطرة على الأنفاق، وعدم وجود التدريب، والفجوات الاستخبارية، وكلّ ذلك حدث في فترة نتنياهو.
هذه هي الحال عندما تكون رئيسًا للحكومة مدة سبع سنوات متواصلة. بعض هذه الإخفاقات نتنياهو هو المسؤول عنها بشكل مباشر، بصفته مسؤولًا عن "الشاباك". وبعضها هو مسؤول عنه بشكل غير مباشر. والسبب ليس الإهمال أو الكسل. السبب هو خوف نتنياهو من اتخاذ القرارات المتعلقة بمصير الأنفاق في غزة.
أمّا عن وزير جيش الاحتلال السابق موشيه يعلون، قال برنياع "هو أيضًا أدار الظهر لأعضاء الكابينيت ولم يسمع لهم، وله نصيب من توبيخ في التقرير المُنتظر.
اقرأ/ي أيضًا: قمة رباعية سرية: 6 بنود للحل
وتوصّل عضو الكنيست عوفر شيلح الذي خصص وقته في العامين الأخيرين للتحقيق في إخفاقات العداون على غزة، إلى استنتاج أنّ نتنياهو الذي قال إن الأنفاق هي تهديد استراتيجي، لم يأمر الجيش بإعداد خطط عملية، ولم يهتم بإعداد القوة، ولم يجر نقاشات، ولم يتخذ قرارات. الشخص الذي يزعم أنّه سيّد أمن يستخفّ بالأمن.
يذكر أنّ عمل الرقابة الإسرائيلية يتمركز في فحص نشاطات السلطة التنفيذية، وما إذا كانت تلك النشاطات تُنفّذ وفق مبادئ النجاعة، الفاعلية والنزاهة. ويتم تقديم تقارير الرقابة إلى الكنيست ونشرها على الجمهور. ويقوم المراقب المسؤول أمام الكنيست فقط، في إطار وظيفته كمفوّض شكاوى الجمهور، باستيضاح الشكاوى المقدمة بحق الجهات الخاضعة للرقابة، ويكون مسؤولًا أمام الكنيست فقط.
اقرأ/ي أيضًا: