27-يوليو-2017

صلاة العصر في المسجد الأقصى بعد فتح أبوابه - تصوير: أحمد غرابلة

اعترف قادة كبار في أذرع الاحتلال العسكرية والمخابراتية، بأن الفلسطينيين انتصروا في معركة القدس والمسجد الأقصى، وهو الانتصار الذي تكلل بدخولهم المسجد بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي كافة الإجراءات الجديدة فيه.

ومنذ صباح يوم الخميس 27 تموز/يوليو، أجرت وسائل إعلام عبرية لقاءات مع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" عاموس يدلين، الذي يشغل رئيس معهد الأمن القومي حاليًا، ووزير الجيش السابق موشي يعلون، ونحمان شياي المتحدث الأسبق باسم الجيش، وهو عضو في الكنيست حاليًا عن حزب العمل.

قادة إسرائيليون كبار اعتبروا ما حدث في القدس هزيمة لهم، ورأوا أن سياسة نتنياهو في التعامل مع الأزمة فاشلة

والرابط بين تقييمات الضباط الثلاثة اعترافهم أن الفلسطينيين انتصروا، وأن إسرائيل مُنيت بهزيمة، زاعمين أن حركة حماس، وقطر، والإخوان المسلمين، وتركيا، جميعًا كان لهم دور في هذه الأزمة.

اقرأ/ي أيضًا: الأقصى ساحة حرب بعد دخول حشود غفيرة

عاموس يدلين تحدث إلى الإذاعة العبرية العامة قائلاً، إن الفلسطينيين امتلكوا استراتيجية واضحة منذ البداية، تمثلت في رفض دخول المسجد حتى إعادة الوضع كما كان، وقد أصروا على ذلك واستمروا فيه، حتى كُتب لهم النجاح.

في المقابل، فإن إسرائيل، وفق قول يدلين، لم تكن مستعدة لمواجهة المظاهرات والاحتجاجات الفلسطينية، متسائلاً: "لماذا اتخذنا من البداية قرار وضع البوابات والممرات، ثم توسلنا للفلسطينيين من أجل الصلاة في المسجد؟".

ورأى يدلين، أن المشكلة الأساسية في أداء حكومة الاحتلال، تكمن في آلية اتخاذ القرار في الأمور الاستراتيجية، "إذ جرى اتخاذ قرار وضع البوابات الإلكترونية والممرات دون تحديد أهداف واضحة، ودون إصرار على القرار، معتبرًا أن نصب البوابات جاء استجابة لضغط سياسي شعبوي وإعلامي".

وادعى يدلين، أن المنطقة ينشط فيها محور حماس والإخوان المسلمين وتركيا وقطر، ويقود التحريض والتصعيد، مقابل محورٍ آخر يتمثل في السعودية والأردن ومصر، داعيًا إلى منع الأول من تحقيق إنجازات، وتعزيز التعاون مع المحور الثاني والتنازل له.

أما نحمان شاي، فتحدث للقناة العاشرة العبرية قائلاً، إنه لم ينم طوال الليلة الماضية وهو يراقب احتفال الفلسطينيين بالنصر، معتبرًا أن أهل القدس حققوا انتصارًا كبيرًا على صعيد الحرب النفسية، "ومن هنا تأتي أهمية ما حدث بالنسبة لهم".

وأضاف شاي، "لقد أكلنا السمك الفاسد، وأيضًا طردونا من المدينة. سياسية التردد التي يقودها نتنياهو أدت الى نصرٍ فلسطينيٍ لن يضمن الهدوء في القدس والمناطق، وما حدث فشل، لقد نجح الفلسطينيون في تحويل عمل إرهابي  إلى إنجاز، وتحويل الإرهابيين إلى أبطال".

واستخدم موشيه يعلون مصطلحات شاي ذاتها، وقال: "الجميع يعلم أن نتنياهو يتحمل مسؤولية هزيمتنا في القدس، أكلنا السمك الفاسد وطردنا من المدينة نجر أذيال الهزيمة".

وأضاف يعلون لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن الإسرائيليين يخوضون صراعًا على المسجد الأقصى، وعليهم العمل مع الأردن والسعودية ومصر، وما أسماه "المعسكر العربي السني"، مضيفًا، "نحن معهم في نفس المركب".

وأكد يعلون على أقوال يدلين حول الدور التركي، مضيفًا، "أردوغان يدير معركة على المسجد الأقصى، تشمل مؤتمرات في اسطنبول تحت شعار الأقصى في خطر، وكذلك من خلال تحرشات تذكرنا بأسطول الحرية، وبتمويل منظمات أخرجتها أنا خارج القانون في القدس، وكانت وظيفتها التحرش والاستفزاز في المسجد الأقصى".

وأضاف يعلون، أن "لدى الأتراك سياحة خاصة للأقصى، تسمى سياحة المشاكل، إذ يصل سياح أتراك إلى الأقصى حاملين أعلامًا تركية، ويثيرون القلاقل"، على حد قوله، داعيًا الولايات المتحدة إلى التدخل لوقف الدور التركي.

وكانت سلطات الاحتلال أزالت البوابات الإلكترونية من محيط المسجد الأقصى، ثم أزالت الممرات والجسور التي كانت قد أعدتها لتركيب كاميرات حرارية، وأعلنت أن باب حطة سيبقى مغلقًا، إلا أن أهل القدس اعتصموا أمامه لحين أجبروا الاحتلال على فتحه، ودخلوا المسجد، حيث اندلعت مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة أكثر من 100 شخص.


اقرأ/ي أيضًا: 

أسود باب الأسباط: حكاية من أسوار القدس

اغتيال عند باب الأسباط

ربيع القدس.. خريف تل أبيب