28-أكتوبر-2018

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشف رونين برغمان، محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن تاريخ العلاقة بين السلطات قابوس وجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، مؤكدًا أن هذه العلاقة بدأت بقوة منذ سبعينات القرن الماضي، وتأمل إسرائيل من خلالها الآن أن تكون عُمان وسيطًا لعلاقات وحوارات سرية مع دول عديدة أبرزها إيران وسوريا.

وبيّن برغمان في مقال نشرته "يديعوت"، الأحد، أنه في خريف عام 1979 وصل ضابطان إسرائيليان كبيران إلى مسقط، الأول رؤوبين مرحاف، وهو مسؤول العلاقات الشرق أوسطية في جهاز "الموساد"، وشغل لاحقًا منصب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، والثاني هو اللواء مندي مرون، الذي كان آنذاك عضو هيئة أركان جيش الاحتلال.

ضابطان كبيران في الموساد وجيش الاحتلال زارا عُمان في سبعينات القرن العشرين والتقيا السلطان قابوس

ووفقًا لبرغمان، فإن الضابطين وصلا إلى مسقط بجوزات سفر أجنبية وأقاما في فيلا فاخرة، ومن هناك نقلتهما طائرة ملكية للاجتماع بالسلطان قابوس خارج العاصمة مسقط، "وشعر الاثنان بمتعة غامرة بعد أن ركبا طائرة مرحاضها مصنوع من الذهب" كما قال.

وأضاف، "تواصلت المباحثات بين الضابطين الإسرائيليين والسلطان قابوس حتى ساعات الليل، ثم تناولا وجبة وانطلقا لزيارة سرية لمحافظة مسندم في أقصى الشمال، وهي التي تحتضن مضيق هرمز بوابة نفط العالم".

وأوضح برغمان أن هذا اللقاء لم يكن الأول بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين عُمانيين، "فمنذ مطلع السبعينات من القرن الماضي كانت تُعقد لقاءات من هذا النوع، "ومن خلال العلاقات مع عُمان فُتحت بوابة لعلاقات سرية هامة مع دولٍ أخرى في الخليج على رأسها الإمارات وقطر".

وجاءت زيارة نتنياهو العلنية إلى مسقط ثمرة عملٍ استمرَّ أربعة شهور، بإشراف رئيس جهاز "الموساد"، وقد اختار السلطان قابوس أن تكون الزيارة علنية "من أجل التظاهر أمام الغرب بأنه متسامح وليبرالي" كما قال برغمان.

تأمل إسرائيل أن تقود العلاقة مع عُمان إلى علاقات سرية مع دول عديدة منها إيران وسوريا

ورأى برغمان أن إسرائيل حققت عدة مكاسب من هذه الزيارة، أولها أن عُمان تؤدي دور الوسيط بين دول كثيرة، وهي مقبولة لدى الجميع، بدءًا من إيران وقطر والسعودية وسوريا، ومن خلالها سيكون باستطاعة إسرائيل أن تفتح علاقات سريةٍ مع أي جهةٍ تُريدها. وأضاف نقلاً عن "مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى" أنه ليس مُستَبعَدًا أن تُدير عُمان حوارًا سريًا مع إيران وسوريا.

وتأمل إسرائيل أيضًا أن تُشجع الزيارة دولاً إضافية للكشف عن علاقاتها مع إسرائيل، "فبالنسبة لنتيناهو، الكشف عن العلاقات مع عُمان جزءٌ من الترويج لنجاح استراتيجته التي تقوم على تعزيز علاقاته مع الدول السنية دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية".

وختم برغمان مقاله قائلاً: "لا ريب أن زيارة نتياهو العلنية إلى مسقط إنجاز سياسي هام، ولكن ثمة شك بأن تقود الى تطبيع العلاقات مع تلك الدول، التي يقيم أغلب حكامها علاقات وثيقة بهدوء خوفًا من الغضب الشعبي".