الترا فلسطين | فريق التحرير
علم "الترا فلسطين" من مصادر خاصّة داخل "صحيفة القدس" أنّ العاملين فيها باشروا منذ يومين إضرابًا عن العمل لأسباب تتعلّق بعدم دفع رواتبهم المتراكمة منذ 6 أشهر، وإلى التغيّر في "السياسة التحريرية" التي اعتمدتها إدارة الصحيفة في تغطية العدوان الإسرائيليّ المتواصل على قطاع غزة، الأمر الذي أدّى لحالة تذمّر واحتجاج في أوساط العاملين بالصحيفة.
يشتكي عاملون في الصحيفة من تغيّر في الخط التحريري، ومن تأخّر دفع رواتبهم منذ 6 أشهر
وبحسب ما أفادت به مصادر من داخل صحيفة "القدس" لـ "الترا فلسطين" فإنّ قسم التحرير في الصحيفة بمن فيهم مدير التحرير، وعاملون آخرون من أقسام أخرى، باشروا إضرابًا، وأبلغوا إدارة وأصحاب "صحيفة القدس" مساء الخميس الماضي بتوقّفهم عن العمل إلى حين وضع حدٍّ نهائي لهذه القضية.
ويشتكي العاملون في الصحيفة من "تسويف ومماطلة" إدارة وأصحاب الصحيفة في دفع رواتبهم، وعدم الانتظام في ذلك، مشيرين إلى تراكم مستحقّات رواتب غير مدفوعة منذ 6 أشهر. وأنّ بعض الموظفين الذين قدّموا استقالتهم قبل أكثر من عامين لم يتم حتى الآن تسديد كامل مستحقاتهم بعد، وباتوا يواجهون ذات المشكلة في المماطلة بدفعها.
وعلم "الترا فلسطين" عن "تغيّر ملموس" بعيدًا عن المهنية والموضوعية طرأ على الخط التحريري للصحيفة في تغطيتها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، الأمر الذي أثار انتقادات واحتجاجات العديد من العاملين إزاء ذلك "دون أن يعير أصحاب الصحيفة هذا الأمر أي اهتمام".
وبالنّظر إلى العناوين الأبرز في الصفحة الأولى للأعداد الصادرة مؤخرًا، فقد أشاحت الصحيفة في عددها الصادر يوم 12-12-2023 النّظر عن تواصل مجازر الاحتلال التي أوقعت نحو 300 شهيد وطالت مدارس تؤوي نازحين وتخللتها اعتقالات وتنكيل بالمدنيين، لتقدّم رواية حدث ذلك اليوم استنادًا للزاوية الإسرائيلية، وجاء عنوانها الرئيس: "نتنياهو: سنسمح للغزيين بالهجرة بعد تولينا مسؤولية القطاع" وكأنّ مأساة الغزيين تكمن في أنّهم يودّون الهجرة وهناك من يمنعهم من ذلك، وأن الاحتلال سينهي لهم هذه "المشكلة". وهو تناول ينطوي على التقليل من تناول جرائم الاحتلال وتقديم لمخططه بتهجير القطاع وكأنه "جائزة" سيقدمها نتنياهو للفلسطينيين في غزة.
و"صحيفة القدس" السياسيّة اليوميّة التي أسسها محمود أبو الزلف، كانت أوّل صحيفة فلسطينية تعاود الصدور بعد هزيمة حزيران 1967. وفي السنوات الأخيرة بدأت الأزمة المالية للصحيفة تظهر للعلن، ففي 23 تموز/ يوليو 2019، لم تصدر صحيفة القدس للمرة الأولى منذ أكثر من 6 عقود جرّاء إضراب نفّذه الموظفون احتجاجًا على عدم تلقيهم رواتبهم.
وأكّد موظفون داخل الصحيفة في حينه أنّ الوضع الذي تمر به "القدس" لم يعد يحتمل، وأن عدم التزام إدارة الصحيفة بدفع رواتب الموظفين فيها لعدة أشهر أدى لحالة غليان غير مسبوقة في الصحيفة التي كانت الأكثر انتشارًا في فلسطين، والأكثر جذبًا للإعلانات.
ولاحقًا أقالت إدارة الصحيفة عددًا من العاملين فيها، في محاولة للحدّ من الأزمة المالية المتفاقمة، الأمر الذي انعكس سلبًا على أداء الصحيفة التي قلّصت عدد صفحاتها الورقية حتى باتت لا تتجاوز 16 صفحة.
