16-ديسمبر-2023
المصوّر الصحفي سامر أبو دقة 1978 - 2023

المصور الصحفي سامر أبو دقة  1978 - 2023

"يابا شقد مشتاق.. عذّبني الفراق، قلبي بعدك ضاق، والمرّ -يابا- ذاق. يابا غيابك ويل، ودرب الألم طويل، وما ضلّ فيّ حيل" أغنية قفزت إلى واجهة منصّات التواصل الاجتماعي في السّاعات الأخيرة، بعد إعلان استشهاد المصوّر الصحفي في قناة الجزيرة سامر أبو دقة، مساء الجمعة، بعد أنّ ظل ينزف لساعات إثر قصف إسرائيلي استهدفه ووائل الدحدوح في خانيونس.

90 صحافيًا فلسطينيًا استشهدوا جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، آخرهم المصور سامر أبو دقة

في تشرين ثان/ نوفمبر 2021، شارك سامر على حسابه في "فيسبوك" رابطًا لأغنيّة "يابا شقد مشتاق" قال إنّها "أحلى هدية" تلقاها من "ابنه الغالي" في عيد ميلاده. وفي وصف الأغنية على موقع يوتيوب كتب زين دقة: "في عيد ميلاد بابا، بقوله اشتقتلك كتير، وأقل شي بهديه هاي الغنية".

تقول كلمات الأغنية التي يعبّر فيها الابن المقيم في بلجيكا عن اشتياقه لوالده في قطاع غزة: "يابا شقد مشتاق، عذّبني الفراق، قلبي بعدك ضاق، والمرّ -يابا- ذاق. يابا غيابك ويل، وأنا توّه فيّ الليل، درب الألم طويل، وما ظل فيّ حيل".

وكان الصحفي سامر أبو دقة بصحبة الصحفي وائل الدحدوح، يرافقان مركبة إسعاف لتغطية إخلاء عائلة محاصرة، بخانيونس، وفي طريق عودتهم تعرّضا لقصف إسرائيليّ أسفر عن إصابة وائل، وإصابة المصوّر سامر الذي ظلّ ينزف لأكثر من خمس ساعات، دون التمكّن من إنقاذه، إلى أن استشهد، وقد أسفر القصف ذاته عن استشهاد ثلاثة عناصر من طواقم الدفاع المدني.

وائل الدحدوح: كنّا نصوّر مشاهد دمار

وقال وائل الدحدوح إنّهم حاولوا عبر التنسيق الممنوح لسيارة الإسعاف نقل المشاهد بالمنطقة وبعد انتهائهم باغتهم صاروخ. وأضاف أنه بعد إصابته قطع مئات الأمتار محاولًا إيقاف النزيف حتى وصل إلى رجال إسعاف، وقد أطلقت قوات الاحتلال، النار على سيارات الإسعاف التي حاولت الوصول إلى سامر أبو دقة.

وقال يزن، نجل الصحفي سامر أبو دقة، المقيم في بلجيكا، إنّ الاحتلال تعمّد استهداف والده. وأشار إلى أنه سيرفع دعوى أمام الجنائية الدولية ضدّ "إسرائيل" على خلفيّة استهداف والده، مضيفًا: "أريد حقّ أبي الذي كان يمسك بكاميرا لُيشاهد العالم ما يرتكبه الاحتلال في قطاع غزة".

وسامر أبو دقة الذي شيّع جثمانه إلى مثواه الأخيرة في خانيونس صباح السبت، هو الشهيد الصحفي الـ90 في قطاع غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر. وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن استهداف الصحفيين يأتي في إطار ترهيبهم وتخويفهم ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية الفاضحة لجرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء والمدنيين. وأشار المكتب الحكومي إلى اعتقال جيش الاحتلال 8 صحفيين من قطاع غزة، الأمر الذي يدلل على أنهم في دائرة القتل والاستهداف المتعمد.

شبكة الجزيرة: سامر أبو دقة كان يقوم بعمل شجاع

وأدانت شبكة الجزيرة في بيان، الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف فيه وائل الدحدوح وسامر أبو دقة، وقالت إنّ قوات الاحتلال عرقلت وصول فرق الإسعاف للزميل أبو دقة الذي عانى من إصابة بالغة، وقد ظلّ محاصرًا جانب عدد من المصابين بالمدرسة بسبب القصف المستمر.

وأضافت شبكة الجزيرة أنّ فريقنا في غزة وخاصة وائل وسامر كانا يقومان بعمل شجاع لكشف حجم الدمار الذي تخلفه آلة الحرب الإسرائيلية. وحمّلت جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة، وأكّدت أن هذه الجريمة الجديدة جزء من عملية استهداف ممنهجة لمراسلي الشبكة وعائلاتهم في قطاع غزة.

وقالت إنّ على المجتمع الدولي الضغط على "إسرائيل" لحماية المدنيين وعمّال الإغاثة والأطباء والإعلاميين، وطالبت بمحاسبة الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم في قطاع غزة.

وهذا الاستهداف لطاقم قناة الجزيرة، سبقه استهداف عائلة الصحفي محمد أبو القمصان، ومنزل عائلة الصحفي أنس الشريف في جباليا، ما أدى لاستهداف والده، كما فقد الصحفي مؤمن الشرافي أكثر من 20 من عائلته جرّاء قصف إسرائيلي، كما فقد الصحفي وائل الدحدوح عددًا من أفراد عائلته بينهم زوجته وابنه وابنته إثر قصف منزل نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.