21-يونيو-2023
جنين

الترا فلسطين | فريق التحرير

تصدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقاشاتٌ للمعلقين والخبراء العسكريين، حول الخيار الأنسب الذي يتوجب على جيش الاحتلال تنفيذه لمنع تطور عمليات المقاومة في شمال الضفة الغربية واتساع نطاقها إلى انتفاضة ثالثة.

إدارة جو بايدن حذرت حكومة بنيامين نتنياهو من أن تنفيذ عملية واسعة في الضفة سوف يضر بجهود تعزيز التطبيع مع الدول العربية وتوسيعه.

جاء ذلك في ظل دعوات متلاحقة من قادة المستوطنين ومسؤولين في الحكومة لتنفيذ اجتياح واسع لشمال الضفة الغربية، خاصة بعد تفجير مصفحة في جنين وإصابة 6 جنود، ثم عملية "عيلي" ومقتل أربعة مستوطنين.

المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، قال إن المؤسسة السياسية بعد عملية "عيلي" وتفجير المصفحة في جنين تضغط من أجل تنفيذ رد واسع النطاق، غير أن المؤسسة العسكرية والاستخبارية يفضلون تحركًا محدودًا، "حتى لو تم تسويقه للجمهور على أنه عملية سور واقي ثانية".

وتوقع هرئيل، أن تؤدي عملية مستوطنة "عيلي" ستؤدي لتسريع الاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية في شمال الضفة، لكن هذه العملية ستكون محدودة، بهدف تحقيق تهدئة مؤقتة في المنطقة، ولتجنب الضغوط التي يمارسها اليمين المتطرف على الحكومة.

من جانبه، المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" رون بن يشاي، أكد أن "موجة الإرهاب" -وفق وصفه- أصبحت "فتاكة أكثر"، فعملية مستوطنة "عيلي" نفذتها "خلية مدربة"، ونجاحها، وقبل ذلك الأحداث في جنين وتفجير مصفحة وخروج الاحتلال دون اعتقال "مطلوبين"، كل ذلك قد يتطور من "موجة" إلى "انتفاضة ثالثة".

ورأى بن يشاي، أنه لمنع تطور الأمور إلى "انتفاضة ثالثة" يجب تنفيذ سلسلة عمليات مركزة في نابلس وجنين، وزيادة الضغط على منفذين محتملين لمزيد من العمليات، وليس باللجوء لاحتلال الأرض وهدم المباني، ولا بالاغتيال من الجو.

أما صحيفة "يسرائيل هيوم"، فكان عنوانها الرئيسي "إسرائيل تقترب خطوة أخرى نحو عملية عسكرية في الضفة الغربية"، إذ قالت ليلاخ شوفال، المراسلة العسكرية للصحيفة، إن خيار تنفيذ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة مطروح بالفعل على مكتب وزير الجيش يوآف غالانت، لكن هناك خلافات في الرأي داخل المؤسة العسكرية والاستخبارية حول ضرورة هذه العملية وفعاليتها.

وأوضحت ليلاخ شوفال، أن بعض القوى الأمنية، بما في ذلك جهاز "الشاباك"، وبعض كبار ضباط الجيش، يؤيدون تنفيذ عملية عسكرية واسعة باعتبارها أمرًا لا مفرّ منه في النهاية، ومن الأفضل تنفيذها قبل ارتفاع عدد الضحايا الإسرائيليين. أما في الجيش فالآراء منقسمة، والعملية لا تحظى بدعم كل قادة الجيش، "لكن ليس مؤكدًا أنه سيكون ممكنًا تفادي العملية، إذا لم تتراجع وتيرة الهجمات بشكل كبير" وفق قول شوفال.

ونشرت صحيفة "معاريف" تقييمًا مهنيًا أدلى به عدي كرمي، وهو ضابط رفيع سابق في جهاز "الشاباك"، يُعارض من جانبه تنفيذ اجتياح موسع على غرار اجتياح 2002 (السور الواقي) لأن مثل هذا الاجتياح "ليس واقعيًا ولا ضروريًا (..) ولأننا لا نستطيع تحقيق نسبة 100% من الردع" حسب قوله. وبدلاً من الاجتياح، يتوجب تكثيف عمليات الجيش "الخاطفة" لاعتقال أي شخص ترد معلومات حول نيته تنفيذ هجمات، والتصرف بشكل "أكثر عدوانية" بحسب عدي كرمي.

وأضاف عدي كرمي، أن أحد الخيارات الممكنة هو وقف الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين في الشوارع المشتركة إلى أقصى حد ممكن، من خلال منع الحركة المشتركة في الشوارع، وإخضاع الفلسطينيين للمزيد من عمليات الفحص قبل وصول سياراتهم إلى الشوارع الالتفافية، ومنع حرية الحركة للمركبات الفلسطينية، التي تسمح لهم بتنفيذ عمليات إطلاق النار والانسحاب.

يُشار أن إذاعة جيش الاحتلال أفادت بأن إدارة جو بايدن حذرت حكومة بنيامين نتنياهو من أن تنفيذ عملية واسعة في الضفة سوف يضر بجهود تعزيز التطبيع مع الدول العربية وتوسيعه.