21-يناير-2024
اعترافات إسرائيلية بالتخبط في وحل غزة وصعوبة انهيار حماس

متظاهرون في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل فورًا | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | فريق التحرير

بعد أكثر من 100 يوم على إطلاق إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة، انتقلت الانتقادات في إسرائيل لإدارة الحرب وأداء الجيش على الأرض من الإعلام المكتوب إلى الإعلام التلفزيوني الذي كان طوال الأيام المئة يواجه اتهامات بخداع الجمهور الإسرائيلي والترويج لأكاذيب حول القتال في قطاع غزة، ليُشكل هذا التغير في خطاب الإعلام المرئي تطورًا لافتًا في آلية تعاطي الإسرائيليين مع الحرب.

إليئور ليفي: ما يحدث في قطاع غزة منذ سحب القوات "هو نوع من التخبط في الوحل، يُذكر بالتخطب الأمريكي في العراق"

إليئور ليفي، محرر الشؤون الفلسطينية في التلفزيون الرسمي "قناة كان"، قال إن ما يحدث في قطاع غزة منذ سحب القوات "هو نوع من التخبط في الوحل، يُذكر بالتخطب الأمريكي في العراق"، معتبرًا أن إسرائيل "في بداية حرب استنزاف في قطاع غزة، وهذه حرب طويلة جدًا وعبثية وصعبة جدًا بدون تحقيق الكثير من النجاحات".

وأضاف إليئور ليفي، أن ما يعلن عنه جيش الاحتلال بالعثور على أنفاق أو فوهات أنفاق، "ليست نجاحات تغير الواقع أو تؤدي في نهاية الحرب لأن تكون حماس قادرة على العودة إلى السلطة"، مبينًا أن إسرائيل "ملزمة بتحقيق إنجاز استراتيجي أو تنفيذ اغتيال استراتيجي، وهذا لم يحدث منذ وقت طويل".

من جانبه، رئيس الموساد السابق تمير باردو، انتقد في حديث لـ"قناة كان" طريقة التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وقال إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "إذا قرر التنازل عن المختطفين واستلامهم في التوابيت، أو عدم استعادتهم للأبد، فعليه أن يقول ذلك علنًا أمام الجمهور".

ورأى تمير باردو، أن إسرائيل إذا خرجت من هذه الحرب بدون استعادة جميع "المختطفين" فإن هذا يعني أنها "خسرت الحرب للمرة الأولى منذ إقامتها".

اللواء احتياط يتسحاك بريك، تحدث للقناة 12 عن "نقطة حرجة جدًا" وصل إليها جيش الاحتلال في القتال داخل قطاع غزة، حيث "يوجد حالة اكتظاظ فظيعة" في رفح -التي يفترض أن يهاجمها الجيش قريبًا- "ويجب القول للجمهور أنه رغم كل العمل الذي قمنا به مايزال هناك الآلاف من فوهات الأنفاق الإضافية، ومئات الكيلومترات من الأنفاق التي لم يتم اكتشافها".

ودعا يتسحاك بريك، رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت لأن يوضحا كيف ينويان تنفيذ وعودهما المستمرة بمواصلة القتال حتى تحقيق الأهداف المعلنة، مضيفًا: "عرفتم كيف تقولون لنا إنكم داخلون لغزة، ثم عرفتم كيف تقولون لنا إنكم داخلون لخانيونس، والآن قولوا لنا إذا كنتم قادرين على دخول رفح، وإذا كنتم قادرين على إغلاق محور فيلادلفيا. وإذا كنتم لا تملكون هذه القدرات، اعترفوا بذلك وغيروا طريقة التفكير، فالبقاء في خانيونس مثلًا لعام ونصف إضافيين سيوقع المئات القتلى في صفوفنا، وفرصة تحرير المخطوفين وهم أصحاء تقريبًا ستكون صفر".

واعترف بريك أن "من الصعب جدًا اليوم دفع حماس للانهيار، والأكثر سهولة هو إعادة المخطوفين إذا فعلنا الأمر الصائب من خلال الذهاب إلى اتفاق مع حماس حول خطة تحريرهم"، داعيًا إلى القبول "بالمطالب الصعبة جدًا" -كما وصفها- التي تتمسك بها حركة حماس في سبيل التوصل إلى اتفاق يضمن تحرير الـ136 أسر في غزة.

اعترف بريك أن "من الصعب جدًا اليوم دفع حماس للانهيار، وأكد  أن إسرائيل في حال لم تتوصل إلى الاتفاق الصعب الآن فإنها ستحصد اتفاقًا أصعب أضعاف المرات في المستقبل

وأكد بريك، أن إسرائيل في حال لم تتوصل إلى الاتفاق الصعب الآن فإنها ستحصد اتفاقًا أصعب أضعاف المرات في المستقبل، محذرًا من أن مواصلة القتال "يعني خسارة مئات القتلى في خانيونس، واستحالة استعادة المخطوفين أحياء، وستكون هناك فوضى أكبر بكثير".

وتابع: "عندما أستمع لأقوال الوزير غالانت ورئيس الوزراء نتنياهو أصبح في غاية القلق، فالمسؤولون عن الفوضى الفظيعة التي جرت في غلاف غزة (يوم السابع من أكتوبر) هم نفسهم من يديرون الحرب، وهذا يؤثر على قراراتهم".