13-ديسمبر-2023
لقد أكلناها، الدولة تتجاه إلى الهاوية

مؤتمر صحفي لبنيامين نتنياهو مع وزير الجيش يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | فريق التحرير

نشر المعلق السياسي لصحيفة "معاريف" ران أدليست مقالاً، صباح الأربعاء، بعنوان "أكلناها"، خلص فيه "أن هذه دولة تتدهور نحو الهاوية" حسب قوله، لينضم المعلق المخضرم بذلك إلى محللين ومعلقين إسرائيليين بدأوا يسيرون عكس التيار الحكومي في روايته حول انتصارات على الأرض وإبادة حتمية لحركة حماس، على عكس ما كان عليه الأمر في الشهر الأول والثاني من العدوان على قطاع غزة.

خاطب ران أدليست قراءه قائلاً: "أيها الأصدقاء لقد أكلناها"، مضيفًا: "هذه هي الدولة التي تتجه نحو الهاوية، وقادة إسرائيل السياسيين وعلى رأسهم نتنياهو يتطايرون في كل مكان. هذا هو الملك الذي في طريقه إلى الانهيار يأخذ البلاد معه

وخاطب ران أدليست قراءه قائلاً: "أيها الأصدقاء لقد أكلناها"، مضيفًا: "هذه هي الدولة التي تتجه نحو الهاوية، وقادة إسرائيل السياسيين وعلى رأسهم نتنياهو يتطايرون في كل مكان. هذا هو الملك الذي في طريقه إلى الانهيار يأخذ البلاد معه، وهو ليس وحده، فمن حوله مجموعة من المنافقين يمزقون جثة الدولة بالضحك".

وكشف ران أدليست أن خطة الجيش الإسرائيلي لمستقبل غزة تقوم على إعادة السلطة الفلسطينية، وهو بذلك ينسجم مع خطة الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص، وهي إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة والتحضير لحل الدولتين، مضيفًا أن الجيش لم ينشر خطته رسميًا، ولكن بيني غانتس، عضو مجلس الحرب، تحدث بالنيابة عن هيئة الأركان العامة عن تسليم غزة للسلطة.

أما بنيامين نتنياهو، فبعد ضغوط من الأمريكيين اضطر أن يوضح أن دولة فلسطينية في غزة لن تكون إلا على جثتي. بينما يبلغ عدد الجثث الحقيقية حتى الآن عشرات الآلاف منا ومن الفلسطينيين" أضاف أدليست.

ران أدليست، أحد الأصوات التي ارتفعت مؤخرًا في إسرائيل، للتحذير من عواقب الحرب على قطاع غزة، والمطالبة بتحديد أهداف واقعية قابلة للتحقق، بدلاً من هدف "القضاء على حركة حماس" الذي يواصل بنيامين نتنياهو وبقية أركان حكومته ومجلس الحرب ترديده منذ 67 بدون تحقيق نتائج ملموسة تشير أن بالإمكان تحقيق هذا الهدف.

المعلق العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل، كتب بعد إعلان مقتل 10 جنود وضباط في حي الشجاعية أن "الأفضلية النسبية للجيش تتقلص. والتفوق التكنولوجي الاستخباري بات أقل فعالية في الشجاعية، ومايزال الجيش بعيدًا عن فرض سيطرته هناك".

وأكد عاموس هرئيل، أن جيش الاحتلال ورغم إعلانه فرض السيطرة على بقية المناطق في شمال قطاع غزة، إلا أن مقاتلي حماس مازالوا ينفذون عمليات من حين إلى آخر، كما أن الجنود العائدون من غزة يتحدثون عن تقدم بطيء على الأرض، وأنهم يقضون الكثير من الوقت في انتظار الأوامر للعمل من أجل السيطرة على المنطقة التالية من الأرض.

وتابع: "ليس هناك مؤشرات أن حركة حماس تشعر بأن قوتها في المفاوضات يعتريها الضعف. ولم تظهر أي علامة أنها بحاجة ملحة للتوصل إلى اتفاق".

عاموس هرئيل: "ليس هناك مؤشرات أن حركة حماس تشعر بأن قوتها في المفاوضات يعتريها الضعف. ولم تظهر أي علامة أنها بحاجة ملحة للتوصل إلى اتفاق"

وقبل ذلك بأيام، قال المعلق السياسي لصحيفة "معاريف" نير كيبنسي، إن الإسرائيليين يواصلون الكذب على أنفسهم بأن الجيش قادر على تحقيق الانصار في أي ظرف ووقت، ويطالبون دائمًا بمنح الجيش الوقت لتحقيق الانتصار، مضيفًا أن الجيش حصل بالفعل على الفرصة في قطاع غزة ولكنه لم ينجح في تحقيق الانتصار.

ورأى نير كيبنسي، أن المحللين العسكريين الإسرائيليين الذين يظهرون في استديوهات القنوات التلفزيونية "يعرضون للجمهور حقائق ليست كاملة حول صورة التطورات (..)  إذن ما هي الحقيقة؟ قريبًا سنرى الإجابة معًا، ولكن من الأكاذيب التي قلناها لأنفسنا: أن جيشنا الإسرائيلي قوي وقادر على أي تهديد".

العجز عن تحقيق الأهداف المعلنة صرح به أيضًا تامير باردو، الرئيس الأسبق لجهاز الموساد في مقابلة تلفزيونية، إذ قال: "من الواضح لي أنه من أجل الإفراج عن المختطفين سيكون هناك ثمن باهظ، وإلا فسنكون قد تنازلنا عنهم. لن نتمكن أبدًا من تحرير الـ138 مختطفًا، ربما ننجح في تحرير واحد أو اثنين، وقد نخسر الكثير من جنودنا مقابل ذلك".

وبالفعل، صدقت توقعات تامير باردو، فبعد 67 يومًا من الحرب، أعلن جيش الاحتلال عن تحرير جثتي جندي ومستوطنة قال إنهما قتلا في 7 أكتوبر، ولكن يُشتبه أن يكونا قد قتلا بسبب القصف العشوائي أثناء العدوان وليس أثناء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر. وفي سبيل تحرير الجثتين، قُتل ضابط وجنديٌ من الجيش، وهي معلومة نشرها صحفيون إسرائيليون، وأثارت غضب الناطق باسم الجيش دانيال هغاري فقال إنه لم يسمح بنشر هذه المعلومة.

وفي السياق ذاته، جاء مقال الكاتب يسرائيل هرئيل في صحيفة "هآرتس"، إذ قال إن "الحقيقة الصارخة بأن ثمن عودة المختطفين لا يقتصر على إطلاق سراح جميع المخربين (الأسرى الفلسطينيين) بل إن الثمن الحقيقي هو حتمًا استمرار حكم حماس"، مؤكدًا أن على إسرائيل تحديد هدف من اثنين، إما إعادة الأسرى من قطاع غزة، أو إبادة حماس.

ويتزامن هذا التغير في لهجة المعلقين والمحللين الإسرائيليين، مع "أكبر انحراف حتى الآن في اللغة الأمريكية تجاه إسرائيل" كما وصفته صحيفة "نيويورك تايمز"، وهو الذي ظهر في تصريحات جو بايدن، مساء الثلاثاء، الذي قال إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي "الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل"، وطالبه بتغييرها.