20-يناير-2024
قادة كبار في جيش الاحتلال: لا يمكن تحرير الأسرى من غزة إلا بالوسائل السلمية

مظاهرة في تل أبيب للمطالبة باستقالة حكومة نتنياهو والتوجه لانتخابات | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | فريق التحرير

شكّك مسؤولون في القيادة العليا لجيش الاحتلال في إمكانية تحقيق أبرز أهداف العدوان على قطاع غزة، وهما: القضاء على حركة حماس، وتحرير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وأكدوا أن استعادة الأسرى لن تكون ممكنة إلا عبر الوسائل السلمية، وفقًا لما جاء في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، السبت.

نقلت نيويورك تايمز عن أربعة "من كبار القادة العسكريين" الإسرائيليين، أن إطلاق سراح الأسرى وتدمير حماس هدفان غير متوافقين ولا يمكن تحقيقهما معًا، موضحين أن القضاء على حماس بشكل كامل هي "عملية شاقة تستغرق وقتًا طويلاً"

وأوضح تقرير نيويورك تايمز، أن إسرائيل بعد أكثر من 100 يوم من الحرب نجحت في السيطرة على جزء أصغر من الجزء الذي كان متوقعًا السيطرة عليه في مثل هذه الفترة، وهذه الوتيرة الأبطأ من المتوقع في التقدم على الأرض دفعت بعض القادة إلى "التوصل لاستنتاج بأن حرية أكثر من 100 رهينة إسرائيليين مايزالون في غزة لا يمكن تأمينها إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية وليس الوسائل العسكرية".

ونقلت نيويورك تايمز عن أربعة "من كبار القادة العسكريين" الإسرائيليين، أن إطلاق سراح الأسرى وتدمير حماس هدفان غير متوافقين ولا يمكن تحقيقهما معًا، موضحين أن القضاء على حماس بشكل كامل هي "عملية شاقة تستغرق وقتًا طويلاً"، في حين أن حلفاء إسرائيل يضغطون عليها لإنهاء الحرب بسرعة، بسبب تصاعد عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة.

وأكد الجنرالات الإسرائيليون، أن تنفيذ معركة مطولة بهدف "تفكيك حماس بالكامل" سوف تكلف على الأرجح أرواح الأسرى الإسرائيليين.

وتتوافق تصريحات القادة العسكريين لنيويورك تايمز مع اعتراف أدلى به في مقابلة تلفزيونية يوم الخميس الماضي غادي آيزنكوت، عضو مجلس الحرب، إذ قال إن "الاعتقاد بإمكانية إنقاذ الرهائن أحياء من خلال العمليات العسكرية كان وهمًا"، مشددًا أن أهداف الحرب لم تتحقق.

وتحدث الجنرالات الأربعة عن "مأزق" لجيش الاحتلال في ساحة المعركة، وقالوا إن مماطلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في خطة "اليوم التالي للحرب" كانت "على الأقل سببًا جزئيًا عن مأزق الجيش في ساحة المعركة".

وأعرب الجنرالات عن مخاوفهم من أن "الحملة المطولة بدون خطة لما بعد الحرب ستؤدي إلى تآكل أي دعم متبقي من حلفاء إسرائيل، وهذا قد يحد من استعدادهم (الحلفاء) لتوفير ذخيرة إضافية (للجيش الإسرائيلي)".

وأجمع ثلاثة من القادة الذين تحدثت إليهم نيويورك تايمز، أن "الطريق الدبلوماسي سيكون أسرع طريقة لإعادة الإسرائيليين الذين مازالوا في الأسر".

ورفض جيش الاحتلال التعليق على أسئلة نيويورك تايمز. لكن بعد نشر التقرير أصدر بيانًا رسميًا قال فيه إنه "لا يعرف هوية القادة الذين تحدثوا للصحيفة، وأن آراءهم لا تعكس موقف الجيش". وأضاف أن إطلاق سراح الأسرى في غزة "جزءٌ من أهداف الحرب، وهو ذو أهمية قصوى".

من جانبه، أندرياس كريج، خبير الحرب في كلية "كينجز لندن"، قال: "في الأساس، إنه طريق مسدود"، وأضاف لصحيفة نيويورك تايمز إن الحرب على قطاع غزة "ليست بيئة يمكنك فيها تحرير الرهائن" حسب قوله.

وتابع أندرياس كريج: "إذا دخلت الأنفاق وحاولت تحريرهم بقوات خاصة، أو أيا كان، فسوف تقتلهم. إما أن تقتلهم بشكل مباشر أو غير مباشر، في كمائن مفخخة أو في تبادل لإطلاق النار".

شدّد كريج أنها "حربٌ لا يمكن الفوز بها، وفي معظم الأوقات، عندما تكون في حرب لا يمكن الفوز بها، فإنك ستدرك ذلك في مرحلة ما، وتنسحب. لكنهم (الإسرائيليون) لم يفعلوا"

وشدّد كريج أنها "حربٌ لا يمكن الفوز بها، وفي معظم الأوقات، عندما تكون في حرب لا يمكن الفوز بها، فإنك ستدرك ذلك في مرحلة ما، وتنسحب. لكنهم (الإسرائيليون) لم يفعلوا".

ويؤكد مصادر الصحيفة أن الهجوم البري على قطاع غزة تعثر "بسبب البنية التحتية لحماس التي كانت أكثر تطورًا من تقديرات المخابرات الإسرائيلية"، موضحين أن تحديد موقع كل نفق واقتحامه "يستغرق وقتًا طويلاً وخطيرًا".

وكشفت نيويورك تايمز، أن وثيقة تخطيط عسكري إسرائيلية توقعت أن الجيش الإسرائيلي سيستطيع قبل حلول نهاية كانون أول/ديسمبر 2023 فرض سيطرة عملياتية على المدن الثلاثة الأكبر في قطاع غزة، وهي: غزة، خانيونس، رفح، ولكن عندما حل منتصف كانون ثاني/يناير 2024، لم يكن الجيش قد بدأ هجومه البري على رفح بعد، ولم تنسحب حركة حماس من خانيونس.