20-سبتمبر-2024
اغتيال إبراهيم عقيل

(Getty) قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في تصريح مقتضب: "أهدافنا واضحة، وأفعالنا تتحدث عن نفسها".

كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل، مشيرةً إلى أن الحدث بأكمله استمر لعدة ساعات.

وفي سلسلة من النقاط، قالت الإذاعة الإسرائيلية: "استمر الحدث بأكمله بضع ساعات فقط"، مؤكدةً أن عملية الاغتيال "لم يكن مخططًا لها منذ فترة طويلة، وكان الاغتيال استغلالًا لـ’فرصة عملياتية’". 

الاحتلال يصف عملية اغتيال القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل في ضاحية بيروت الجنوبية بـ"المرحلة الجديدة" من الحرب على لبنان

وأوضح المصدر الإسرائيلي: "بعد الظهر، وصلت معلومات استخباراتية، عن اجتماع إبراهيم عقيل والقادة الذين يختفون في شقة عملياتية تحت الأرض، في قلب حي الضاحية – تحت بناية. وعلى الرغم من تعقيد مهاجمة شقة تحت الأرض، منذ لحظة ظهور المعلومات الاستخبارية، خططت القوات الجوية بسرعة لخطة الهجوم"، وفق ما ورد. 

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن "الجيش الإسرائيلي اغتنم الفرصة بعد أن علم باجتماع سري نادر لقادة وحدة الرضوان في مجمع تحت الأرض".

وحول تفاصيل موافقة قيادة الاحتلال على الاغتيال، قالت: "سرعان ما لفتت عملية الاغتيال انتباه رئيس الأركان هرتسي هليفي الذي كان في زيارة إلى الشمال في ذلك الوقت. وقد وافق رئيس الأركان على الهجوم، وعرضه على المستوى السياسي لإقراره. وتم تعريف الهجوم بأنه: ’فرصة ضرورية للتنفيذ’. ووافق المستوى السياسي عليه".

وقالت إذاعة جيش الاحتلال، نقلًا عن مصادرها الأمنية: "لم يبق لدى نصر الله أهم الشخصيات العسكرية، التي كانت تساهم في تقييم للوضع. وعندما نتحدث عن ’مرحلة جديدة في الحرب’، هذا بالضبط ما نعنيه. لقد كانت بيروت بمثابة الخط الأحمر، أما الآن فلم تعد هناك خطوط حمراء".

وقال مسؤول إسرائيلي إن كبار قادة قوات الرضوان، وعددهم نحو 20 قائدًا، استشهدوا في الغارة، بحسب موقع "أكسيوس". لكن المتحدث باسم جيش الاحتلال، تحدث عن 10 قادة من قوة الرضوان.

ووصف مسؤول إسرائيلي عملية الاغتيال بأنها "ضربة كبيرة للقيادة العسكرية وهيكل السيطرة لحزب الله"، وفق وصفه.

وقال مسؤول إسرائيلي آخر إنه بعد اغتيال فؤاد شكر قبل جيش الاحتلال في تموز/يوليو، حل إبراهيم عقيل محله في منصب القائد العسكري الأعلى لحزب الله.

ونعى حزب الله القيادي العسكري فيه إبراهيم عقيل، قائلًا: "التحق اليوم القائد الجهادي الكبير الحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) بموكب إخوانه من القادة الشهداء ‏الكبار بعد عمر مبارك حافل بالجهاد والعمل والجراح والتضحيات والمخاطر والتحديات والإنجازات ‏والانتصارات، وهو كان دائمًا لائقًا لنيل هذا الوسام الإلهي الرفيع".

وأضاف البيان: "كانت القدس دائمًا في قلبه وعقله وفكره ليل نهار، كانت القدس عشق روحه وكانت الصلاة في مسجدها ‏حلمه الأكبر". متابعً القول: "بكل اعتزاز وفخر تُقدّم المقاومة الإسلامية اليوم أحد قادتها الكبار شهيدًا على طريق القدس وتعاهد روحه ‏الطاهرة أن تبقى وفية لأهدافه وآماله وطريقه حتى النصر". ‏

مرحلة جديدة من الحرب على لبنان

وقال مسؤول إسرائيلي بعد ظهر، اليوم الجمعة، بعد الهجوم على القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل في بيروت إن هذه "مرحلة جديدة في الحرب". وبحسب المصدر: "نحن مستمرون في ملاحقة حزب الله - ونستعد للرد. كل شيء مطروح على الطاولة".

ووفق المصدر الإسرائيلي، قال مسؤول إسرائيلي "في المرحلة الجديدة من الحرب لا توجد خطوط حمراء. سنواصل ضرب حزب الله. الهدف الوحيد هو تحقيق هدف الحرب - العودة الآمنة للسكان إلى منازلهم ونحن نتفهم التكاليف المترتبة على ذلك"، وفق ما ورد.

وبحسب "أكسيوس"، قال مسؤول إسرائيلي أن "إسرائيل توصلت إلى استنتاج مفاده أنها لن تتمكن من التوصل إلى حل دبلوماسي للوضع على الحدود الشمالية دون المرور بتصعيد عسكري". وتابع المسؤول "لهذا السبب بدأنا تدريجيًا في رفع قفازاتنا وزيادة هجماتنا ضد حزب الله".

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "جيروزالم بوست"، إن الجيش الإسرائيلي "كثف أنشطته العسكرية ضد حزب الله في أعقاب قرار مجلس الوزراء الأمني ​​في وقت سابق من هذا الأسبوع بتوسيع هدف الحرب ليشمل عودة أكثر من 60 ألف إسرائيلي إلى مجتمعاتهم الحدودية".

ماذا قال قادة الاحتلال بعد الاغتيال؟

قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في تصريح مقتضب: "أهدافنا واضحة، وأفعالنا تتحدث عن نفسها".

وقال وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت: "لقد انتهيت الآن من تقييم الوضع مع رئيس الأركان وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي في ضوء التطورات في القطاع الشمالي والعمل المستهدف للقضاء على النخبة العملياتية لحزب الله. حتى في الضاحية الجنوبية في بيروت - سنواصل ملاحقة عدونا من أجل حماية مواطنينا. ستستمر سلسلة الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى تحقيق هدفنا: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم"، وفق قوله.

من جانبه، قال رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي بعد عملية الاغتيال: "قادة حزب الله الذين اغتلناهم اليوم خططوا لـ'7 أكتوبر' على الحدود الشمالية لسنوات. لقد وصلنا إليهم، وسنصل إلى كل من يهدد أمن مواطني دولة إسرائيل"، بحسب تعبيره.

ما موقف الولايات المتحدة؟

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة، إنه "يجب أن يتمكن المدنيون الإسرائيليون واللبنانيون من العيش بأمان في مجتمعاتهم الحدودية"، بينما أصرت الولايات المتحدة على أن الدبلوماسية لا تزال هي المسار الأكثر قابلية للتطبيق للمضي قدمًا.

وتحدث بايدن بالتزامن مع اغتيال عقيل، وقال: "لقد حاولنا منذ البداية التأكد من أن سكان شمال إسرائيل، وكذلك جنوب لبنان، قادرون على العودة إلى ديارهم والعودة بأمان".

وأضاف بايدن "أن فريقنا بأكمله يعمل مع مجتمع الاستخبارات لمحاولة إنجاز ذلك، وسنستمر في ذلك حتى ننجزه، لكن أمامنا طريقًا طويلًا لنقطعه".

قال المتحدث باسم البيت الأبيض إنه "ليس على علم" بأي إشعار مسبق من إسرائيل للولايات المتحدة قبل الضربة التي نفذت يوم الجمعة في جنوب بيروت، واستهدفت مسؤولًا كبيرًا في حزب الله.

وأضاف المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين خلال مكالمة يوم الجمعة: "أنا بالتأكيد لست على علم بأي إخطار موجز بشأن هذه الضربات"، مضيفًا أن عدم الإخطار "ليس أمرًا غير معتاد". وقال إنه "سيسمح للجيش الإسرائيلي بالحديث عن عملياته". 

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن "إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم الذي وقع في بيروت يوم الجمعة، لكنها أطلعت كبار المسؤولين الأميركيين على الأمر فور تنفيذه".

إسرائيل تختار الحرب

وقالت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة سيبلغ مجلس الأمن بأن "نافذة الفرصة الدبلوماسية تغلق" أمام التوصل إلى حل في لبنان. 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعًا في وقت لاحق من اليوم الجمعة لمناقشة "التطورات الأخيرة في لبنان". 

وبحسب بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، سيقول سفير الاحتلال داني دانون في الاجتماع: "لقد حان الوقت لأن يتحمل حزب الله وإيران العواقب الوخيمة لأفعالهما. يجب نزع سلاح حزب الله ومحاسبة إيران على زعزعة استقرار المنطقة"، وفق "سي إن إن".

ما هي الخلفية؟

يوم أمس، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إن "وتيرة العمليات ضد حزب الله سوف يستمر"، وذلك قبيل تنفيذ جيش الاحتلال، موجات من القصف الإسرائيلي، على لبنان خلال يوم الخميس، قبيل وفي أعقاب خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في جاء في أعقاب موجات تفجير أجهزة "البيجر" واللاسلكي في لبنان.

أجرى وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت، مساء يوم الخميس، مناقشة منهجية حول "الاحتمالات المختلفة لتطور الحملة" ضد حزب الله على الحدود الشمالية، شارك فيها رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي وكبار المسؤولين العسكريين ونائب رئيس الشاباك، كما شارك فيه مسؤولون من الموساد. وفي بداية الحديث قال غالانت: "أجرينا سلسلة من المناقشات المهمة في الأيام الأخيرة. هذه مرحلة جديدة في الحرب، بها فرص كبيرة، ولكنها تنطوي أيضًا على مخاطر كبيرة".

وعلى حد قوله، فإن "حزب الله يشعر بالاضطهاد، وسيستمر تسلسل عملياتنا العسكرية. هدفنا هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. ومع مرور الوقت، سيدفع حزب الله ثمنًا متزايدًا. وفي الوقت نفسه، وسنواصل جهودنا لإعادة المختطفين إلى منازلهم وإسقاط حماس".

ماذا قالت حكومة لبنان؟

طلبت الحكومة اللبنانية عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي عقب الضربة الإسرائيلية الأخيرة في بيروت، متهمة إسرائيل بارتكاب أعمال "تشبه الإبادة الجماعية" على الأراضي اللبنانية.

وقالت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني إن "استهداف منطقة سكنية مأهولة الجمعة يثبت مرة أخرى أن العدو الإسرائيلي لا يراعي أي اعتبارات إنسانية أو قانونية أو أخلاقية، بل يواصل ما يشبه الإبادة الجماعية".

وأضاف البيان أن "هذا العدوان الجديد هو مسألة ضمير للمجتمع الدولي الذي يظل صامتًا إزاء انتهاكات حقوق الإنسان والعدالة".

وأُبلغ رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزراءه بالضربة خلال اجتماع لمجلس الوزراء، حيث قال إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان ــ بما في ذلك تفجيرات أجهزة البيجر هذا الأسبوع ــ كانت "عملًا إجراميًا مشينًا ومدانًا، أشبه بالإبادة الجماعية والمذبحة المروعة".

ودعا ميقاتي المجتمع الدولي إلى التحرك في مواجهة العمل العسكري الإسرائيلي، وقال إن لبنان تلقى اتصالات من مسؤولين دوليين كبار يؤكدون أن إسرائيل "تجاوزت الخطوط الحمراء".

وأعلن ميقاتي أنه سيتوجه الجمعة إلى نيويورك للتحدث أمام الأمم المتحدة مباشرة، وأنه سيتقدم بطلب "إدخال قوانين دولية لحماية التكنولوجيات المدنية من استخدامها لأغراض عسكرية".