20-ديسمبر-2022
استشهاد الاسير المريض بالسرطان من مخيم الأمعري ناصر أبو حميد

استشهاد الاسير المريض بالسرطان من مخيم الأمعري ناصر أبو حميد

الترا فلسطين | فريق التحرير 

استُشهد فجر اليوم الثلاثاء، الأسير المريض بالسرطان، من مخيّم الأمعري برام الله، ناصر أبو حميد، بعد ساعات من زيارة أخيرة لعائلته له في مستشفى "آساف هروفيه" حيث كان في "غيبوبة". 

ونعت مساجد مخيّم الأمعري الشهيد الأسير أبو حميد (50 عامًا) عبر مكبرات الصوت، وأعلنت الإضراب الشامل في رام الله.

وحمّل نادي الأسير الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن قتل الأسير ناصر ابو حميد، وعن مصير كافة الأسرى ومنهم الأسرى المرضى الذين يواجهون جملة من السّياسات والجرائم الممنهجة، ومنها جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، التي شكّلت في السّنوات القليلة الماضية السبب الأساسي في استشهاد العديد من الأسرى.  

وقال نادي الأسير، إن ناصر أبو حميد يترجل اليوم بعد أن أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال، أكثر من 30 سنة، وكان اعتقاله الأخير الممتد منذ عام 2002 حتّى اليوم، أطول فترة اعتقال يقضيها في سجون الاحتلال، وله أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد، وله شقيق آخر شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد. 

وأشار إلى أنه وعلى مدار الأشهر الماضية، فشلت جميع المحاولات القانونية، في سبيل تحقيق حرية ناصر، ورفض الاحتلال عبر عدة جلسات محاكمة عقدت طلب الإفراج المبكر عنه.

كما أن الشهيد أبو حميد رفض مقترحًا تقدّم به محاميه، لطلب "عفو" من رئيس حكومة الاحتلال، في سبيل الإفراج عنه، تأكيدًا منه على الحقّ في الاستمرار بمقاومة الاحتلال، واحترامًا لمسيرة الشهداء، ورفاقه الأسرى. 

واندلعت حالة توتر داخل سجون الاحتلال، بعد إعلان استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، وأخذ الأسرى بالهتاف والطرق على الأبواب، وأعلنوا الحداد ثلاثة أيام، مع إرجاع وجبات الطعام.

وكانت سلطات الاحتلال قد نقلت ظهر أمس الإثنين، الأسير ناصر أبو حميد وبشكل عاجل من سجن "الرملة" إلى مستشفى "آساف هروفيه"، بعد تدهور خطير جدًا طرأ على حالته الصحية.

وعقب ذلك تمكّنت والدة ناصر أبو حميد وأشقاؤه من زيارته في المستشفى، وحسب بيان هيئة الأسرى فإن تلك الزيارة "حملت أخبارًا محزنة وموجعة"، بعد أن دخل ناصر "في غيبوبة"، في ظل تعمّد الاحتلال إهماله طبيًا، وترك السرطان يأكل جسده، ورفض طلبات الإفراج عنه، ليلحق بركب شهداء الحركة الأسيرة.

وباستشهاد الأسير ناصر أبو حميد يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 233 شهيدًا منذ عام 1967، منهم 74 ارتقوا نتيجة جريمة الإهمال الطبيّ، وكان من بينهم هذا العام بالإضافة إلى الأسير أبو حميد، الأسيرة سعدية فرج الله التي اُستشهدت كذلك جراء الإهمال الطبي المتعمد. 

وبدأ الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد بالتدهور بشكل واضح منذ شهر آب/ أغسطس 2021، حيث بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبيّن أنه مصاب بورم في الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن "عسقلان"، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة، ولاحقًا وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددًا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرًا بتلقيه بعد انتشار المرض في جسده.

والشهيد الأسير ناصر أبو حميد كان يقضي حكمًا بالسجن المؤبد 7 مرات و(50 سنة). وتعرّض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأعيد اعتقاله مجددًا وحكم عليه بالسجن لسنتين ونصف، وأفرج عنه ليعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، أمضى من حكمه 4 سنوات وتم الإفراج عنه مع الإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، إلا أن الاحتلال أعاد اعتقاله لاحقًا وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال اليوم نحو 4700، من بينهم نحو 150 طفلًا، و33 أسيرة، بحسب نادي الأسير.