22-أكتوبر-2024
مشروع بيت لاهيا

أحكم جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، حصاره على مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وطلب من سكان المنطقة التوجه جنوبًا. وذكرت مصادر محلية أن طائرات درون إسرائيلية وجهت رسائل صوتية لسكان مشروع بيت لاهيا، تطلب منهم الخروج باتجاه شارع بيت لاهيا العام. وفي الوقت ذاته، تتمركز قوات الاحتلال على مداخل المنطقة، حيث أقامت حواجز أمنية ونقاط تفتيش مزودة بكاميرات مراقبة لمراقبة حركة السكان.

وفي إطار تصعيد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، استهدف الاحتلال منطقة مشروع بيت لاهيا، التي تضم عشرات الآلاف من النازحين من مناطق أخرى شمالي القطاع. ويشهد القطاع قصفًا مكثفًا على مناطق متعددة، حيث قصفت قوات الاحتلال حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل هناك. كما نسفت قوات الاحتلال مبانٍ سكنية في مخيم جباليا شمال القطاع، وأخرى في غرب ووسط مدينة رفح جنوب غزة.

رفض الاحتلال السماح بانتشال الجثامين العالقة تحت الأنقاض في المناطق الشمالية من القطاع، حيث لا تزال عمليات الإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة نتيجة استمرار القصف والحصار

يتواصل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي بشكل مكثف على غربي مخيم جباليا، في حين استهدفت طائرات الاحتلال أراضي زراعية في مخيم البريج بوسط القطاع. كما أصيب عدد من الفلسطينيين جرّاء قصف منزل في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، إلى جانب تنفيذ غارة أخرى استهدفت مخيم جباليا في شمال القطاع.

وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الإثنين، على إحراق مدرسة جديدة في جباليا، في إطار عملياتها العسكرية الواسعة التي تُوصف بأنها إبادة جماعية بحق سكان شمال قطاع غزة. وبذلك يرتفع عدد المدارس التي أضرمت فيها النيران إلى 3 خلال اليومين الماضيين، وهي مدارس "الكويت"، و"حلب"، و"حمد"، التي تعتبر من أبرز المدارس في جباليا. وتولت كتيبة غفعاتي 432 تنفيذ هذه الهجمات على المؤسسات التعليمية.

ودمّر الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 120 مدرسة وجامعة تدميرًا كليًا، و332 مدرسة وجامعة جزئيًا، حسب مركز الإحصاء الفلسطيني.

وفي تطور آخر، أفادت مصادر فلسطينية، بأن كتائب القسام نصبت كمينًا محكمًا لقوة هندسية إسرائيلية غرب جباليا، ما أدى إلى خسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في ظلّ هذه التطورات،رفض الاحتلال السماح بانتشال الجثامين العالقة تحت الأنقاض في المناطق الشمالية من القطاع، حيث لا تزال عمليات الإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة نتيجة استمرار القصف والحصار.

في سياق آخر، سيطرت قوات الاحتلال بشكل كامل على بلدة بيت حانون شمالي غزة، حيث وضعت نقاط تفتيش وحواجز عسكرية لفرض سيطرتها على البلدة بشكل كامل.

وعلى الصعيد الإنساني، بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 42,519 شهيدًا، وسط أوضاع إنسانية متدهورة للغاية، خاصة في شمال القطاع الذي يتعرّض لحصار خانق وغارات متواصلة. وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري للغارات الإسرائيلية المستمرة، محذرًا من خطورة الوضع الإنساني في شمال غزة. وأعرب غوتيريش عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية، خاصة في بيت لاهيا والمناطق المحيطة بها.

وفي الجانب السياسي، بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة جديدة في المنطقة، استهلها بزيارة إلى إسرائيل، في محاولة للدفع نحو وقف لإطلاق النار في غزة. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن بلينكن سيزور أيضًا عدة دول عربية. تهدف الجولة التي تستمر حتى يوم الجمعة إلى بحث أهمية إنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بالإضافة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. ومع ذلك، أشارت تصريحات البيت الأبيض إلى أن الجولة قد لا تحقق اختراقًا كبيرًا في المفاوضات، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إنه لا يمكنه تأكيد استئناف المفاوضات في أي مكان محدد مثل الدوحة أو القاهرة.