23-أغسطس-2017

صورة أرشيفية

لن يجد اللاجئون الفلسطينيون، أسرّة فارغة لهم في قسمي الولادة والعمليات الجراحية في مستشفى وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بمدينة قلقيلية، فقبل يومين فقط، أي 21 آب/ أغسطس الجاري، تم إغلاق القسمين، بذريعة البدء بإجراءات تحقيق تنفذها وكالة الغوث، في وفاة جنين بقسم الولادة قبل أشهر.

 خيمة الاعتصام مستمرة، والحراك يتصاعد رفضًا للقرار، ودعوات للتوجه إلى مستشفى دون الانصياع للوكالة

منذ اتخاذ الوكالة القرار، وأهالي المدينة بالتنسيق مع المؤسسات المحلية واللجان الشعبية، يعتصمون بشكل يومي في ساحة المستشفى، وهو الوحيد التابع لوكالة الغوث في الضفة الغربية المحتلة، ويقدم الخدمات للاجئين الموزعين على مخيمات الضفة الغربية المحتلة.

فعاليات كثيرة تصرخ في وجه القائمين على وكالة الغوث: "لن نسمح لمخططكم أن يمر وسنكون بالمرصاد وسنعمل شعبيا ورسميا حتى إعادة فتح القسمين المغلقين". يرى القائمون على الفعاليات بأن إجراء الوكالة، هو قرار سياسي بحت، فليست المشكلة في تقديم العلاج، بل هو تقليص متعمّد لخدمات الوكالة، ضمن سلسلة تقليصات نفذتها الأخيرة على مدار السنوات الماضية.

عدوان زيد "أبو عرب"، وهو منسق فعاليات الاعتصام ضد المساس بحقوق اللاجئين، يؤكد لـ"ألترا فلسطين" بأن هذا القرار سياسي، وأن هنالك تماهٍ ما بين تقليصات خدمات الوكالة، وتصريحات رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" الداعية لتفكيك وحل وكالة الغوث" إذ أن هذه خطوات واضحة لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وحق العودة إلى البلاد التي هُجروا منها، وفق أبو عرب.

"الأونروا" هي الشاهد الأول والوحيد على هجرة شعب كامل من أرضه عام 1948، وأسست من قبل الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 1949، على أن تقدم خدمات تشغيل وإغاثة للاجئين الفلسطينيين، إلى أن يتم إيجاد حل بديل للاجئين، وهو الحل الوحيد بالعودة لديارهم، ولا حل آخر غير ذلك.

 أبو عرب، يؤمن بأن المؤامرة تحاك شيئا فشيئا ضد الوكالة، وذلك لقتل وإنهاء الشاهد الوحيد على جريمة النكبة وتهجير الفلسطينيين من ديارهم، لكن همة عالية تبدو عليه، إذ يقول على صعيد إغلاق قسمي العلاج في مستشفى قلقيلية: "القصة مش قصة علاج، لكنها قضية حق عودة وشاهد أول وأخير".

وردًا على تذرّع الوكالة بفتحها تحقيقًا للكشف عن حقيقة وفاة "جنين" قبل أشهر داخل قسم الولادة بالمستشفى، يتساءل أبو عرب "عن إغلاق قسم العمليات الجراحية، في حين أنّ حالة الوفاة كانت بقسم الولادة. وهل يجوز أن يتم عقاب الأهالي لسبب خطأ طبي؟ ولماذا لا يتم فتح تحقيق بالحادثة والأقسام تعمل دون إيقاف العمل فيها؟".

وكالة الغوث نفت إغلاق القسمين، وأشارت على لسان الناطق الرسمي باسمها كاظم أبو خلف إلى أنها علّقت العمل في هذين القسمين لحين الانتهاء من إجراءات التحقيق، دون الإفصاح عن موعد أو سقف زمني.

خيمة الاعتصام مستمرة، وفعالياتها كذلك، حراك رسمي لرفض إغلاق الأقسام، ودعوات من قبل الأهالي لأي مريض للتوجه إلى مستشفى دون الانصياع لقرار الوكالة بإغلاق القسمين فيه. على أن يستمرّ الحراك حتى تعود الوكالة عن قرارها وتفتح قسميها كما المعتاد، وتعمل على تطوير الأقسام والأدوات الطبية.


اقرأ/ي أيضًا:

أسد قلقيلية.. هل أكل الخُضار فعلًا؟!

من المستوطنات إلى قلقيلية.. بريد نفايات!

مسؤول فلسطينيّ يتبرّع لمستشفى إسرائيلي