30-نوفمبر-2023
بايدن ونتنياهو

"Getty" بايدن ونتنياهو

الترا فلسطين | فريق التحرير

دعت مجلة الإيكونومست الولايات المتحدة للضغط على "إسرائيل" واستخدام نفوذها من أجل تحديد أهداف واقعية في حربها على غزة.

المجلة البريطانية أكّدت في تقرير لها ما وصفته بالمعضلة التي تواجه الولايات المتحدة، فهي الحليف الأقوى لإسرائيل، وتتمثّل المعضلة بالإجابة عن أسئلة هامّة مثل: إلى متى ينبغي للولايات المتحدة أن تؤيد الحرب؟، وماذا بعد الحرب؟

وتحدثت الإيكونومست عن أن تزويد الولايات المتحدة لإسرائيل الدائم بالسلاح والغطاء الدبلوماسي و"ردعها" لأعدائها الإقليميين، وذلك يمنحها نفوذًا على عملية صنع القرار في "إسرائيل"، مشيرة إلى أن أهداف الولايات المتحدة في استغلال نفوذها يجب أن تتمحور حول اتجاهين، وهما ما وصفته بحماية أمن "إسرائيل" وحقها بالدفاع عن النفس، وإعادة الطريق إلى حل الدولتين الذي يوفر للفلسطينيين الحرية وحق تقرير المصير، ونوّهت إلى ضرورة أن يختار جو بايدن النهج الذي يزيد من احتمالات تحقيق هذين الهدفين، وهذا يعني تهميش "المتطرفين على الجانبين" الذين يعتزمون "تخريب" التسوية الدائمة.

أحد الخيارات التي استعرضتها المجلة بخصوص ما على بايدن فعله هو حث أمريكا على وقف دائم لإطلاق النار الآن. وهذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من الخسائر في صفوف المدنيين، فإذا دخلت "إسرائيل" إلى جنوب غزة واستخدمت التكتيكات التي تستخدمها في الشمال، فإن عدد الضحايا سوف يكون أعلى بكثير، لأن المنطقة أصبحت الآن أكثر كثافة سكانية، ولم يعد لدى المدنيين مكان يذهبون إليه.

وصفت الإيكونومست نتنياهو بأنه لا يتمتع بالمصداقية باعتباره "معارضًا متحمسًا لحل الدولتين"

ومن إيجابيات هذا الخيار حسب المجلة هو أن وقف إطلاق النار الدائم سيؤدي لإيقاف الحرب، وبالتالي سيساهم بسقوط الحكومة الائتلافية اليمينية المتشددة في "إسرائيل" بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي أكّدت الإيكونومست أنها "كانت ولا تزال عقبة أمام حل الدولتين".

واستدركت المجلّة بأن وقف إطلاق النار مشكلته تتمثل بجعل حركة حماس منتصرة مع الحفاظ على قدر كبير من إمكانياتها، وهو ما تعتبره يقوّض أمن الاحتلال ويدمّر احتمالات قيام الدولتين، فلذلك سيتعيّن على الولايات المتحدة أن تبذل جهودها وتستغل نفوذها في "إسرائيل" من أجل تغيير كيفية إدارة الاحتلال للحرب. وذلك من أجل تبني "إسرائيل" تكتيكات عسكرية جديدة باستخدام كمية أقل من القصف، وبإقحام المزيد من المشاة في جيش الاحتلال، حتى لو كان ذلك يسبب المزيد من الخسائر العسكرية للاحتلال.

كذلك أشارت الإيكونومست إلى أنه "يتعين على إسرائيل أن تحدد هدفاً عسكرياً واقعياً، تدمير أغلب قدرات حماس العسكرية وقدرتها على حكم غزة، بدلاً من القضاء عليها بالكامل". إضافة إلى فتح معبر كرم أبو سالم من أجل تدفق المزيد من المساعدات، مع توفير المأوى لسكان غزة والمساعدات الطبية.

وجددت المجلة البريطانية الحديث عن ضرورة إصرار الولايات المتحدة على صياغة الاحتلال خطة طويلة الأمد، من خلالها يتم إنجاح حل الدولتين، عبر "إقامة سلطة مؤقتة في غزة، مع دور لجيران إسرائيل العرب الصديقين، وحكومة جديدة في إسرائيل وزعماء فلسطينيين معتدلين جدد، واستئناف المفاوضات".

ووصفت الإيكونومست رئيس وزراء الاحتلال بأنه لا يتمتع بالمصداقية فيما يخص مقترحاتها، باعتباره "معارضًا متحمسًا لحل الدولتين"، وحسب رأيها فإن واشنطن تستطيع أن تشير إلى خططها من خلال التحدث مع خلفائه المحتملين، ومن خلال مطالبته بالإفراج عن الأموال المستحقة للفلسطينيين، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المستوطنين المتطرفين، و"كبح جماح" جيش الاحتلال في الضفة الغربية.

وختمت المجلة البريطانية مقالها بعبارة: "إذا أدى هذا إلى سقوط ائتلاف نتنياهو، فليكن، وأميركا تقدم حقًا دعماً استثنائياً لإسرائيل، وهذا يمنحها تأثيرًا غير عاديًا، ينبغي أن يتم استخدام هذا التأثير".