07-مارس-2024
جدار اسمنتي على اراضي سنجل

المنطقة التي سيقام فيها الجدار الاسمنتي | الترا فلسطين

بعد غربة طويلة في الولايات المتحدة، عاد فؤاد مشهور إلى بلدته سنجل شمال رام الله، كي يستقر في منزل عائلته مع والده المسن، وهو ذات المنزل الذي ولد وترعرع فيه، لكنه بات الآن مهددًا بالهدم والإزالة من الوجود، بسبب مخطط إسرائيلي جديد لبناء جدار اسمنتي يمر بمحاذاة البلدة على طول شارع 60 الاستيطاني.

يقول فؤاد مشهور إن المشروع سيجعل منزلهم بداخل سجن محكم، ما يعني تقييد حركتهم وإغلاق مدخل المنزل، كما أن هناك خطورة بأن يمتد المشروع لهدم المنزل، فهو لا يبعد عن الشارع سوى أمتار قليلة

منزل عائلة مشهور إضافة إلى خمسة منازل أخرى بنيت منذ عشرات السنين بجانب شارع 60 الاستيطاني، ولا يستطيع الأهالي الدخول إليها أو الخروج منها إلا مرورًا بالشارع، وفي حال إقامة هذا الجدار الاسمنتي سيجد أصحاب هذه المنازل أنفسهم داخل سجن كبير.

يوم الأربعاء 6 آذار/مارس 2024، تسلمت بلدية سنجل، أمرًا عسكريًا من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوضع اليد على 15 دونمًا من أراضي سنجل على طرف شارع 60 الاستيطاني، تمهيدًا لإقامة جدار عازل يمتد لمئات الأمتار على طول الشارع.

منزل فؤاد مشهور في سنجل
منزل فؤاد مشهور على بعد أمتار من طريق 60 الاستيطاني | الترا فلسطين

يقول فؤاد مشهور لـ الترا فلسطين، إن هذا المخطط خطير جدًا، إذ سيجعل منزلهم بداخل سجن محكم، ما يعني تقييد حركتهم وإغلاق مدخل المنزل، كما أن هناك خطورة بأن يمتد المشروع لهدم المنزل، فهو لا يبعد عن الشارع سوى أمتار قليلة.

وأوضح فؤاد مشهور أن العائلة تملك كافة الأوراق الثبوتية حول ملكية الأرض والمنزل، وستتوجه مع متضررين آخرين من سنجل إلى القضاء الإسرائيلي خلال المهلة التي وردت في الإخطار وهي 7 أيام، كما سيتواصلون مع السفارة الأمريكية لمحاولة دفعها إلى التدخل ومنع إقامة الجدار، لأن جميع سكان المنزل الذين سيتضررون من الجدار يحملون الجنسية الأمريكية.

ويبرر الاحتلال إقامة الجدار بدواع أمنية، وهي رشق الحجارة على مركبات المستوطنين أثناء مرورها في شارع 60 الاستيطاني بجوار هذه المنطقة، لكن فؤاد مشهور يقول إنه يقضي غالب وقته في المنزل ولا يرى أي عمليات رشق للحجارة.

وتابع: "حتى لو حصل ضرب لحجر أو حجرين فهو أمر غير مبرر لإقامة هذا المخطط الكبير والخطير".

وأشار مشهور أن الإخطار الإسرائيلي بمصادرة الأراضي تضمن عرض تعويض مادي على المتضررين من المشروع، لكنه أكد رفضهم لمثل هذا العرض.

شارع 60 الاستيطاني في سنجل
شارع 60 الاستيطاني | الترا فلسطين

منزل عائلة مشهور هو الأكثر تضررًا من المشروع الإسرائيلي، لكن المشروع يحمل خطورة كبيرة لا تقتصر على هذا المنزل، بحسب رئيس بلدية سنجل معتز طوافشة، الذي أفاد لـ الترا فلسطين باحتمالية إزالة أجزاء من البيوت الستة المحاذية لشارع 60، وحرمان الأهالي من الدخول للبيوت والخروج منها كونهم يصلون لبيوتهم من خلال هذا الشارع.

الأراضي التي ستُصادر لصالح المشروع الإسرائيلي مزروعة بالزيتون والأشجار المثمرة على طرفي الشارع

وأوضح معتز طوافشة، أن الأراضي التي ستُصادر لصالح المشروع الإسرائيلي مزروعة بالزيتون والأشجار المثمرة على طرفي الشارع.

جدار سمنتي قرب شارع 60 في سنجل
شارع 60 الاستيطاني قرب سنجل | الترا فلسطين

وبيّن، أن الجدار سيقيد حركة المواطنين في سنجل، وسيجبرهم على استخدام طرق بديلة للوصول إلى الشارع الرئيسي، هذا عدا عن القيود المفروضة أصلاً على جميع سكان سنجل، خاصة بعد إنشاء بوابة الحديدية عند المدخل الرئيسي لسنجل، وإغلاق كافة المداخل الأخرى بالسواتر التربية منذ السابع من أكتوبر.

غير أن الخطورة الأكبر لهذا المشروع، بحسب معتز طوافشة، تتمثل في منع المواطنين في سنجل من الوصول إلى آلاف الدونمات الزراعية الموجودة على الطرف الثاني من شارع 60، ما يثير مخاوف بأن يكون المشروع مقدمة لاستكمال بناء الجدار على طول شارع نابلس القديم شمال سنجل، وبالتالي عزل البلدة بالكامل عن كافة الأراضي المصنفة "ج" المملوكة لأهالي سنجل تمهيدًا لمصادرتها.

وأكد طوافشة، أنهم حذروا على مدار سنوات من نية الاحتلال تنفيذ مخطط استيطاني كبير على أراضي سنجل، لربط خمس مستوطنات مقامة شمال البلدة ببعضها بهدف إقامة تكتل استيطاني كامل.

ونوه أن هذه المستوطنات لا يفصلها عن بعضها إلا الأراضي الزراعية التابعة لبلدة سنجل، ولا سبيل لربطها ببعضها إلا مصادرة هذه الأراضي التي تبلغ مساحتها 5 آلاف دونم.

الخطورة الأكبر لهذا المشروع، بحسب معتز طوافشة، تتمثل في منع المواطنين في سنجل من الوصول إلى آلاف الدونمات الزراعية الموجودة على الطرف الثاني من شارع 60

وأوضح معتز طوافشة، أن بلدية سنجل تواصلت مع أصحاب الأراضي المتضررة من إنشاء الجدار، ومع فريق من المحامين، ويسابقون الوقت لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في المدة القصيرة التي حددها الاحتلال للاعتراض.

وشدد أنهم "سيحاولون بكل السبل منع إقامة الجدار لأنه سيتسبب بكارثة، وسيجعل سنجل في سجن كبير".

 الجدار الاسمنتي في سنجل وشارع 60 الاستيطاني
شارع 60 الاستيطاني قرب سنجل | الترا فلسطين

من جانبه، مدير العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، أكد أن إقامة  الجدار سوف يؤثر على كافة مناحي الحياة في بلدة سنجل، من ناحية حركة المواطنين، ومصادرة مساحة كبيرة من الأراضي، وحرمان الأهالي على جانبي الشارع من التواصل مع بعضهم البعض، هذا عدا عن تخريب جمالية المنطقة الطبيعية وما يشكله ذلك من ضغط نفسي على الأهالي.

وأوضح عبد الله أبو رحمة لـ الترا فلسطين، أن الجدار سيمنع البناء على طرفية وبالقرب منه، وستمنع قوات الاحتلال حتى الاقتراب من الجدار.

ودعا أبو رحمة أهالي بلدة سنجل إلى التصدي للمخطط الاستيطاني ورفضه بكافة الأشكال سواء من بالإجراءات القانونية، أو شعبيًا بعرقلة العمل وعدم السماح للاحتلال بإقامة هذا الجدار على أراضيهم.