23-أغسطس-2023
 تظهر في الصورة قرية عورتا، وعلى الجبل مستوطنة ايتمار، أبرز المستوطنات المستهدفة في الخطة الاستيطانية

تظهر في الصورة قرية عورتا، وعلى الجبل مستوطنة ايتمار، أبرز المستوطنات المستهدفة في الخطة الاستيطانية

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

تسلّم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، رسالة من قيادة المستوطنين في شمال الضفة الغربية، يوضحون فيها تفاصيل خطة ضخمة تهدف إلى زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 170 ألف مستوطن حاليًا إلى مليون مستوطن بحلول عام 2050، كحل لأزمة السكن ومشكلة الاكتظاظ في منطقة الوسط داخل الخط الأخضر.

تنص الخطة الاستيطانية على زيادة عدد المستوطنات في الضفة الغربية، وتحويل بعض المستوطنات القائمة إلى مدن كبرى، ومد خطوط السكك الحديدية من هذه المستوطنات إلى منطقة الوسط والشمال داخل الخط الأخضر، وبناء مناطق صناعية ومطار

وأوضح تقرير نشرته "يديعوت أحرنوت"، أن المستوطنين في الضفة الغربية يجدون في حكومة اليمين الكامل فرصة لن تتكرر، ولذلك يحاولون استغلالها لتحقيق أهداف كبرى، وفي هذا السياق جاءت الخطة الاستيطانية "الطموحة" وفق وصفها، وهي ثمرة عام ونصف من العمل الذي يقف خلفه المجلس الإقليمي للمستوطنات في شمال الضفة، ويقوده رئيس المجلس يوسي دغان الذي سلم بنفسه الخطة لنتنياهو صباح الأربعاء.

وأفاد تقرير "يديعوت" بأن الخطة "مهنية ومفصلة" وقد شارك في وضعها فريق واسع من المهندسين والمعماريين والجغرافيين والمستشارين المحترفين، وخبراء خارجيين، أبرزهم أبراهام شفوت من شركة "أناف"، وهو أحد مؤسسي مستوطنة "ألون موريه" على أراضي قرى عزموط وسالم ودير الحطب شرق نابلس، وهو الذي سعى مع آخرين إلى إقامة بؤر استيطانية غير مرخصة (من الجيش) في جميع أنحاء الضفة الغربية.

وتنص الخطة الاستيطانية على زيادة عدد المستوطنات في الضفة الغربية، وتحويل بعض المستوطنات القائمة إلى مدن كبرى، ومد خطوط السكك الحديدية من هذه المستوطنات إلى منطقة الوسط والشمال داخل الخط الأخضر، وتوسيع الطرق، وإنشاء مركز طبي كبير في شمال الضفة، وإنشاء مطار، وبناء مناطق صناعية، وإقامة مبان ثقافية.

وبيّن تقرير "يديعوت"، أن بين المستوطنات التي تقترح الخطة نموها، مستوطنة "ايتمار" المقامة على أراضي عورتا في جنوب نابلس، ومستوطنة "تسوفيم" المقامة على أراضي صوفين شرق قلقيلية، ومستوطنة "سلعيت" المقامة على أراضي كفر صور جنوب طولكرم، ومستوطنة "أفني حيفتس" المقامة بمحاذاة طولكرم.

كما تقترح العودة إلى مستوطنات تم إخلاؤها في خطة الانفصال عن الضفة (في عهد ارييل شارون) مثل مستوطنة "جنيم" بمحاذاة جنين، ومستوطنة "كاديم" على أراضي جنين وقباطية، وتوسيع مستوطنة "حومش" المقامة قرب سيلة الظهر لتصبح قادرة على استيعاب 15 ألف مستوطن. وتقترح أيضًا، إنشاء مدينة "تعانخ" الاستيطانية في شمال الضفة، لتكون قادرة على استيعاب حوالي 30 ألف مستوطن، وإنشاء مدينة "شامير" بالقرب من "راس العين" ولكن في الضفة الغربية.

وأوضح تقرير "يديعوت"، أن المستوطنين يطرحون خطتهم كحل لأزمة السكن والاكتظاظ السكاني وغلاء أسعار البيوت في منطقة الوسط داخل الخط الأخضر، ويرون في شمال الضفة الغربية أساسًا لحل المشكلة، حيث توجد "ملايين الدونمات الفارغة والأراضي الأميرية الواقعة على بعد 20 كم من تل أبيب" كما يقولون.

المستوطنون يطرحون خطتهم كحل لأزمة السكن والاكتظاظ السكاني وغلاء أسعار البيوت في منطقة الوسط داخل الخط الأخضر، ويرون في شمال الضفة الغربية أساسًا لحل المشكلة، حيث الأراضي الأميرية وملايين الدونمات الفارغة

وأضاف، أنه بالنظر إلى عشرات البؤر الاستيطانية المقامة بدون ترخيص على أراض فلسطينية بملكية خاصة، والبدء بعملية ترخيص هذه البؤر لشرعنتها، ثم تقديم هذه الخطة رسميًا بين يدي رئيس الحكومة، يُمكن إدراك مخططات نشطاء اليمين الذين يتجهون إلى ما هو أبعد من الخط الأخضر. وبالتالي القضاء تمامًا على أي فرصة لتحقيق حل الدولتين.

وقال يوسي دغان لنتنياهو: "أدعوكم إلى تبني هذه الخطة باعتبارها خطة عمل الحكومة الحالية لمستقبل المستوطنات في الضفة الغربية وفي جميع أنحاء البلاد، وبالتالي خفض أسعار المساكن في وسط اسرائيل، وتعزيز أمن المستوطنين، وتعزيز قبضتنا على أرض إسرائيل".

وتتجاهل الخطة التوترات بين حكومة اليمين الكامل وإدارة جو بايدن حول البناء في الاستيطان وتغيير إجراءات المصادقة على البناء الاستيطاني ونقل صلاحياتها من وزير الجيش إلى المستوطن بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، وإلغاء قانون الانفصال، وإنشاء مدرسة دينية استيطانية في مستوطنة "حومش" بعد 17 سنة من إخلائها.