02-أكتوبر-2023
خط المحراث الثلم الأخير

إرهابيون من تدفيع الثمن يراقبون قرية فلسطينية | صورة نشرها التنظيم

استبدل قادة تنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي صور الغلاف في حسابات التنظيم على موقع "فيسبوك" وتطبيق "تكتوك" بصورهم وهم يرتدون بزات مكتوب عليها: "في المكان الذي يمر فيه محراثنا، هناك حدودنا"، وهذ الجملة بحسبهم مختصر لجملة "يحرث المحراث اليهودي الثلم الأخير، هناك ستمر حدودنا."

الشعار الإضافي الذي نسبته الحركة الصهيونية أيضًا لجوزيف ترومبلدور، هو الدعوة إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقول: "في المكان الذي يحرث المحراث اليهودي الثلم الأخير، هناك ستمر حدودنا." من هذا الشعار اشتقت منظمة "ريغافيم" الاستيطانية المتطرفة وثيقة "خط المحراث"

في الحساب الرسمي لتنظيم "تدفيع الثمن" على "فيسبوك" و"تكتوك"، اختاروا صورة لأحد الإرهابيين يرتدي البزة السوداء حاملاً هراوة غليظة، وفي صور أخرى تم توزيعها يظهر قادة تنظيم "تدفيع الثمن" في منطقة رام الله وهم ينظرون نحو إحدى القرى.

تدفيع الثمن خط المحراث الثلم الأخير
إرهابي من تدفيع الثمن يحمل هراوة
إرهابيون تدفيع الثمن خط المحراث
إرهابيون من تدفيع الثمن 

مبدأ "المحراث اليهودي" هو مبدأ صهيوني صاغه جوزيف ترومبلدور، وهو مستوطن جاء من روسيا، التي ولد فيها بتاريخ 21 تشرين ثاني/نوفمبر سنة 1880، وشارك  في احتلال أراضي من قرية طلحة في الجزء الشمالي من الجليل الأعلى أقيمت عليها مستوطنة "تل حاي"، وتمركزت فيها ميليشيات يهودية، لكن مجاهدين من البدو وآخرين سوريين، هاجموا المستوطنة وقتلوا جوزيف ترومبلدور، وفي تلك المعركة التي وقعت بتاريخ في 1 آذار/مارس 1920، قتل أيضًا ثمانية مستوطنين واستُشهد خمسة من العرب.

كانت الحركة الصهيونية، حينها، بحاجة إلى "رمـز بطولي"، فنسبت لجوزيف ترومبلدور جملة باللغة العبرية: "من الجيد الموت من أجل بلادنا"، يزعمون أنه قالها على سرير الموت بعد إصابته بجروح خطيرة، لتصير هذه المقولة أيقونة في صفوف التنظيمات اليهودية العسكرية، ثم لجيش الاحتلال، قبل أن يتبين لاحقًا أن الجملة مسروقة وأنه ساعة احتضاره أطلق شتيمة بذيئة باللغة الروسية التي لم يكن يجيد غيرها.

الشعار الإضافي الذي نسبته الحركة الصهيونية أيضًا لجوزيف ترومبلدور، هو الدعوة إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقول: "في المكان الذي يحرث المحراث اليهودي الثلم الأخير، هناك ستمر حدودنا." من هذا الشعار اشتقت منظمة "ريغافيم" الاستيطانية المتطرفة وثيقة "خط المحراث"، وفقًا لمدير قسم السياسات في المنظمة ابراهام بنيامين، وبعد تشكيل حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وصل قادة ومؤسسو منظمة "ريغافيم" إلى سدة الحكم، وبات "خط المحراث" جزءًا من  البرنامج السياسي للحكومة في الضفة الغربية.

وفي شهر نيسان/ابريل 2023، كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" أن "خط المحراث" هي خطة تم توزيعها على السياسيين قبل الانتخابات، ترسم الخطط الاستراتيجية التي ستعمل منظمة "ريغافيم" على تنفيذها في الضفة الغربية، وتتضمن توصيات للحكومة الحالية، لتنفيذها في الضفة الغربية، وقد تم إدخال هذه التوصيات في اتفاق الائتلاف الحكومي بين حزب الصهيونية الدينية بزعامة بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد مؤسسي منظمة "ريغافيم" من جهة، وحزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو من جهة أخرى، لتشكل خطة "خط المحراث" أرضية حكومة اليمين المتطرف، خاصة إطلاق المعركة على مناطق "ج"، وتسريع عملية المصادقة على خطط البناء في المستوطنات، وإجراء إحصاء سكاني للفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأظهر تحقيق "هآرتس"، أن وثيقة "خط المحراث" هي في الواقع ما يحدد جدول أعمال حكومة الاحتلال في الضفة الغربية، فهي خطة مفصلة لانتزاع ملكية الأراضي في المناطق المصنفة "ج" من الفلسطينيين، ما يعني انتزاع غالبية أرض الضفة الغربية لصالح الاستيطان والمستوطنين.

وتتضمن وثيقة "خط المحراث" مخططًا مفصلاً لـ"فتح المعركة على المناطق جـ"، تحولت إلى قرار حكومي تنفذه "الإدارة المدنية" التي يقودها بتسلئيل سموتريتش، بتنفيذ أوامر الهدم للمباني والمزارع الفلسطنيية وإصدار تراخيص البناء للمستوطنين، وانتزاع ملكية الأراضي الفلسطينية بحجة المنفعة العامة.

أما الشق الثاني من  المعركة على مناطق ج، فينفذه تنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي عبر تنظيم الاعتداءات الجماعية وحشد مجموعات إرهابية تجوب الجبال والتلال بحجة أنهم رعاة، وفي الواقع يمنع هؤلاء الإرهابيون الفلسطينيين من رعي أغنامهم ويهجرون البدو من مضاربهم بتكثيف الاعتداءات والسرقات، كما أنهم يتلفون الحقول والمحاصيل باستخدام قطعان الماشية من الأغنام أو البقر.