07-يناير-2024
قوات الاحتلال المتمركزة في مناطق الشمال. 4 يناير 2024

قوات الاحتلال المتمركزة في مناطق الشمال. 4 يناير 2024

الترا فلسطين | فريق التحرير 

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تقييمًا استخباراتيًا أمريكيًا وجد أنه سيكون من الصعب على "إسرائيل" أن تنجح في حرب ضد حزب الله وسط القتال المستمر في غزة.

ويشعر المسؤولون الأمريكيون، بحسب الصحيفة، بالقلق من أن يرى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن توسيع القتال في لبنان أمر أساسي لبقائه السياسي، وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في منع عملية طوفان الأقصى.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: ليس من مصلحة أحد، لا إسرائيل، ولا المنطقة، ولا العالم، أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة.

وفي محادثات خاصة، حذرت الإدارة الأمريكية "إسرائيل" من تصعيد كبير في لبنان. وإذا فعلت ذلك، فإن تقييمًا سريًا جديدًا صادرًا عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA) وجد أنه سيكون من الصعب على قوات الاحتلال أن تنجح في ذلك، لأن أصولها ومواردها العسكرية ستكون منتشرة بشكل ضئيل للغاية نظرًا للحرب المستمرة في غزة،  وفقًا لشخصين مطلعين على هذه النتائج. 

وتحدث أكثر من عشرة من مسؤولي الإدارة الأمريكية والدبلوماسيين إلى صحيفة واشنطن بوست لإعداد التقرير، بعضهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الوضع العسكري الحساس بين الاحتلال ولبنان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر إنه "ليس من مصلحة أحد، لا إسرائيل، ولا المنطقة، ولا العالم، أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة"، ولكن هذا الرأي لا يتبنى بشكل موحد داخل حكومة الاحتلال.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه منذ عملية طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن "هجوم وقائي" على حزب الله. وقد واجه هذا الاحتمال معارضة أمريكية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران إلى الصراع، وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريًا نيابة عن "إسرائيل"، بحسب الصحيفة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن جو بايدن كان يتحدث عبر الهاتف ما يصل إلى ثلاث مرات في اليوم، وكان جزءًا من حديثهم لثني "إسرائيل" عن مهاجمة حزب الله، وهي خطوة كان من شأنها أن تؤدي إلى "انهيار كل الجحيم"، كما قال المسؤول. 

ويخشى المسؤولون أن يفوق صراع واسع النطاق بين "إسرائيل" ولبنان سفك الدماء الذي شهدته الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006، وقال بلال صعب، الخبير في الشؤون اللبنانية في معهد الشرق الأوسط، لواشنطن بوست: "قد يتراوح عدد الضحايا في لبنان بين 300 ألف و500 ألف، الأمر الذي يستلزم إخلاءً واسع النطاق لمناطق الشمال بأكملها".

وأضاف أن هذا قد يدفع حزب الله لضرب "إسرائيل" بشكل أعمق من ذي قبل، فيضرب أهدافًا حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، وقد تقوم إيران بتنشيط قواتها في جميع أنحاء المنطقة، قائلًا: "لا أعتقد أن الأمر سيقتصر على هذين الخصمين".

وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات إطلاق النار المنتظمة بين الاحتلال وحزب الله على طول الحدود أكثر عدوانية، مما أثار انتقادات خاصة من واشنطن، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.

وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية: التصعيد في لبنان سيؤدي إلى تشتت القوات الإسرائيلية.

ووفقًا للاستخبارات الأمريكية التي استعرضتها الصحيفة، فقد ضرب الجيش الإسرائيلي مواقع القوات المسلحة اللبنانية أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر. وأكد مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن واشنطن أبلغت الاحتلال أن الهجمات على الجيش اللبناني والمدنيين اللبنانيين "غير مقبولة على الإطلاق".

وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي إن إدارة جو بايدن كانت "مباشرة وصارمة للغاية" مع الإسرائيليين بشأن هذه القضية، وأضاف أن الإصابات والوفيات في صفوف القوات المسلحة اللبنانية غير مقبولة.

وصرح مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية أن خطر قيام "إسرائيل" بشن هجوم طموح على حزب الله لم يختفي أبدًا، ولكن كان هناك قلق أوسع بشأن التصعيد في الأسابيع الأخيرة، خاصة وأن "إسرائيل" أعلنت انسحابًا مؤقتًا لعدة آلاف من القوات من غزة، وهو القرار الذي قد يفتح المجال أمام الموارد لعملية عسكرية في الشمال، بحسب الصحيفة.

وقال مسؤول أميركي آخر إن القوات التي انسحبت من غزة يمكن نشرها في الشمال بعد وقت كاف من الراحة والاستعداد لموجة أخرى من القتال. لكن القوات الجوية الإسرائيلية مرهقة أيضًا، حيث قامت بضربات مستمرة منذ بدء الحرب في أكتوبر، موضحًا تقييم وكالة المخابرات العسكرية بأن التصعيد في لبنان سيؤدي إلى تشتت القوات الإسرائيلية.

وقال المسؤول إن الطيارين متعبون، ويجب صيانة الطائرات وإعادة تجهيزها. وسوف يواجهون مهمات أكثر خطورة في لبنان مما هي عليه في غزة.

وادعت واشنطن بوست أن المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين يجرون مناقشات مع الحكومة اللبنانية حول اقتراح من شأنه أن يجعل الحكومة اللبنانية تسيطر على جزء من الحدود اللبنانية الجنوبية بدلًا من حزب الله، وذلك نقلًا عن شخصين مطلعين على المحادثات، فيما رفض البيت الأبيض تقديم تفاصيل عن الخطة.

ويعترف المسؤولون الأميركيون بأنه من غير المرجح أن يوافق حزب الله على صفقة حدودية؛ في حين يتعرض عشرات الفلسطينيين في غزة للقتل أو الإصابة نتيجة للعدوان الإسرائيلي.

وقالت الصحيفة إن هناك تصورات مختلفة داخل الإدارة الأمريكية حول اهتمام بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى حل تفاوضي للصراع مع حزب الله، ونقلت عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن تعهد نتنياهو "بإحداث تغيير جوهري لمعالجة القتال الحدودي مع حزب الله هو مجرد تهديد يهدف إلى انتزاع تنازلات من الجماعة اللبنانية". فيما قال آخرون إنه إذا انتهت حرب غزة غدًا، فإن مسيرة نتنياهو السياسية ستنتهي معها، مما سيحفزه على توسيع الصراع.