طفل يحدّق بصورتك تحت شمعة ببيت من الصفيح، مزروع على طرف الحدود، التي عبر منها جدّه لاجئًا قبل 68 سنة، إلى ما صار يعرف بقطاع غزة، فالحكاية تشبه أصحابها، ولكنّ الهجرة الآن تبدّلت بفعل بأسك إلى وجهة أخرى، وصار فتيانُك يدخلون إلى الأرض المحتلة، ويتمخترون فيها مدججين بالسلاح رغمًا عن كل أنواع العوائق التي تخلقها هذه البقعة المحصورة من العالم.
استُشهد أحمد الجعبري الذي صُنّف بأنّه القائد الفعلي لكتائب القسام، في 14 نوفمبر 2012، جرّاء صاروخ إسرائيليّ استهدف مركبته
تحت أشعة شمس خجولة، تحجبها البيوت المتراكمة في الشجاعية، كانت ولادتك الأولى، ثم تجري مع الأيام، حتى تدخل السجن تطوي بداخله 13 عامًا تحفر في الجدران، عن مستقبل ستقتاد فيه جنديًا أُسر على عينهم من وسط دبابته، لتشعل الفرحة في صدور ألف أو يزيد من الأمهات والآباء.
نراك وأنت تلملم المقاتلين وتزرعهم في الألوية، وقد أردت أن تمسح سبع سنوات عجاف، أخفتك في سجونها عامين كاملين، وأنت تتمترس بالرفض أن توافق على التوقيع على اتفاقية "أوسلو" وتشتري عامين في الحرية، وقد رأيناك وأنت تلوح للموت بجانب صلاح شحادة، وقد صار بيتك في الأنفاق، ولبست قميصًا من ترابها.
تميّزت شخصيته بقدرات أهلته لقيادة كتائب القسام التي وضع لها نظام عسكريًا متينًا، وأشرف على عمليّاتها النوعيّة ضد الاحتلال
والآن أريد أن أسالك: ماذا كنت ستقول وأنت ترى تل أبيب تحت مرمى الصواريخ، التي أدخلتها من شرايينك، وبقيت تحرسها كقنديل؟ أم ماذا كنت ستهتف عبر اللاسلكي وفتيانُ عزمك يتجوّلون في "زيكيم"؟
باحث "إسرائيلي": أحمد الجعبري كان محترفًا في تحويل الأيديولوجيا إلى ممارسة وفعل عسكري.
[[{"fid":"69091","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":356,"width":475,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
اقرأ/ي أيضًا: