08-مايو-2023
الحاخام شموئيل الياهو

الترا فلسطين | فريق التحرير

وجه جيش الاحتلال دعوة لحاخام متطرف، يُعتبر من الآباء الروحيين للتنظيمات الإرهابية اليهودية، لإلقاء محاضرات للجنود المتدينين الذين يخدمون في "لواء الناحال" وفق ما أفادت به الإذاعة العامة الإسرائيلية، الإثنين.

الحاخام شموئيل الياهو، أشاد بمنفذي جريمة قتل عائشة الرابي، وأعرب عن شماتته بضحايا زلزال تركيا وسوريا، وقال: "كل ما حدث في سوريا وتركيا من أجل تطهير العالم وجعله أفضل"

ويدور الحديث عن الحاخام شموئيل الياهو، وهو الذي أشاد بالإرهابيين منفذي جريمة قتل عائشة الرابي عام 2018، وخاطبهم محاولاً التقليل من جريمتهم بقوله: "ماذا فعلتم؟ لقد رشقتم  الحجارة فقط".

وعلقت منظمة "تاغ ميئر" المناهضة للإرهاب على هذه الدعوة معتبرة أنها "محزنة وشائنة"، خاصة أن المحكمة العليا كانت قد أخضعت هذا الحاخام "لإجراءات تدريبية" بسبب تصريحات عنصرية أدلى بها في حينه.

والحاخام شموئيل الياهو ينتمي لتيار الصهيونية الدينية، وهو مقربٌ من المستوطن ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، وكان نشر مؤخرًا تفسيرات دينية -في صحيفة "عولام كاتان" العبرية- أعرب فيها عن شماتته بضحايا الزلزال الأخير في سوريا وتركيا، وقال إن "كل ما حدث في سوريا وتركيا من أجل تطهير العالم وجعله أفضل".

ومصطلح "الصهيونية الدينية" يطلق على التيارات الدينية الإسرائيلية التي تزاوج بين التطرّف القومي والديني، وتعتمد على التوراة بصفتها تعطي الحقّ لليهود باحتلال كافة الأراضي الفلسطينية. ويؤمن أتباع هذا التيار بـ"ضروة الفعل البشري النشط من أجل تحقيق سيادة يهودية على كامل أرض إسرائيل التوراتية / فلسطين التاريخية"، بخلاف تيارات دينية يهودية متشددة تسمى حريدية، ترى أن قيام دولة "إسرائيل" يتحقق فقط من خلال إرادة إلهيّة بنزول المسيح، وأنصار هذه التيارات يرفضون تأدية الخدمة العسكرية. ومن هنا يأتي الخلاف بين "الصهيونية الدينية" و"الحريديم"، خاصة أن "الحريديم" يعتقدون بوجوب تجنب استفزاز غير اليهود.

ولواء "الناحال"، أحد ألوية النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، والاسم اختصارٌ لثلاث كلمات تعني "الشباب الطلائعي المحارب"، وهو الاسم الذي يطلق على برنامج شبه عسكري لجيش الاحتلال، يجمع بين الخدمة العسكرية وتأسيس مستوطنات يهودية زراعية، عادة ما تكون في أماكن نائية.

وقوبل قرار الجيش بالرفض حتى لدى عوائل بعض الجنود "الحريديم" في "لواء ناحال"، بسبب المواقف المثيرة للجدل لهذا الحاخام العنصري خاصة ضد الأقليات. وقال والد أحد الجنود: "من المستحيل دعوة مثل هذه الشخصيات لإلقاء الدروس أمام الجنود، فتصريحات الحاخام التي بررت انتهاك حقوق المواطنين العرب هي خط أحمر في رأيي. أنا أقوم بتعليم ابني قيم الحياة المشتركة والتعايش، وقد أزعجتني تصريحات الحاخام الداعية للامتناع عن تأجير الشقق للعرب، على سبيل المثال".

كما انتقدت منظمة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" بهذه الدعوة، واعتبروها "وصمة عار"، مشيرة إلى احتفائه بمقتل آلاف السوريين والأتراك في الزلزال الأخير، واستغلاله منصبه لمنع تأجير الشقق للعرب. وأكدت المنظمة أن هذا الحاخام "لا يستحق ان يكون معلم لجنود الجيش الاسرائيلي".