25-ديسمبر-2017

جندي يحاول منع المصور عصام ريماوي من تغطية مواجهات بيت إيل - تصوير عباس مومني (Getty)

بينما يدور في الإعلام الإسرائيلي؛ نقاشٌ تحريضي حول استخدام الفلسطينيين للكاميرا كسلاح في مواجهة جنود الاحتلال، يصعّد هؤلاء الجنود استهدافهم لحاملي الكاميرات بشكل مباشر، بعد أن صنّفوهم خطراً على "أمن دولة إسرائيل"، ما جعل إصابة صحافيين بالرصاص المطاطي، وقنابل الغاز بشكل مباشر، أو الاختناق، خبراً ثابتاً في أغلب نقاط المواجهة الساخنة في الضفة الغربية وقطاع غزة، هذا عدا عن الاعتداء بالضرب المباشر.

وسجلت المواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة؛ النسبة الأعلى من اعتداءات الاحتلال على الصحافيين، وكانت واحدة من أخطر النقاط على الصحافيين الذين تعرض عدد كبير منهم لتوجيه الأسلحة بشكل مباشر والتهديد بإطلاق النار عن قرب إذا لم يغادروا مواقع المواجهات، إحداها كانت من قبل مستعربين.

تتنوع اعتداءات قوات الاحتلال ضد الصحافيين في الضفة الغربية بين إطلاق الرصاص وقنابل الغاز، والضرب المباشر

في القدس، اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على الصحافية لواء أبو ارميلة، مراسلة فضائية فلسطين اليوم، أثناء تغطيتها لقمع قوات الاحتلال وقفة احتجاجية في باب العامود، ما أدى لإصابتها برضوض في يدها. فيما وثق الصحافي هشام أبو شقرة إطلاق قنبلة غاز عليه وإصابته بها بشكل مباشر في يده، خلال تغطيته للمواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.

اقرأ/ي أيضاً: غاز "غريب" وإصابات "غير مفهومة" في مواجهات غزة

ولعل إصابة الصحافي علي دار علي، مراسل فضائية فلسطين، كانت الأخطر خلال أحداث "انتفاضة العاصمة"، إذ أُصيب برصاصتين في الرأس واليد، أُدخل على إثرهما إلى غرفة العمليات.

وحسب شهادات صحافيين، فإن قوات الاحتلال تستخدم نوعاً من الغاز السام، يؤدي إلى مضاعفات على مستوى التنفس والرؤية، إلى جانب اضطرابات في الجهاز الهضمي، وهبوط عام على مستوى النشاط البدني لساعات طويلة.

وشملت الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة مصادرة بطاقة الصحافة الدولية الخاصة بالصحافي أسيد عمارنة في بيت لحم، ومنع الصحافيين من التغطية والتحرك في عدد من المواقع، استناداً لقرارات عسكرية تقول إن هذه المواقع نقاط عسكرية مغلقة.

المصور الصحفي أحمد طلعت من مدينة نابلس، أصيب برصاصة مطاطية في قدمه اليمنى أثناء تغطيته لمواجهات اندلعت عند حاجز حوارة قضاء نابلس. يقول لـ"الترا فلسطين"، إن "الإصابات مباشرة ومقصودة، وجنود الاحتلال يتعمدون إطلاق الرصاص على أجزاء مؤثرة في الجسد، حتى لا نعود للميدان".

أما في قطاع غزة، فإن السياج الفاصل مع أراضي 48 أنقذ الصحافيين من المواجهة المباشرة مع الجنود، والاعتداءات بالضرب، إلا أنه لم يؤمّنهم من استهدافهم مباشرة بالرصاص وقنابل الغاز، وهذا ليس الأصعب بالنسبة لهم، إذ تعرضوا سابقاً للقتل نتيجة غارات جوية استهدفت مباني تضم مكاتب صحافية، وسيارات صحافة أيضاً.

المصور الصحافي حسين كرسوع، تعرض لعدد من الإصابات خلال تغطيته للمواجهات، وللحروب الثلاثة على قطاع غزة خلال السنوات العشر الماضية، وقد كانت آخرها إصابته بأكثر من قنبلة غاز في جسده، فقد على إثرها وعيه لأكثر من ساعة، وذلك في مواجهات يوم الجمعة، 22 كانون الأول/ديسمبر.

يقول كرسوع لـ"الترا فلسطين"، إن الصحافيين في قطاع غزة من أمهر الصحافيين في العالم تعاملاً مع كل أحداث القصف والاجتياحات، وحتى في أحداث الاقتتال الداخلي، معللاً ذلك بتلقيهم عشرات التدريبات الخاصة بالسلامة المهنية بشكل مكثف، "لكن جنود الاحتلال يتعمدون إصابتهم مباشرة كي لا يقوموا بتوثيق انتهاكاتهم".

جنود الاحتلال يلوثون سماء نقاط المواجهات في غزة بالدخان، ثم يطلقون الرصاص على الصحافيين مستهدفين الأطراف التي لا تغطيها الدروع والخوذات

المصور أحمد حسب الله، أصيب منتصف شهر كانون الأول الجاري بقنبلة غاز، وهذه ليست المرة الأولى. يقول لـ"الترا فلسطين"، إن جنود الاحتلال يتعمدون تلويث السماء عند السياج الفاصل بالدخان، من خلال إطلاق وابل من قنابل الغاز، ثم يُتبعون ذلك باستهداف الصحافيين بعد أن يكونوا قد جعلوا الرؤية صعبة، وعطّلوا إمكانية توثيق الانتهاكات بالصورة.

أما الصحافي محمد صقر، فقد أُصيب بقنبلتين في القدم واليد، عندما كان يقف على بعد 500 متر من السياج الحدودي مرتدياً خوذة ودرعاً واقياً. يقول لـ"الترا فلسطين" إن جنود الاحتلال يستهدفون الأطراف غير المحمية بأي رداء، مضيفاً، "الغاز الذي يستخدمه الجنود قوي جداً ويسبب حروقاً في أطراف الجسد".

ويشير نقيب الصحافيين في غزة تحسين الأسطل إلى إصابة الصحافي عمر الخطيب برصاصة تقول التقارير الطبية إنها أُطلقت من قبل قناص في جيش الاحتلال، مضيفاً أن هذه الإصابة واحدة من أدلة عديدة تؤكد أن جيش الاحتلال يستهدف الصحافيين بشكل متعمد.

ويؤكد الأسطل في حديثه لـ"الترا فلسطين" أن الصحافيين الذين أُصيبوا خلال مواجهات غزة، كانوا يقفون في أماكن بعيدة عن نقاط التماس عند استهدافهم، ويأخذون أعلى درجات الحيطة والحذر.

ورصدت نقابة الصحافيين في الضفة الغربية، 110 اعتداءً ضد صحافيين منذ اندلاع "انتفاضة العاصمة"، وحتى يوم الإثنين 25 كانون الأول/ديسمبر.

فيما طالبت نقابة الصحافيين في غزة، الأمم المتحدة، والاتحاد الدولي للصحافيين، بتقديم الحماية للصحافيين في الأراضي الفلسطينية، باعتبار مهنة الصحافة في فلسطين أصبحت شديدة الخطورة، وعمل لجنة تحقيق للانتهاكات المرتكبة ضدهم.


اقرأ/ي أيضاً:

فيديو | الكاميرا سلاح الفلسطينيين.. نقاش إسرائيلي

حضور قوي للقدس في ميادين الرياضة

القضية وابنها العاق