25-ديسمبر-2017

صورة من مواجهات غزة - تصوير علي جاد الله (Getty)

لا تكاد تنتهي مواجهات مع جيش الاحتلال عند السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي 48، دون تسجيل إصابات خطيرة وبتر أطراف، هذا إضافة إلى مضاعفات غير مسبوقة للإصابات نتيجة قنابل الغاز، ما يشير إلى استخدام جنود الاحتلال سلاحاً جديداً وشديد الخطورة، وفق تقديرات جهات طبية.

ومنذ بداية الاحتجاجات على إعلان ترامب بشأن القدس، تعاملت مستشفيات قطاع غزة مع أكثر من 600 إصابة، وقد تم تسجيل إصابات بأعيرة نارية أدت لاتساع منطقة الإصابة وجعلها غائرة، وبتر أطراف بالكامل، أو أجزاء من الأصابع لدى عدد من المصابين، وفق ما أفادنا به أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة.

قوات الاحتلال تتعمد استهداف مناطق حساسة بالرصاص المتفجر، خلال قمع المتظاهرين في غزة، ما أدى لبتر أطراف وأصابع، وارتقاء شهداء

ويتحدث القدرة عن "أعراض غريبة" وغير مسبوقة نتيجة الإصابة بقنابل الغاز التي يطلقها جنود الاحتلال، فإضافة إلى الاختناق الذي يحدث دائماً، كانت هناك حالات تقيؤ، وغثيان، وتسارع في دقات القلب، ثم بعد فترة يصاب الجسم بنقص في الأكسجين، وقد احتاج بعض المصابين إلى البقاء فترة طويلة في المستشفيات من أجل تلقي العلاج لحين استقرار الحالة.

اقرأ/ي أيضاً: محلل إسرائيلي: حماس مستعدة للحرب مقابل..؟

الطبيب أيمن السحباني، مدير قسم الاستقبال في مستشفى الشفاء، أوضح أن كثيراً من المصابين بقنابل الغاز احتاجوا إلى النقل للمستشفيات، وبعضهم تم إدخالهم إلى غرفة العمليات، مؤكداً أن هذا الغاز يشكل خطراً كبيراً جداً على المصابين بأمراض القلب والأزمة الصدرية، وقد يؤدي إلى الوفاة.

وأضاف، "هناك أعداد مضاعفة من المصابين بهذا الغاز. لا يوجد لدينا علم بنوعه، لكن ما نعرفه أن أعراضه قوية وليست عادية أبداً".

وبيّن السحباني لـ"الترا فلسطين"، أن الإصابات بالأعيرة النارية والمتفجرة تركزت في الأطراف السفلية، وأدت إلى نزيف شديد وتهشم في العظام، إضافة لإصابات في منطقة الصدر من جهة القلب، وهذه الحالات تحتاج تدخلاً سريعاً، موضحاً أن هذا النوع من الرصاص أدى لارتقاء شهداء، كما حدث مع الشهيد محمد محيسن الذي أصيب في الفخذ، وتعرض لنزيف فارق على إثره الحياة عند وصوله المستشفى.

الطبيب محمود الشيخ علي، الأخصائي الباطني في مستشفى غزة الأوروبي، تعامل مع حالتين صعبتين نتيجة قنابل الغاز، يقول لـ"الترا فلسطين"، إن المصابين شابان بصحة جيدة، لكن ما حدث معهما نتيجة إصابتهما بالغاز "غريب جداً"، إذ أُصيب أحدهما بالتهابات في الشعب الهوائية في الرئتين، وقد ظهرت أعراض ذلك بعد يومين من استنشاقه للغاز، واحتاجت حالته متابعة أكثر من الوقت الطبيعي.

وأضاف الشيخ علي، أن الحالة الثانية أشد غرابة، إذ ظهرت على المصاب أعراض تسمم كأنها ناتجة عن مبيد حشري يستخدم في الزراعة، مؤكداً أن هذا الأمر غريب ولا يمكن فهمه.

وتابع، "نحن بحاجة لمختصين من أجل الكشف عن هذا الغاز حتى نفهم ما يحدث مع المصابين، ويتم تقديم العلاج لهم على هذا الأساس، فكثير من الإصابات بهذا الغاز نتعامل معها دون معرفة ما حدث، سوى أنه استنشق غازاً".

يستخدم جنود الاحتلال في غزة غازاً غريباً، أدى إلى حالات تسمم والتهابات في الشعب الهوائية في الرئتين، وهي حالات غير مفهومة ولا مسبوقة

وفي آخر جمعة غضب، بتاريخ 22 كانون الأول/ديسمبر، أُصيب محمد أبو مصطفى بطلق ناري متفجر أسفل ركبته، فتم بتر قدمه نتيجة تهشم العظم وتفتته، وذلك خلال مواجهات عند الحدود الشرقية لمدينة خانيونس.

الشاب محمد أبو حجر، أُصيب في اليوم ذاته بطلق ناري متفجر أيضاً، لكنه نجا من الثمن الباهظ الذي تكبده أبو مصطفى، وقد تم استهدافه عندما كان يوزع مواداً طبية على المتظاهرين.

يقول أبو حجر، إنه شاهد جندياً إسرائيلياً يشير نحوه لجندي آخر، فتلقى على الفور رصاصة في ركبته، قبل أن يخرجه صحافيون من المنطقة، وتتولى طواقم الإسعاف إنقاذه، ثم نقله إلى المستشفى لمتابعة العلاج.

وسبق أن دأبت قوات الاحتلال على استخدام سياسة الاستهداف المباشر للمتظاهرين، وإلحاق أضرار جسيمة بهم، خلال احتجاجات سابقة، كما حدث قبل عامين في القدس، عندما كان الرصاص الاسفنجي أداة جنود الاحتلال في تفجير عيون المتظاهرين في مدينة القدس، وتحديداً الأطفال، كما سبق لطائرات الاحتلال أن استخدمت سلاحاً محرماً دولياً في قصف قطاع غزة خلال الحروب السابقة.


اقرأ/ي أيضاً:

الطفل أحمد: كنت أحكي بوضوح وأكتب بسرعة

"النايس جاي" تغزو القدس ببلاش وبغطاء إسرائيلي

فيديو | احتفاء إسرائيلي بالانتقام من الطفلة عهد