24-فبراير-2023
رونين بار ايتمار بن غفير بنيامين نتنياهو

الترا فلسطين | فريق التحرير

وجد جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" نفسه في بؤرة السجال السياسي المحتدم في "إسرائيل"، وأحدث ذلك اتهام يائير نتنياهو، ابن رئيس حكومة الاحتلال، للجهاز بتنفيذ "انقلاب" على والده، وذلك بعدما أطلق قادة سابقون في "الشاباك" ضد الإصلاحات القضائية، التي اعتبروها "انقلابًا على القضاء".

جهاز "الشاباك" ظل على مدار عقود "بقرة مقدسة" في "إسرائيل"، وكان يمتنع التيار المركزي من الجمهور الإسرائيلي والأحزاب الإسرائيلية عن انتقاده أو اتهامه بالتقصير، باستثناء اليمين المتطرف ومنظماته الإرهابية، لكن مؤخرًا كثّف أعضاء من الكنيست انتقاداتهم لجهاز "الشاباك"

ونشر يائير نتنياهو تغريدة على تويتر قال فيها: "الشاباك ضالع في الانقلاب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويجب تشكيل لجنة تحقيق الآن، ينبغي محاكمة هؤلاء الأشخاص وزجهم في السجن لسنوات طويلة".

وقبل تغريدة يائير نتنياهو، ادعى الإعلامي إيلي تسيبور، الموالي لنتنياهو، أن أفرادًا من "الشاباك" سربوا معلومات تم الاعتماد عليها في فتح تحقيق في شبهات فساد ضد نتنياهو.

وتعرض "الشاباك" أيضًا لانتقادات من قادة حزب "القوة اليهودية" الذي يتزعمه ايتمار بن غفير، بعدما حذر زعيم الجهاز رونين بار، ايتمار بن غفير، من أن سلوكه في القدس يشكل خطرًا على أمن الإسرائيليين ويدفع نحو المزيد من التصعيد.

وقال الصحفي أنس أبو عرقوب، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن جهاز "الشاباك" ظل على مدار عقود "بقرة مقدسة" في "إسرائيل"، وكان يمتنع التيار المركزي من الجمهور الإسرائيلي والأحزاب الإسرائيلية عن انتقاده أو اتهامه بالتقصير، باستثناء اليمين المتطرف ومنظماته الإرهابية، لكن مؤخرًا كثّف أعضاء من الكنيست انتقاداتهم لجهاز "الشاباك"، وقد اعتبر إسرائيليون أن اتهامات يائير نتنياهو جاءت تحقيقًا لرغبة من والده، الذي سبق أن هاجم منظومة إنفاذ القانون، بدءًا من الشرطة والنيابة العامة وصولاً إلى القضاء، عندما تم توجيه لوائح اتهام جنائية بحقه قبل عدة سنوات.

وأوضح أنس أبو عرقوب، أن توترًا ساد بين رئيس "الشاباك" رونين بار والمستوطن ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، بعد تسريب فحوى المكالمة بينهما، منوهًا أن بعض الصلاحيات التي بات يملكها ايتمار بن غفير كوزير للأمن الوقائي تتيح له طلب أي معلومات من "الشاباك" كشرط للمصادقة على تنفيذ ضباط الشرطة لأي إجراءات يطلبها "الشاباك" في ما يتعلق بالإرهاب اليهودي، كما أن رئيس "الشاباك" ملزم بتقديم تقريرً كل ثلاثة شهور، يوضح فيه أنشطة الجهاز، وتقارير خاصة بناءً على طلب اللجنة.

في المقابل، حتى نشطاء اليسار، المدافعون التقليديون عن "الشاباك" في مواجهة اليمين المتطرف، وجهوا خلال الأيام الماضية انتقادات حادة للجهاز، بحسب أبو عرقوب، فقد اتهم هؤلاء "الشاباك" بأنه تحول لأداة بيد بنيامين نتنياهو لخدمة مصالحه الشخصية، بعدما كشفت صحيفة "هآرتس" أن الوحدة اليهودية في "الشاباك" تتعقب نشطاء مناهضين للإصلاحات القضائية وتجمع معلومات عنهم.

حتى نشطاء اليسار، المدافعون التقليديون عن "الشاباك" في مواجهة اليمين المتطرف، وجهوا خلال الأيام الماضية انتقادات حادة للجهاز، واتهموا "الشاباك" بأنه تحول لأداة بيد بنيامين نتنياهو لخدمة مصالحه الشخصية

وتملك الوحدة اليهودية في "الشاباك" مُخبرين داخل "التنظيمات اليهودية"، ولكنّها لا تعتقلهم إلا إذا شرعوا باستهداف رجال الشرطة الإسرائيليين. فمثلاً لم يتم إحباط أي هجوم لتنظيم "تدفيع الثمن" أثناء تنفيذ هجماتهم على الفلسطينيين، سوى هجوم استهدف حرق سيارة ضابط في الشرطة، وفق ما أكّده تحقيق بثّته القناة الإسرائيلية العاشرة. وفي حالة أخرى، اعتقل "الشاباك" الإرهابي جاك تايتل، الذي كان يلقب بـ "الشبح" بعد 13 سنة من قتله فلسطينيين، لكن الاعتقال جاء بعد محاولته اغتيال شخصية يسارية إسرائيلية.

والتقى رئيس الشاباك رونين بار، يوم الإثنين الماضي، بزعيم المعارضة يائير لابيد، وزعيم "المعسكر الرسمي" بيني غانتس، بعد اجتماعه برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ودعا كل الأطراف الهدوء بعد العاصفة التي أثارتها مقترحات القوانين التي تنظم عمل السلطة القضائية.

يُذكر أن 460 مسؤولاً إسرائيليًا سابقًا، بينهم ضباط قدامى في "الشاباك"، من بينهم ثلاثة تولوا رئاسة الجهاز (كارمي غيلون وعامي أيالون ويوفال ديسكين)، وجهوا رسالة مفتوحة إلى رئيس "الشاباك" السابق، آفي ديختر، الذي يعمل وزيرًا للزراعة في الوقت الحالي، يحثونه فيها على رفع صوته ضد "الانقلاب على القضاء"، قالوا له فيها: "أبو نبيل، لا تساعد في تهديد المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل"، مستخدمين في حديثهم معه لقبه الذي يعرفون به من فترة خدمته.

وجاء في الرسالة: "نحن مجموعة من المئات من قدامى محاربي الشاباك، الحراس، الذين عملوا بجانبك وتحت قيادتك ليلاً ونهارًا للحفاظ على أمن دولة إسرائيل وتعزيز منعتها الوطنية بروح قيم إعلان الاستقلال. إن حنكة الدولة والتواضع تجد صعوبة في البقاء في الظل والوقوف جانبًا في مواجهة الأحداث التي تهز المجتمع الإسرائيلي هذه الأيام. إننا نلتفت إليكم ونطالبكم أن لا تمدوا أيديكم لدعم تحركات تهدد أسس النظام الديمقراطي ووحدة الشعب والصمود الوطني".