26-يناير-2023
Issam Rimawi/ Getty Images

Issam Rimawi/ Getty Images

استيقظت عائلة الصبّاغ في مخيم جنين، صباح الخميس (26 كانون ثان/ يناير 2023)، على مشاهد أعادتها مجددًا لذكريات سنة 2002، حين كانت جدران ونوافذ المنزل على موعد مع المواجهة والهدم والدم.

الصباغ بيت المقاوم الشهيد الذي ما يزال يحتضن المقاومة بعد 20 سنة على استشهاد صاحبه

فقبل نحو عشرين سنة، تعرّض منزل الشهيد علاء الصباغ أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين للهدم، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتكرر المشهد اليوم؛ دمار وركام ودخان، ودماء لم تجف، مع العائلة اللاجئة، والمكوّنة من 12 فردًا.

Issam Rimawi/ Getty Images
Issam Rimawi/ Getty Images

واقتحمت قوة خاصة إسرائيلية، في ساعة مبكرة الخميس، مخيّم جنين متخفية داخل سيارة شحن تجارية لتوزيع الألبان، ومن ثم لحقت بها قوة كبيرة من جيش الاحتلال لمساندتها، والهدف محاصرة منزل عائلة "الصباغ" في حارة "جورة الذهب" وسط المخيم، والذي تحصن بداخله عدد من المقاومين.

أطبقت القوات الإسرائيلية الخاصّة، وما تبعها من تعزيزات، حصارها على المنزل، متبعة أسلوب "طنجرة الضغط". أطلق عناصر القوة صواريخ الانيرجا على المنزل الذي أظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم الدمار الذي لحق به، وتبيّن بعد الانسحاب الإسرائيلي أنّ ثلاثة مقاومين استشهدوا داخله، كما جرى اعتقال زياد علاء الصباغ، وهو نجل الشهيد علاء الصباغ الذي ارتقى في مخيم جنين يوم 26 تشرين ثان/ نوفمبر 2002، بعد محاولات لاغتياله.

Issam Rimawi/Anadolu Agency via Getty Images)
Issam Rimawi/ Getty Images

وجاء في بيان مشترك لجيش الاحتلال وجهاز "الشاباك" و"حرس الحدود"، أنّ العملية في جنين استهدفت خليّة عسكرية للجهاد الإسلامي يُشتبه في أنّ أفرادها نفذوا عمليات إطلاق نار ضد قوات الجيش، وأنهم خططوا لتنفيذ عملية ضخمة. 

وزعم البيان أنه تم رصد مسلحين يحاولان الهرب من داخل المنزل، فتم إطلاق النار عليهما وقتلهما، كما أن مطلوبًا ثالثًا سلّم نفسه للجنود، وبعد أن دخلت القوات الهندسية للمبنى، لتفجير عبوات ناسفة وُضعت في المكان، جرى إطلاق النار على مسلّح رابع كان داخل المبنى.

Issam Rimawi/ Getty Images
Issam Rimawi/ Getty Images

وعقب الانسحاب الإسرائيلي، أظهرت الصور ومقاطع الفيديو فداحة ما ارتكبه جنود الاحتلال داخل المنزل؛ قتلُ ثلاثة شبان بالرصاص والقذائف، وتدير المنزل وجدرانه الداخلية، واشتعال النار فيه، وهي مشاهد تذكّر بما تعرّض له منزل عائلة الصباغ في الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين عام 2002، في ما عُرف عينها بعملية اقتحام "السور الواقي"، وذلك أثناء محاولات إلقاء القبض على الشهيد علاء.

وفقًا لمصادر محلية، فإن الجنود قبل نحو عقدين، اقتحموا المنزل وأبلغوا العائلة بالخروج ومن ثم نسفوه بالمتفجرات، وكان من بين من خرجوا زوجة الشهيد علاء، والتي كانت قد أنجبت طفله زياد الذي أسماه باسم صديقه الشهيد زياد العامر الذي استشهد في الاجتياح الأول لمخيم جنين.

وقبل ذلك كان جيش الاحتلال هدم منزل عائلة الصباغ في أوائل عام 1990 بعد اعتقال الابن البكر للعائلة الأسير السابق محمد الصباغ الذي كان ينتمي لمجموعه "الفهد الأسود" في حينه. حيث اعتقل الصباغ يوم 23 كانون ثان/ يناير 1991، وحكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات بتهمة المشاركة في مقاومة الاحتلال، وأفرج عنه عام 2013 في إطار الإفراج عن قدامى الأسرى.

Issam Rimawi/ Getty Images
Issam Rimawi/ Getty Images