16-مايو-2020

الترا فلسطين | فريق التحرير

تواصل الشرطة احتجاز الصحافي أنس حواري، دون السماح له بالتواصل مع عائلته، بعد اعتقاله والاعتداء عليه عند أحد الحواجز الأمنية في طولكرم، الليلة الماضية، ثم اتهامه "بمقاومة رجال الأمن"، وهي التهمة التي تقول مجموعة قانونية إنها تستخدم مؤخرًا ضد "عدد هائل" من الأشخاص وبشكل يومي.

محامون من أجل العدالة: تهمة مقاومة رجال الأمن توجه يوميًا لعدد هائل من المواطنين خلال حالة الطوارئ

وكان حواري، لحظة اعتقاله، يستقل سيارة مع شقيقته وزوجها في زيارة سريعة إلى عبنتا لجلب أغراض ضرورية من هناك، وفق ما قالت شقيقته سجود لـ الترا فلسطين، مبينة، أن أحد عناصر الأمن على الحاجز صفعه على وجهه قبل أن يُشارك أكثر من 5 عناصر آخرين في ضربه، ثم اعتقاله.

وأشارت إلى أن الحادثة بدأت عندما طلب أنس من الشرطة أن يسمحوا لشقيقته بمواصلة طريقها، وأن يبقى هو على الحاجز، ثم بعد أن ترجّل من السيارة قال للضابط: "العنصر بتجبّر فينا"، ليتلقى صفعة على وجهه أعقبها ضربه بشكل جماعي.

في المقابل، قالت الشرطة في بيان صحافي، إن أنس هو من بادر بالاعتداء على عناصر الأمن، ووجه لهم "شتائم نابية"، مؤكدة، أن اعتقاله تم بسبب "مقاومة رجال الأمن"، وسيتم عرضه على النيابة لتمديد توقيفه.

هذه الرواية وصفتها سجود بأنها "صاعقة"، مضيفة، أن بيان الشرطة "قلب الحق إلى باطل"، وأن شقيقها نُقِل إلى الطوارئ لإجراء فحوصات لازمة له، "ما يؤكد تعرضه لاعتداء كبير" كما قالت.

عائلة أنس حواري: بيان الشرطة قلب الحق إلى باطل، وهم يتعاملون على أساس شكوى من طرفهم مقابل شكوى أنس ضدهم

وأفادت سجود بأن والدها سيُقدم اليوم شكوى ضد الشرطة على خلفية الاعتداء، مضيفة، أن الشرطة تريد التعامل على أساس شكوى من طرفها ضد أنس مقابل شكوى أنس ضدها.

وأوضحت، أن العائلة لم تعلم بنتائج الفحوصات التي أجريت لأنس، ولا بوضعه الصحي، إذ لم يُسمح لها بالتواصل معه، كما لم يُسمح له باستخدام هاتفه.

من جانبه، قال المحامي مهند كراجة إن مجموعة "محامون من أجل العدالة" القانونية طلبت السماح لها برؤية أنس والحصول على توكيل منه لمتابعة القضية، بناءً على طلب العائلة، لكنها لم تتلقَّ أي رد حتى لحظة نشر هذا الخبر عند الساعة 1:45 بعد الظهر.

وأفاد كراجة لـ الترا فلسطين بأن أنس الآن محتجز على ذمة الشرطة، ولم تنته فترة الـ24 ساعة التي يُسمح للشرطة فيها باحتجازه، مشيرًا إلى أن الشرطة أعلنت أنها تنوي تقديمه إلى النيابة لتمديد توقيفه بتهمة "مقاومة رجال الأمن"، لكن ذلك لم يحدث حتى لحظة نشر الخبر.

وأكد، أن الشرطة أبلغت بأنها عرضت أنس على الخدمات الطبية، لكنها لم توضح نتائج الفحوصات التي أجريت له.

محامون من أجل العدالة: لا توجد أي تحقيقات في انتهاكات الأجهزة الأمنية بحق المواطنين

وأشار كراجة إلى أن مجموعة "محامون من أجل العدالة" تلاحظ "عددًا هائلاً" من الأشخاص الذين يتم توقيفهم يوميًا إلى النيابة بتهمة "مقاومة رجال الأمن" خلال فترة الطوارئ.

وبيّن، أن الأسبوعين الماضيين خرجت فيهما إلى السطح ثلاثة حوادث مشابهة بحق أشخاص يملكون تصاريح بالتنقل، وهم قاضيات ومحامي وصحافي.

ورأى كراجة، أن اللجوء لهذه التهمة حاليًا يعود لعدم وجود ما يُسعفهم (الأمن) في قانون الطوارئ لوضع تهم أخرى لتعزيز روايتهم"، مؤكدًا "عدم وجود أي تحقيق حقيقي حول انتهاكات الأجهزة الأمنية بحق المواطنين".

يُذكر أن حواري مصورٌ صحافيٌ من سبسطية في نابلس، ومن القائمين على مبادرة "تيقن" المتخصصة في مكافحة الأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.